دعتني المنظمة العالمية لتنمية المعاقين (المظلة الدولية) وإتحادات الأشخاص ذوي الإعاقة والمجلس القومي للمعاقين (المظلة المحلية) لتقديم ورقة عن (دور الإعلام في قضايا الأشخاص ذوي الأعاقة). من الملاحظ أن هنالك مشروعا لتجميع الإتحادات تحت اللجنة التمهيدية للإتحاد الفيدرالي للأشخاص ذوي الإعاقة. هذا التطور في التنظيم مرحلة كبيرة من الإنجاز وهو يسهل التعامل مع القضايا. قبل أن أشرع في جمع أفكاري لكتابة الورقة فكرت مليا في دور الإعلام في قضايا الصحافيين ذوي الإعاقة الذين ينطلقون من مهنة الصحافة ذاتها فوجدته ضعيفا جدا. الصورة النمطية للصحفي أنه شخص شاب أو في أواسط العمر يحمل دفترا وقلما وجهاز تسجيل ولابتوب وكاميرا رقمية ... ويلهث ركضا خلف الأخبار ويغامر بنفسه وحياته من أجل السبق الصحفي. هل يمكن أن نتصور صحفيا كفيفا؟! أو ذا إعاقة حركية أو... بالمناسبة مصطلح المعاقين بدأ في الإنحسار لصالح ذوي الإعاقة ونحن لا ندري التطور، وهنا التقصير من المظلة المحلية وليس من الإعلام. المهم أن سبب التغيير هو أن مصطلح المعاق يعني أن الإعاقة جزء منه ولذلك تم تعديل المصطلح لتكون الإعاقة ملحقة به ويمكن فك الربط بينه وبينها ولو جزئيا لأن التفاعل السلبي مع المجتمع هو الذي يزيد إرتباطها به ... والفلسفة المقصودة أن ذا الإعاقة يمكن أن يستخدم بعض المعينات فيكون أداؤه مناسبا للمهنة التي يمارسها السليم وعلى سبيل المثال الشخص ذو الإعاقة الحركية قد يستخدم بعض الأطراف الصناعية والكفيف يمكن أن يستخدم الحاسوب الناطق و(السامع) ...! هل رأيتم المذيع وهو (يتكلم) بلغة الإشارة ... لماذا لا يكون هنالك برنامج كامل بلغة الإشارة ويكون المقدم والمنتج والضيوف والجماهير المشاهدون من الصم والبكم وينضم الآخرون لهم بالترجمة للغة المسموعة ... (الترجمة العكسية) ... بمعنى أن يجلس المترجم ويرى لغة الإشارة ويترجم لنا بالكلام ما يقوله الصم والبكم؟! لا بد أيضا أن نعدل صورة الصحفي ... وذلك لأن مقدم البرنامج الإذاعي صحفي ومقدم الحوارات التلفزيونية صحفي ... والمصور صحفي و.... خذوا مثالا آخر ... الصورة النمطية لبرامج أسئلة المنوعات (عبر الهاتف) هي شابة صغيرة السن ... جريئة في الكلام والنظرات وكأن الكفيفة لا يمكنها أن تسأل وتستمع لأسئلة المشاهدين ... هذه الشابة الجميلة لا ترى المشاهدين ولكنهم يرونها ... والمطلوب منها سماع أسئلتهم الهاتفية وهذا عمل يمكن أن تقوم به الكفيفة ويمكن أن تكون لديها تعليقات ذكية جدا...! هذا التعديل المطلوب في قوالب مهنة الصحافة يمكن أن يجعلها أقرب لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة. ولكن إضافة لهذا هنالك مطلوبات أخرى فصلتها في الورقة التي قدمتها. من المحرر: نعود غدا لسلسلة (من الفاشر) وتحديدا من داخل معسكر أبو شوك للنازحين حيث شغلني الإجتماع مع العمدة خليل مدير المعسكر عن الكتابة.