يقول مبارك حامد صاحب مخبز الرواد بمدينة بحري ل(السوداني)، إن السبب الرئيسي وراء أزمة الخبز بالولاية هو ندرة الدقيق في المطاحن التي تقوم بتوزيعه للوكلاء، وأضاف مبارك أنه يستهلك يومياً عدد (32) جوالاً بمخبزه الذي ينتج نوعين من الخبز آلي وبلدي، إضافة للحلويات، مبيناً أنه يوفر (31) ألف قطعة خبز يومياً. ونفى الرجل مطالبتهم بزيادة تعرفة الخبز لجنيهين، مؤكداً أن السعر ما يزال جنيها واحداً. وطالب الرجل الجهات المختصة باستيراد القمح وتوفيره من الخارج حتى يتسنَّى للمطاحن استعادة نشاطها والعمل بطاقتها القصوى لحل هذه الضائقة. ولفت الرجل إلى أن هذه الأزمة عمرها لا يتعدى ثلاثة أيام وسببها انقطاع الدقيق من المخابز الأمر الذي أدى إلى استفحال الأزمة، مشيراً إلى أن بعض المواطنين يقضون معظم ساعات يومهم أمام المخبز لكي يحصلوا على (20) قطعة خبز. واقترح الرجل أن يتم معالجة للحصة المفقودة يوم الجمعة بسبب العطلة التي ربطها الوكلاء بالإجازة ويمتنعون عن التوزيع وحسب قوله (يوم الجمعة بنجازفوا بما تبقى من حصص الأيام السابقة). (حاجة غريبة) ويقول عبد الملك بابكر المحاسب بمخبز مصطفى بحي بُري بالخرطوم، إن الأزمة هذه الأيام لها أبعاد أخرى عكس ما يُشاع عن ندرة الدقيق، ووصف بابكر أن الأمر غير طبيعي، مبيناً أنه مواظب منذ عام كامل بخبز كامل حصته التي تبلغ (15) جوالاً يومياً وتنتج ما يقارب (17) ألف قطعة خبز ويتم توزيعها دون اصطفاف وازدحام مثلما يحدث هذه الأيام. وأرجع الرجل الأزمة إلى أمرين: الأول هو زيادة في الكثافة السكانية بالولاية، أو أزمة نفسية وهلع خلقه المواطن نفسه لأن البعض يأخذ أضعاف العدد الذي يأخذه في الأيام العادية، ولفت إلى أن أصحاب المطاعم توجسوا من اصطفاف المواطنين وتخوفوا من فقدانهم حصصهم لذلك أصبحوا يأتون إلينا منذ صلاة الفجر لأخذ حصتهم خوفاً من نفادها من قبل المواطنين، مشيراً إلى أن هذه الأزمة أنعشت سوق (الكسرة) التي أصبحت البديل الناجح للعديد من الأسر حيث أصبحت تعرض (الكسرة) بشكل راتب بالشباك جوار المخبز وتجد إقبالا من قبل المواطنين، وأردف أن من يعملنَ في بيعها أضحين يجلبنها إلى الأفران وغالباً بعد نفاد الخبز يتم شراؤها من قبل المواطنين بواقع ثلاثة جنيهات ل(اللفة الواحدة). اجتماعات مُطوَلة: مصدر بأحد مطاحن الغلال ببحري فضَل حجب إسمه أفاد (السوداني) أن أصحاب المطاحن وأصحاب المخابز ووكلائها بصدد اجتماع مطوَل مع وزارة المالية للتشاور في حلول ناجعة لهذهِ الأزمة خلال هذه الأيام. وأضاف الرجل أنهم حتى الآن ليست لهم دراية بحقيقة ما يحدث بخصوص أزمة الخبز التي ضربت الولاية، مبيناً أن الجميع يعمل في صمت لإخراج المواطن من هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن، وردَّ على سؤالي عن المعالجات المتوقعة بعبارة (ما عندنا ليكم كلام الآن، وإنما توصيات الاجتماع تُطرح في العلن). تأخير الحصص من جانبه أكد رئيس اتحاد المخابز بدر الدين الجلال ل (السوداني) أمس، أن سبب أزمة الخبز في اليومين السابقين هو تأخير توزيع حصص الدقيق للمخابز يوم الخميس الماضي من قبل الوكلاء مما أدى إلى ندرتهِ بالمخابز يوم الجُمعة الذي يعتبر عُطلة رسمية للدولة مما أدى إلى تفاقُم الأزمة في الولاية. وتوقع الجلال انفراج الأزمة غداً، مشيراً إلى أن جميع المطاحن بالولاية تعمل بطاقتها القصوى لوفرة الدقيق لجميع المخابز بالعاصمة والولايات.