مشاركة البشير في المنتدى العالمي للشباب الذي تستضيف فعالياته مدينة شرم الشيخ، وتعقد جلسته الختامية مساء السادس من نوفمبر الجاري بمشاركة قادة وزعماء ومسؤولين وممثلين للشباب ضمن عدد من الرؤساء والقيادات بدعوة من الرئيس المصري، لا سيما وأن المنتدى يناقش عددا من الموضوعات المتصلة بالسودان الذي لديه تجربة وافرة في التعامل معها وعلى رأسها دور قادة العالم في بناء السلام، وقضايا ما بعد الحروب والنزاعات واستدامة السلام، وأجندة إفريقيا التنموية، وموضوع المساعدات الإنسانية في مواجهة التحديات، والأمن المائي في أعقاب التغيّرات المناخية. أما قمة البشير والسيسي فمن المقرر أن تُبحث فيها، عدد من القضايا التي ستكون مطروحة على أجندة الاجتماع الرباعي على مستوى وزيري الخارجية ورئيسي جهاز المخابرات في البلدين، والذي سينعقد في الخرطوم، نهاية الشهر الجاري، بالإضافة إلى اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين الخاصة ببحث قضايا المعابر والحدود. السفير السوداني في القاهرة عبد المحمود عبد الحليم أكد أن البشير والسيسي سيعقدان اجتماعا ثنائيا يتم فيه استعراض ما تمخضت عنه اجتماعات اللجنة العليا بالخرطوم، مؤخرا من نتائج إيجابية برئاستهما؛ وسبل ووسائل توطيد وتمتين علاقات البلدين الشقيقين في المجالات كافة. في الأثناء ووفقا لمصادر إعلامية تعهدت السلطات المصرية بسرعة تسليم المعدات الخاصة بالمعدنين السودانيين الذين ينشطون في المنطقة الحدودية، قبل السابع من نوفمبر في معبر أرقين الحدودي وهي المعدات التي صادرتها أجهزة الأمن المصرية في وقت سابق. إزالة التحديات تطورات إيجابية متسارعة شهدتها علاقات البلدين في الشهور الأخيرة خاصة بعد تأكيد البلدين على إطلاق علاقة استراتيجية بين البلدين في أول زيارة خارجية للسيسي منذ فوزه بولاية رئاسية ثانية في يونيو الماضي، والسادسة منذ توليه الحكم في 2014 تقوم استنادا على العلاقات التاريخية والمصالح المشتركة بتجاوز العقبات السياسية وتحرير حركة السلع والأفراد. الكاتبة الصحفية المصرية أسماء الحسيني تذهب في حديثها ل(السوداني) أمس، إلى أن رغبة البلدين في التعاون تمضي قدما لإزالة العوائق أمام حركة السلع والمواطنين مطالبة بدراسة أوجه التعاون السابقة وأسباب فشلها. الحسيني تقول إن المؤشر الأساسي لتقدم العلاقات هو التسهيلات التي تُقدَّم على الأرض لشعبي البلدين لإزالة كل العقبات البيروقراطية أمام اتفاقيات الحريات الأربع عبر إجراءات حقيقية ومتابعة للمشروعات المتفق عليها من شبكات الربط الكهربائي والسكك الحديدية. الحسيني تمضي في حديثها وتؤكد على ضرورة العمل بين الخرطوموالقاهرة لتأمين عدم حدوث تراجع في علاقات البلدين في ظل الأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية والإفريقية، فضلا عن التنسيق والتحرك الإيجابي لتعزيز السلم والاستقرار في المنطقة خاصة في ليبيا ودولة جنوب السودان ومنطقة البحر الأحمر وهو ما يمكن أن يمثل نواة لتعاون أكبر بين الدول العربية والإفريقية، خاصة أن مصر تستعد لتولي رئاسة الاتحاد الإفريقي. المحلل السياسي محمد عبد الحميد يرى في حديثه ل(السوداني) أمس، أن قيادات البلدين أكدت على دخول العلاقات بين البلدين لمرحلة جديدة تقوم على وشائج استراتيجية بتكامل المصالح لتحقيق الاكتفاء الذاتي للشعبين قبل الانطلاق إلى الأسواق العالمية. ويشير عبد الحميد إلى أن الخرطوموالقاهرة تمتلكان المقومات والموارد التي تساعد في تحقيق ذلك إن صدقت النوايا وتمت إدارة الملفات بشكل فعال بعيدا عن البيروقراطية القاتلة، مشددا على أن استراتيجية العلاقات تتبدى في تنفيذ المشروعات وعلى رأسها الطاقة والنقل والأمن الغذائي والصناعة. ويدعو عبد الحميد لتحفيز السودان لموارده وقدراته لتحقيق قدر من التوزان في الميزان التجاري الذي يعاني من عجز في صادرات السودان بنحو 400 مليون دولار عبر الاستفادة من المشاريع المشتركة في مجالات الطاقة والنقل.