سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى حواره مع /سونا/ السفير المصرى لدى السودان:العلاقات السودانية المصرية استراتيجية والقيادة فى البلدين تسعى لتحقيق تكامل حقيقى / مصر لن تكون موطن لانطلاق اى دعوة ضد النظام فى السودان / تنسيق سودانى مصرى فيما يتعلق بالوضع فى ليبيا
وصف سفير مصر لدى السودان اسامة شلتوت العلاقات السودانية المصرية بأنها استراتيجية لافتا الى أن زيارة الرئيس البشير الأخيرة للقاهرة شكلت انطلاقة جديدة للعلاقات بين الخرطوموالقاهرة وقال " لابد من ترجمه تلك العلاقات التاريخية والمتميزة وانزالها على أرض الواقع بما يعود بالنفع على شعبُى وادى النيل وصولا الى تكامل حقيقى بين البلدين . وكشف سعادة السفير فى حواره مع /سونا/ أن الفترة القادمة ستشهد زيارات لوفود وزارية مصرية للسودان لتعزيز العلاقات بين البلدين لافتا الى مشاركة وزير خارجية مصر سامح شكرى فى اجتماعات الدورة الثانية للمنتدى العربى الروسى واجتماع دول الجوار الليبى مبينا أن هناك تنسيقا مشتركا بين البلدين فيما يتعلق بالشأن الليبى ونوه الى الترتيبات الجارية الى عقد اللجنة العليا المشتركة على مستوى رئيسي البلدين والتى ستناقش العديد من الملفات السياسية والاقتصادية وقال شلتوت إن " مصر لن تكون موطنا لانطلاق أي دعوة ضد النظام فى السودان كما انه يوجد اتفاق بين قيادة البلدين ومؤسساتها المختلفة على الاحترام المتبادل فيما يخص ذلك مبينا أن السودان أكد أنه لن يكون قاعدة لانطلاق أي معارضة ضد النظام فى مصر . فالى مضابط الحوار :- س: توقع الكثير من المحللين والمراقبين أن تشكل زيارة الرئيس البشير الأخيرة للقاهرة انطلاقة جديدة للعلاقات بين الخرطوموالقاهرة وأن تحرك الكثير من الملفات فهل تعتقدون أن هذه الزيارة تبعتها خطوات عملية لتعزيز العلاقات بين البلدين؟ ج: أول زيارة خارجية للرئيس عبدالفتاح السيسى بعد تنصيبه رئيسا للجمهورية كانت للسودان وجاءت كبادرة من الرئيس انطلاقا من فكر راسخ لدى المواطن المصرى أن العلاقات مع السودان تعد من أولويات واهتمام القيادة فى مصر وأنها علاقات استراتيجية و تاريخية و تتميز بخصوصية وقواسم مشتركة وهذا التميز لايوجد مثيله بين الشعوب العربية مثل شعبى وادى النيل. ... فمن هذه الانطلاقة جاءت زيارة الرئيس السيسى الى السودان وكان اللقاء مع أخيه المشير البشير اتسم بالشفافية والصراحة وتم تناول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وفى مقدمتها العلاقات الثنائية بين البلدين وكان هناك اتفاق فى الرؤى وأن أكثر من 90% من القضايا بين البلدين تطابقت فيها وجهات النظر كما تم الإتفاق على تفعيل المسارات المختلفة للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين وانزالها على أرض الواقع وكذلك قدم السيد الرئيس آنذاك دعوة الى أخيه الرئيس البشير لزيارة مصر وقد سبق الدعوة اتصال هاتفى من فخامة الرئيس البشير عند تنصيب الرئيس السيسى متمنيا له التوفيق وآنذاك وجه الرئيس السيسى الدعوة للرئيس البشير لزيارة مصر .. وقد تم خلال الزيارة تناول العديد القضايا الاقليمية خاصة الوضع فى المنطقة وفى جنوب السودان فى سوريا وليبيا والعراق والقضية الفلسطينية وأيضا ملف سد النهضة الاثيوبى . س : كيف تنظرون لهذه الزيارة ؟ ج : الزيارة فتحت صفحة جديدة فى العلاقات بين البلدين وبددت الكثير من الشكوك فى علاقات البلدين .. زيارة السيد عمر البشير لمصر كانت هامة من حيث التوقيت والمضمون و جاءت فى وقت والمنطقة العربية تشهد كثيرا من التحديات ولابد من مجابهتها فى اطار شراكة بين مصر والسودان ... والمباحثات الثنائية التى جرت بين الرئيسين فى القاهرة هدفت الى تفعيل العلاقة بين البلدين وتحقيق طموحات شعبى وادى النيل على أرض الواقع .ومنذ تنصيب الرئيس السيسى قامت وفود وزارية مصرية بزيارة للسودان حيث عقدت اجتماعات اللجنة التجارية المشتركة كما قام وزير الرى المصرى بزيارة السودان أكثر من 4 مرات فى اطار مباحثات سد النهضة الثلاثية . س: تم خلال زيارة الرئيس البشير للقاهرة ترفيع اللجنة العليا المشتركة لمستوى رئيسي البلدين ، وهناك أنباء عن أن اللجنة ستعقد اجتماعاتها بالخرطوم فهل تم تحديد موعد للاجتماعات ؟ وهل يتوقع الاتفاق علي مشروعات للتكامل بين البلدين؟ ج: اتفق الرئيسان على ترفيع اللجنة المشتركة الى مستوى رئاسى .. وهى خطوة مهمة تؤكد أن هناك رغبة حقيقية على تعزيز ودفع تلك العلاقات ومصر لايوجد لديها لجان على مستوى رئاسى الا مع دولتين الجزائر والمغرب وبالتالى تعد هذه ثالث لجنة تعقد على المستوى الرئاسى فى مصر واللجنة المشتركة على المستوى الرئاسى ستبحث فى جميع مسارات العلاقات وتضم جميع مؤسسات الدولة بوزاراتها وجهاتها الفنية . س : هل تم تحديد موعد لانعقادها ؟ ج : الترتيبات تجرى حاليا ولكن لم يتم تحديد موعد وتمت مناقشة الموضوعات الفنية بين وزيرى الخارجية فى البلدين على كرتى والسيد سامح شكرى بعد زيارته لليبيا وتم التباحث حول العلاقات الثنائية بين البلدين والتوقيتات المناسبة لعقد اللجنة الرئاسية...وهذه المباحثات ستستكمل بعد زيارة وزير الخارجية المصرى شكرى الى السودان لبحث ومراجعة جميع المسارات التنفيذية بين البلدين فالموعد سيتم تحديده وفقا لارتباطات قيادتى البلدين حيث العمل جار منذ الاتفاق على مراجعة جميع الاتفاقيات والمشاكل التى تعترضها وسبل تذليل هذه المشاكل ونأمل ان تعقد الاجتماعات قريبا . س : دائما ما توصف العلاقات السودانية المصرية بأنها علاقات أزلية وتاريخية وخاصة ... لكن الواقع يقول إن هذه العلاقات لم تتجاوز مرحلة الأماني ولم تتم ترجمتها إلي مشروعات كبيرة ، وملموسة تعكس عمق هذه العلاقات حيث لا يوجد أي مشروع مصري كبير في السودان يسجل لمصلحة هذه العلاقات بماذا تفسرون ذلك؟ ج : العلاقات تاريخية وازلية ودائما نؤكد عليها .. التواصل بين شعبى وادى النيل لم ينقطع يوما عن بعض.. فالتواصل الشعبى مستمر رغم التوتر احيانا فى العلاقات بالتأكيد التواصل الشعبى يجعل القيادة فى البلدين يعملون على تلبيه طموحات الشعبين ولابد أن تكون هناك ترجمة على الواقع وانفاذ الإرادة السياسية المتفق عليها ومن هنا جاءت كثافة الزيارات الوزارية بين البلدين بهدف تذليل العقبات فى العلاقات والتى بعضها بيروقراطى وبعضها خاص بالتشريعات هنا وهناك وبعضها خاص بالاتفاقات الاقليمية والتزامات دولية وحاليا يتم مراجعة كل المسارات فى المشاكل التى تعترض طريق العلاقات . س : تشير الإحصاءات إلي أن حجم التبادل التجاري بلغ بنهاية 2013م 839 مليون دولار أمريكي في حين لا ترقي الاستثمارات لمستوى العلاقات بين البلدين فهل هناك جهود لزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات في البلدين؟ ج : الاستثمارات المصرية بالسودان لا تزال دون طموحات شعبي البلدين وهناك ارادة حقيقة لزيادتها والاستثمارات المصرية فى السودان مقارنة باستثمارات الدول الاخرى تأتي في المرتبة الرابعة و الفعلية منها تقريبا تبلغ مليار دولار والمتاح أكثر من عشرة مليارات دولار. الرئيس البشير خلال زيارته الى مصر التقى رجال الأعمال والمستثمرين المصريين وبحث معهم سبل تعزيز التعاون الاقتصادى المشترك بجانب مشاكل الاستثمار كما أن هناك توجيها من القيادة المصرية لرجال الأعمال للاستثمار فى السودان. بجانب قيام وفود استثمارية بزيارة السودان فى اطار التكامل الاقتصادى المنشود اضافة الى عقد الملتقيات الاقتصادية وتوجد بعض المشاكل التى تعترض الاستثمارات المصرية ويجب العمل على معالجتها وتذليلها بعضها خارج اطار البيروقراطية والمتمثلة فى العقوبات الامريكية على السودان والتعامل بالدولار والتحويلات وكل هذه المشاكل أثرت على المستثمرين المصريين فى السودان والعمل جار حاليا على دراسة كيفية تخطى هذه العقبات ومصر لديها إهتمام بديون السودان الخارجية وتعمل على شطب هذه الديون بالتنسيق مع الدول الغربية خصوصا دول نادي باريس ونحن نعمل حاليا على دعوة الدول الغربية للنظر بجدية فى شطب هذه الديون فى اطار مبادرة شطب ديون الدول الفقيرة الأكثر مديونية (هيبيك) ونمضي فى هذا الاتجاه بالتعاون مع الجانب السودانى . س: كثيرا ما وصفت به العلاقات السودانية المصرية بأنها علاقات حساسة ... وفي ضوء هذه الحساسية يتساءل البعض كيف تستضيف مصر المعارضة السودانية ؟ وكيف سمحت بعلاج أحد قادة التمرد في القاهرة ورفض تسليمه؟ ج :مصر لن تكن موطنا لانطلاق أى دعوة ضد النظام فى السودان...و يوجد اتفاق بين قيادة البلدين ومؤسساتها المختلفة على الاحترام المتبادل فيما يخص ذلك و السودان أكد أنه لن يكون قاعدة لانطلاق أى معارضة ضد النظام فى مصر و السودان كانت أول دولة فى أعقاب 30 يونيو أعلنت عدم التدخل فى شئون مصر وأن قرار الشعب المصرى يرجع ويخص الشعب المصرى وبالفعل هناك اتفاق بين مصر والسودان فى عدم التدخل فى شأن الآخر واحترام الإرادة الشعبية للبلدين ومن هذا المنطلق منعت مصر ندوة للجبهة المعارضة و زيارة الصادق المهدى كانت تأتى فى اطار الاستماع الى وجهات نظره ثم الدعوة له بالانخراط فى الحوار الوطنى الذى دعا اليه البشير. ونؤمن ايمانا كاملا بأن الحوار هو السبيل الوحيد لتسوية كافة المشاكل ومصر تدعم الحوار الوطنى الذى اطلقه الرئيس البشير.. .والعلاقات بين البلدين أخوية ومظاهرها كثيرة يكفى أنها بعد حرب 67 قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى أولى زيارة خارجية الى السودان على أساس أن السودان ظهير مساند للقضايا المصرية .. كما قامت السيدة ام كلثوم بزيارة الى السودان لدعم المجهود الحربى وشاركت قوة عسكرية سودانية فى حرب الاستنزاف وحرب 73 وخير دليل على ذلك مشاركة الرئيس البشير فى حرب 73 مع الجيش المصرى ضد العدوان الاسرائيلى .. ثم جاءت بعد ذلك مراحل التكامل فى عهد الرئيس الراحل السادات والرئيس الراحل جعفر نميرى وأعقب ذلك قطع العلاقات العربية بين مصر والدول العربية الا أن السودان رفض ذلك .. وأصر على علاقات متكاملة مع مصر هى وسلطنة عمان ..ثم جاءت زيارة الرئيس البشير فى أعقاب ثورة 25 يناير كأول زيارة لزعيم عربى افريقي يساند الشعب المصرى والتقى المشير طنطاوى رئيس المجلس العسكرى الاعلى للقوات المسلحة وتم تقديم هدية من الشعب السودانى رمزية للشعب المصرى عبارة 500 رأس من الماشية .. فى المقابل مصر كانت دائما نصيرا لقضايا السودان فى المحافل الدولية والاقليمية ... بالنسبة لما اثير عن عدم تسليم مصر أحد قادة التمرد العسكرى ..حقيقة الأمر أنه جاء من جوبا بجواز سفر مزور وتم احتجازه فى مطار القاهرة ولم يكن معلوما تفاصيل هويته وتقضى اتفاقات القنصلية و الاجراءات المتبع فى مثل هذه الحالات أن يتم اعادته الى البلد التى جاء منها .. وبالتالى تم إعادته الى جوبا ... س: تستضيف الخرطوم في الرابع من ديسمبر المقبل اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي ، وقد سبق هذا الاجتماع زيارة لوزير الخارجية الأستاذ علي كرتي لليبيا والقاهرة فهل هناك تنسيق أو تطابق في وجهات نظر البلدين حول الوضع في ليبيا؟ ج : هناك تنسيق مشترك بين السودان ومصر فيما يتعلق بالشأن الليبي .. ومصر ستشارك فى اجتماع الجوار الليبى واجتماعات الدورة الثانية للمنتدى العربى الروسى بوفد يرأسه وزير الخارجية سامح شكرى والاجتماع مهم كونه يناقش سبل المساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في الشقيقة ليبيا والعمل على إيجاد التسوية السلمية للمشاكل الداخلية في ليبيا ودعوة الفرقاء لنبذ العنف وعدم استخدام السلاح ضد الآخر... ومن هذا المنطق جاءت دعوة مصر لرئيس وزراء ليبيا لزيارة مصر واستكملها بزيارة السودان ..هذه الجهود نابعة من مبادرة لحلحة الوضع فى ليبيا وتجنيبه ويلات التقسيم والارهاب داخل ليييا .. ومبادرة السودان جاءت استكمالا لجهود دول الجوار ووزراء الخارجية فى البلدين فى حالة تواصل دائم لبحث مختلف القضايا التى تهم السودان ومصر كما أن هناك وفودا وزارية مصرية زارت السودان هدفها فى الأساس تذليل العقبات التى تعترض العلاقات بين البلدين وافتتاح معبر قسطل اشكيت يعتبر معبرا بريا هاما جدا يربط بين مصر والسودان ويخدم اتفاقيات الحريات الأربع (التنقل والاقامة والعمل والتملك) فهذا المعبر بخلاف أنه يربط بين شعبى وادى النيل وحرية حركة التنقل انما له أيضا بعد اقتصادى وتجارى هام حيث الدراسات تتوقع أن يتضاعف التبادل التجاري الى ثلاثة أضعاف عما هو عليه فى الفترة الحالية لانه بلا شك سيخفض تكلفة نقل المنتجات والبضائع والسلع بين البلدين كما يعد الطريق القارى معبر ارقين بين مصر وكيب تاون .. وهذا الطريق سيفتح الأبواب للمنتجات المصرية من خلال السودان ويتم انتشارها فى العديد من دول الجوار السودانى كذلك الموانئ المصرية سيستفيد منها السودان للتصدير الى العالم الخارجى سواء الى أوروبا أو دول الجوار المصرى وطبعا فى اطار الكوميسا والتجارة العربية الحرة و سيدعم التجارة البينية على مستوى القارة الإفريقية . س: طرح الرئيس البشير مبادرة للحوار الوطني في السودان وهناك جهود من الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية فهل نتوقع دورا لمصر لإنجاح هذا الحوار في ضوء التطور في العلاقات بين البلدين؟ ج : مصر تؤيد وتدعم الحوار الوطنى فى السودان الذى أعلنه الرئيس البشير ونأمل أن يكون حوارا شاملا يفضى الى استقرار السودان ومصر أيضا تدعم كل الجهود الرامية لاستتباب الأمن والاستقرار فى السودان انطلاقا من حرصها على دعم الحوار..ومصر وجهت الدعوة لرئيس الآلية الافريقية تابو امبيكى لزيارة القاهرة للتعرف على الجهود التى تقوم بها مصر ..والتقى بالرئيس السيسى الذى أكد له دعم مصر الكامل للحوار الوطنى ودعم جهود الوساطة الإفريقية دون شروط .. وهناك تواصل دائم بين القيادة فى البلدين وقادة الفكر لدعم الحوار الوطنى .وتؤكد مصر فى كل لقاءاتها مع الاصدقاء والاشقاء العرب دعمها الكامل للحوار الوطنى .. وندعو الفرقاء فى السودان الانخراط الفاعل فى الحوار الوطنى . س: جري مؤخرا افتتاح معبر قسطل -أشكيت وسيتم في مارس المقدم افتتاح معبر أرقين إلي مدى يمكن أن تسهم هذه المعابر الحدودية في تسهيل حركة الأفراد والسلع بين البلدين وانعاش التجارة البينية ؟ ولماذا لا تكون الحدود مدخلا للتكامل ؟ ج: معبر ارقين سيكون له دور بارز فى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتكاملية بين البلدين وأن الحدود ستكون أداة للتكامل.. معبر قسطل- اشكيت معبر برى هام جدا يربط بين السودان ومصر ويخدم اتفاقيات الحريات الأربع (التنقل والإقامة والعمل والتملك) ويربط بين شعبي البلدين وله بعد اقتصادي وتجارى هام وانه فى حاله تفعيل اتفاقات الحريات الأربع سيصبح خط الحدود بين البلين خط وهمى .. والدراسات تشير الى أنه من المتوقع أن يتضاعف التبادل التجاري إلى ثلاثة أضعاف عما هو عليه فى الفترة الحالية لأنه بلا شك سيخفض تكلفة نقل المنتجات والبضائع والسلع بين البلدين.و الطريق سيفتح الأبواب للمنتجات المصرية للعبور من خلال السودان والانتشار في العديد من دول الجوار السودانى كذلك فإن السودان سيستفيد من الموانئ المصرية للتصدير للعالم الخارجى ، أوروبا أو دول الجوار المصرى فى اطار الكوميسا والتجارة العربية الحرة مما سيدعم التجارة البينية على مستوى القارة الإفريقية . س: يمثل سد النهضة الأثيوبي أحد الملفات الشائكة بين البلدين كيف تنظرون لموقف السودان كوسيط بين مصر وأثيوبيا وهل تتوقعون انفراجا قريبا في هذا الملف؟ ج: هناك تنسيق وتعاون مشترك لمعالجة الملف انطلاقا من الحرص على التعاون فى هذا الاطار .. وزير الرى المصرى زار السودان عدة مرات لبحث التعاون فى مجال الموارد المائية .. هناك اتفاق على استئناف الاجتماع الثلاثى لسد النهضة فى الخرطوم من خلال رؤية جديدة .. ومصر تدعم التنمية فى افريقيا انطلاقا من مبدأ عدم الضرر لأى دولة .. والسودان يعد شريكا اساسيا فى الاجتماع الثلاثى لسد النهضة. س: أكد الرئيسان البشير والسيسي خلال محادثاتهما الأخيرة في القاهرة علي أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به الإعلام في تطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين فهل يمكن أن يكون هناك تنسيقا وتعاونا لوسائل الإعلام في البلدين لضبط الخطاب الإعلامي وتعزيز التفاهمات بين البلدين؟ ج: بالتأكيد الاعلام يعلب دورا أساسيا فى تعزيز ودعم العلاقات بين البلدين و هناك توجيهات من القيادة فى البلدين بأن يكون الإعلام أداة من أدوات تحفيز التعاون بين البلدين ولقد كانت رسالة الرئيس البشير والرئيس السيسى واضحة فى هذا الشأن " وأن يدعم الإعلام جهود البلدين فى التقارب والتواصل فى شتى المجالات.. والزيارة الكريمة التى قام وزير الدولة بوزارة الإعلام الاستاذ ياسر يوسف الى مصر برفقه عدد من كبار الإعلاميين تأتى فى اطار توجيه قيادة البلدين وتصب فى تعزيز مجالات الاعلام المشترك وهدفت الى بحث إمكانات التعاون الإعلامي المشترك بين المؤسسات الإعلامية في الخرطوموالقاهرة . وستصب نتائجها فى مصلحة البلدين فى مجال التعاون الإعلامى وانه فى اطار تعزيز التعاون أيضا ستقوم وفود اعلامية مصرية بزيارة الى السودان . س: هناك إحساس متنامي وقناعة لدى معظم السودانيين بأن مصر تقلل من قيمة وقدر السودان والسودانيين خاصة في وسائل الإعلام ، والأمثلة كثيرة من بينها الأخطاء في نطق أسماء الرموز الوطنية بدءا من رئيس الجمهورية وحتى أسماء المدن ، ما تفسيركم لذلك؟ ج: كانت رسالة واضحة من القيادة فى البلدين الى الإعلام بضرورة العمل على تعضيد العلاقات وأن لا تكون مصدرا للتوتر فى علاقات البلدين بل أن يكون داعما الى العلاقات ودفعها الى الأمام ..بعد قيام الثورة كانت لا توجد رقابة على الإعلام فى مصر وهناك سقف مفتوح للتناول الاعلامى وهذه الحرية تم استغلالها من فئة قليلة جدا من بعض الإعلاميين فى البلدين لتعكير العلاقة وهذه نابعة من سوء فهم للقضايا وعدم توفر المعلومة الحقيقية فى البلدين ونطالب الاعلام تناول القضايا بموضوعية واللجوء الى المسئولين لمعرفة الحقيقية ..وهناك مسئولية تقع على المسئولين فى البلدين فى التواصل مع الإعلام س: شهدت الساحة العربية الكثير من التطورات والتغييرات التي أضعفت التضامن والعمل العربي المشترك فهل تتوقعون تحركا عربيا لتنقية الأجواء العربية؟ ج: حاليا هناك تحديات تواجه الدول العربية جميعا تتمثل فى مكافحة الإرهاب خصوصا تنظيم داعش الارهابى الذى يهدد كيانات وجود الدول العربية .. ومصر فى هذا الاطار تبذل جهودا واضحة وتنسق مع كافة الدول العربية لمكافحة الارهاب فى المنطقة وكذلك الجامعة العربية.. التنظيمات الارهابية سواء داخل مصر أو خارجها أو سوريا والعراق تهدف الى زعزعة الاستقرار فى البلدان العربية من هذا المنطق هناك حوار دائم بين مصر والدول العربية فى اطار مكافحة الإرهاب حيث هذه الجماعات تهدد كيان الدول ويمتد نشاطها للدول العربية الاخرى وتتطلب تكاتف جميع الدول العربية لمجابهتها .