بسبب (غلاء) الفحم..أم هيمنة (التكنلوجيا).؟ (حضرنا ولم نجدكم)...رحلة البحث عن (شخبطة)..!! الخرطوم : يوسف دوكة قبل فترة ليست بالطويلة اقامت قوى المعارضة مظاهرة تأييد للشعبين المصري والتونسي بالثورات التي اندلعت في تلك الايام حيث كان مقر المظاهرة ميدان ابو جنزير، حينها انتشر افراد الشرطة والامن بالميدان ولم يحضر إلى ميدان ابو جنزير سوى اشخاص يعدون بأصابع اليد الواحدة ومنهم كان الراحل زعيم الحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد والذى عبر عن خيبة امله عندها على كرتونة رفعها من الارض وكتب عليها (حضرنا ولم نجدكم ) وتلك العبارة قادت (السوداني) للتساؤل حول تلك العبارة التى كانت في يوم من الايام سائدة على كل الابواب والجدران..واين اختفت..؟ الموبايل السبب: (عادة قديمة كانت في الزمن الجميل)... هكذا ابتدر أحمد عثمان حديثه معنا واضاف : (ارتبطت عبارة "حضرنا ولم نجدكم" بالمناسبات السعيدة، لا سيما في الاعياد، حيث يتبادل الناس الزيارات وذلك التبادل يجعل الآخرين يذهبون إلى بيت احد الاقارب أو المعارف ويطرقون الباب اكثر من مرة وعندما لم يجب لهم احد يرفعون اقرب (فحمة) ويكتبون في باب المنزل تلك العبارة، ولكن الآن الوضع اختلف والموبايل ساعد في نظافة الابواب ووفر اشياء كثيرة. (فسبكة) وكدا: وتقول هالة أحمد إن تلك العبارة كانت دليلا على التواصل رغم الغياب، وتأكيد حضور مكتوب بالفحم أو الطباشير اما الآن ومع التقدم التكنلوجي فاندثرت تلك العادة وحلت محلها رسائل الموبايل بجانب انتشار الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها الفيس بوك والذى ساهم ايضاً في اختفاء تلك العادة الجميلة واضافت ضاحكة : (هو الفحم ذاتو اختفى لذلك طبيعي أن تختفي العبارة).! شكل الأبواب: العم محمد عبد الله قال ل(السوداني): (ياحليل زمن التواصل والكتابة على الابواب والناس اصبحت ما بتتواصل زي زمان والموبايل وما يشابهه من وسائل الاتصال الحديثة هو سبب الفجوة بين الآخرين والناس كمان اصبحت مشغولة بالمعيشة لذلك اصبح تواصلهم عبر التلفون، اما سبب الاختفاء الآخر في رأيي هو أن الابواب ذات نفسها تغيرت واصبحت مزخرفة وكلها زينة لذلك من الصعب أن (يخشبط) فيها زائر لانه سوف يجعل (ركيزة ) المنزل شكلها قبيح ولكن زمان كانت فيها نوع من التباهي الكل يتباهي بمنزله وبكمية الاشعارات الموجودة على بوابته حيث كان الاعتقاد السائد آنذاك بأنها دليل على أن الشخص مضياف..!