المشهد داخل مقر المؤتمر الوطني (النادي الكاثوليكي) سابقاً بدا أكثر هدوءًا، برغم أن الاجتماع الطارئ للمؤتمر الوطني، الذي يشهد تفاعلات داخلية متلاحقة، كان لافتاً بحضور أبرز قيادات الحزب وفي مقدمتهم الفريق أول ركن بكري حسن صالح وعلي عثمان ونافع علي نافع إلى جانب رئيس البرلمان د. إبراهيم أحمد عمر والأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد حسن، ونائب الرئيس السابق حسبو محمد عبدالرحمن،ورئيس الوزراء السابق معتز موسى فضلاً عن رجاء حسن خليفة والأمين دفع الله، أما ما لفت الانتباه هو غياب رئيس الوزراء محمد طاهر إيلا الذي لم يكن أصلاً عضواً بالمكتب القيادي، فيما ظل منصب نائب الرئيس للشؤون التنفيذية الذي يفترض أن يشغله النائب الأول لرئيس الجمهورية وزير الدفاع الفريق أول ركن عوض ابنعوف، وهو ذات الموقع الحزبي الذي كان يشغله قبله الفريق أول بكري حسن صالح ظل شاغراً، وربما يكشف غياب عوض ابنعوف عن حقيقة فصل الحزب عن مؤسسات الدولة الرسمية بتأكيد أن ابنعوف لن يشغل هذا المنصب داخل الوطني. تفاصيل الحدث نقل رئيس الجمهورية رئيس حزب المؤتمر الوطني المشير عمر البشير سلطاته وصلاحيته الحزبية لنائب رئيس الوطني أحمد هارون لتسيير أعباء العمل السياسي والتنظيمي بالحزب. فيما أبدى المكتب القيادي تفهمه التام للخطوة واستعداده لترتيب وملاءمة أوضاعه الداخلية بما يضمن مساهمة الحزب بشكل إيجابي ضمن القوى السياسية الأخرى في المبادرة الوطنية التي طرحها الرئيس. وعزا رئيس المؤتمر الوطني المكلف أحمد هارون في تصريحات صحفية عقب اجتماع مطول للمكتب القيادي بالخرطوم انفض فجر أمس الجمعة، القرار لتفرغ الرئيس البشير لمهامه الوطنية التي عبر عنها في خطابه للسودانيين مساء الجمعة الماضية، وقال هارون إن المكتب القيادي استمع لتقرير من الرئيس البشير عن الموقف السياسي الراهن عقب المبادرة التي أعلن عنها وثمن خطابه فيما يلي تسريع خطى مسار التفاوض مع حملة السلاح.وقال هارون إن قيادي الوطني أخذ علماً بقرار الرئيس بتفويض سلطاته واختصاصاته لنائب رئيس الحزب أحمد هارون لتسيير أعباء العمل الحزبي والتنظيمي حتى يستطيع البشير التفرغ لمهامه الوطنية التي عبر عنها في خطابه للسودانيين،وأضاف :" المكتب القيادي أبدى تفهمه التام للخطوة واستعداده لترتيب وملاءمة أوضاعه الداخلية بما يضمن مساهمة الحزب بشكل إيجابي ضمن القوى السياسية الأخرى في المبادرة الوطنية التي طرحها الرئيس" وأن الحزب جدد تأييده ودعمه للمبادرة الوطنية والحوار والوثيقة الوطنية باعتبارها أساساً صالحاً للتطور والبناء فوقها لاستيعاب أي رؤى لأي قوى سياسية أخرى وأكد أحمد هارون جاهزية المؤتمر الوطني للانخراط بإيجابية مع جميع القوى السياسية الأخرى للمضي بكل عزم لآخر شوط في سبيل لم الشمل الوطني وثمن خطاب الرئيس فيما يلي تسريع خطى مسار التفاوض مع حملة السلاح. تفسير الخطوة يقول القيادي السابق بالمؤتمر الوطني حاج ماجد سوار في تعليقه على قرار نقل الرئيس صلاحياته لأحمد هارون إن الرئيس يريد أن يعطي انطباعاً بأنه نفذ وعده بأن يكون على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية بحسب ماورد في خطابه منتصف فبراير الماضي، إلى جانب تفرغه لرعاية مبادرته الخاصة بالحوار التي وردت في خطابه فضلاً عن إشراف الرئيس على حكومة المهام برئاسة رئيس الوزراء د. محمد طاهر إيلا، ويرى سوار الذي علق على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي أن خطوة الرئيس تمهد للفصل بين الحكومة والحزب وهي الخطوة التي رى سوار أنها بدأت فعلياً بتكليف نواب رؤساء الحزب بالولايات برئاسة الحزب هناك. وحول ماهو مطلوب من أحمد هارون يورد سوار أنها تتمثل في عدة نقاط ابرزها إعادة بناء المؤتمر الوطني وربما باسم جديد واستيعاب الطاقات الشبابية وإعادة بناء تحالفاته أو بمسماه الجديد مع مكونات الساحة إلى جانب قيادة أحمد هارون لملف التفاوض مع الحركة الشعبية شمال.