ياسر عبدالله غناء هابط الغناء الهابط، يهاجمه الجميع بكثافة، واريقت الكثير من الأحبار والأوراق في تشخيص الحالة، ولكن ما ان ينطلق الحفل وتبدأ (الفنانة أو الفنان) في الغناء حتي تجد الجميع يهتف (النبق النبق النبق)، ويختلط الحابل بالنابل، المدهش حقاً ان هناك (موسوعة الأغاني السودانية الهابطة)، في شبكة الأنترنت وتحتوي علي كل انواع الهبوط. واسهل وظيفة صارت الأن مربحة للعطالة هي ان تصبح فناناً أو فنانة هابطين، ومطلوب فقط منك ان تحفظ احياء الخرطوم، ويكون عندك ساوند سيستم قوي، وعازف أورق (شفت)، وتبدأ الأغنية كالأتي:( مشينا بحري قطعنا الكبري، وتبدأ تعد في الأحياء أو (الحلال) بلغتنا الأقليمية وتبدأ من الوابورات حتي الجيلي، وبين كل حي والتاني تردد( الصفقة مالها تعبانة)، وحينها سينطلق هدير الصفقة (الحارة) في هذا الجو الهابط (جداً). وبحسب موسوعة الأغاني السودانية الهابطة فان أكثر أغنية وجدت حظها من التداول في حفلات الأعراس هي : راجل المرا يقول المقطع الأول:(هييييييي مقدرة .. راجل المرا دا حلو حلا ،جب جب جب جب جب، الصفقة الصفقة الصفقة،الما بتصفقة ان شااااااااااااااااااااااااااا الله ما تعرس، والما بتقول دستور ان شاااااااااااااااااااااا الله تبور). المقطع الثاني:(انا جيتك ياخاينه وانتي صاحيه ولا نايمه ...،لو انتي مرتو الاولى أنا ببقليهو التانيه ..، مغرزة جب جب جب، مرة خالو الشمشاره لافحة توبا لشمارا، كان ما عجبتا الحالة تقعد تربي عيالا، وبرضو انا حلوة حلا، الصفقة الصفقة، والغرزة وين .. الحله دي ما فيها صفقه وللا شنو ؟؟). المقطع الثالث برواية نجاة غرزه :(جاب الاولى ما مشكلة،جاب التانية ما مشكلة، جاب التالته ما مشكلة، جابني انا وما حلوا حلا، ويلا صفقة لي راجل المرة، الصفقه الصفقه الصفقه) هذا نموذج يتكرر يومياً في مناسبات الأفراح في الخرطوم والولايات، و(الغريبة يقولوا ليك غناء هابط)، وأول ما الحفلة تبدأ تلقي الحلة كلها تجبجب، وتصفق، وبعد ما تنتهي الحفلة وتجي (الفكرة)، يبدأ الناس في الهاب الفنانة أو الفنان بسياط النقد، وحتي لا نتعامل بازدواجية معايير، الفنانين ولا الفنانات الهابطين ديل لو ما لقوا جمهور، كان خلوا الهبوط وارتفعوا لمستوي السنبلاية التي كتب كلماتها شاعر الشعب محجوب شريف واداها الراحل الموسيقار محمد وردي التي يقول مقطع منها :(لقيتك فى طشاشى دليل، وفى حرّ الهجيره مقيل، ركزت على رضاكِ عصاى، لقيتك فى حياتى جذور، بنيّه اتلفّحت بالنور، مهجّنه من غنا الأطفال، ومن سعف النخيل والنيل..، ومن وهج الشمس موّال..، وانا اخترتينى إنساناً..، عزيزَ النفس بتمنّى..، وبسيط الحال)، أو رائعة محمد الأمين (زاد الشجون)، التي كتب كلماتها الأستاذ الرائع فضل الله محمد ويقول مقطع منها (ما افتكرت الحظ بساعد عمري ويورد من جديد، من بعد فرقتنا ديك مين كان بيفتكرك تعود، كنت بحتاج ليك بي شدة وأنت عني بعيد،ما في عيشة بلاك بتبقى، ما في نشوة و ما في ريد والهوى الجمبك عرفتو عاطفة ملتهبة وجنون، وين ح نهرب منو ... وين). معقولة (يكون عندنا غنا ذي دا، ونمشي لراجل المرا) ، لكن للأسف هناك هبوط في كل شيء في هذه البلد في الغناء نتحدث عن العصر الذهبي، وفي الكورة ايضاً نتحث عن العصر الذهبي ، وفي التعليم والصحة ..الخ، المدهش انو اي حاجة في البلد دي ماشة هابطة الا (زيادة الأسعار وارتفاع الدولار). والله المستعان.