في الماضي القريب وقبل ظهور أجهزة الموبايل أو الجيل الثالث من الاتصالات كما يحلو للبعض تسميتها، كانت كثير من أبواب السودان مكتوب عليها وفي أماكن مختلفة فيها عبارة (حضرنا ولم نجدكم)، إلا أنها قد تلاشت بعد ظهور الجوالات، لأن من حضروا أصبحوا يتصلون بمن حضروا إليهم ليبلغوهم أنهم أمام الباب الآن ولم يعد هناك مجالساً للكذب في سرد عدد من الناس لم يحضروا فعلاً لكنها فرصة حتى يخرجوا من اللوم، لذا نجد تحت العبارة عدداً كبيراً من الأسماء.. ويبدو أن الأستاذ محمد إبراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني قد تذكر هذه العبارة واستخدمها بشفافية كاملة في إشارة واضحة إلى أنه حضر للمكان المحدد والمتفق عليه ولم يجدهم.. وهنا استحضر عنواناً لتحليل سياسي كتبته في العام 1999م (هل ينجح لقاء الأضداد).. وكنت حينها أحلل خبراً صحافياً حول اجتماع المعارضة بالقاهرة.. سادتي كتبت ذلك قبل (10) سنوات وبالفعل لم ينجحوا إلا أنهم كانوا يحاولون حفظ ماء وجوههم.. والآن ظهر جلياً للجميع أن لقاء الأضداد واتفاقهم لن يفلح لأنهم تقليديون ولم يستطيعوا أن يواكبوا الأحداث ولا تطورات الزمن.. وهاهم يخذلون (نقد) الذي لم يعش معهم لحظات تخاذلهم الماضية، وظن أن (القبه تحتا فكي).. وفي ظني أن نقد وحده هو من تفاجأ لكن البقية لم يتفاجأوا، لأن (هذه عادتهم).. فاستخدم شفافيته المعهودة واعترف أمام الجميع،لم يخجل بينما اجتمعت قيادات المعارضة في مكان آخر تحاول تجيير ما حدث وتدافع عن موقفها بطريقة ساذجة أظنها لم تقنعهم هم ناهيك عن محاولة إقناع الآخرين.. وقبل فترة جاءتني رسالة في جوالي تحكي عن نكتة تقول: استعلامات المطار التونسية: أقلعت المصرية: النداء الأخير السودانية: لا يوجد ركاب. فضحكت فيها ومررت عليها مرور الكرام، لكن بعد أن تابعت ما حدث في أبو جنزير وهو على وزن ميدان التحرير، عدت للرسالة وقرأتها من جديد.. وأخيراً نقول لقيادات المعارضة الحمد لله أنكم تعرفون قدر أنفسكم ولم تحضروا.. وإلا لرفعتم نفس لافتة نقد.