سر المكالمة الهاتفية ولقاء إمام بالحاج يوسف عقب تنهيدة وأنفاس حرى أطلقتها جدة بانة واصلت حديثها قائلة: "قبل عام وبينما أنا جالسة فى المنزل أفكر رن جرس هاتفي ليأتيني صوت جدة ابنى احمد بركات خالة والده والتى تقيم بمنطقة بحري وحدثتني قائلة إن جارتها لديها شقيقة تقيم بمنطقة الحاج يوسف بشرق النيل وأن حواراً جرى بين الجارة وشقيقتها نقلته مؤخراً الجارة لجدة احمد والد الطفلة (بانة) والتى بدورها نقلته عبر الهاتف لجدة الطفلة ام أبيها. كان الحوار مفاده أن شقيقة الجارة التى تقيم بالحاج يوسف لديها جارتها حدثتها بأن بناتها تأثرن كثيراً لقصة الطفلة (وئام عاطف) التى اختطفت من منطقة بحري وعثر عليها بأم درمان بعد أن قامت خاطفتها بحلق شعر رأسها واسترسلت قائلة إن الموضوع هز بناتها حتى بكين بكاء شديدا ووقتها أطلقت المرأة عبارة قائلة (وا.. شريري.. نحن ماكفانا من قصص خطف الأطفال دي، هسي قالوا بانة جابوها بعربة أمجاد رموها فى الظلط وسائق الأمجاد مشى لحال سبيله) ، عصفت الجملة الأخيرة التى أطلقتها المرأة برأس جارتها التى سارعت بالاتصال بشقيقتها التى تقيم ببحري لتسارع شقيقتها بإخبار جدة والد بانة التى بدورها أوصلت القصة للجدة والدة والد بانة لتبدأ فصول الرواية الغريبة. عندما وقعت حادثة اختفاء (بانة) وقتها كان عمرها حوالي العام ونصف وحينما تحدثت المرأة بأن مجهولاً بعربة أمجاد ألقى بالطفلة كان ذلك عقب أربعة أشهر من اختفائها أي وقتها قارب عمرها العامين، وأضافت الجدة أن الشهود والنساء اللائى رأينها أكدن أن الطفلة بعد أن ألقاها سائق الأمجاد بالحاج يوسف كانت تصرخ بشدة وتبكي بحرقة وتجري خلف العربة (الأمجاد) الى أن التقطنها النسوة وسلمنها لإمام المسجد بالمنطقة والذى بدوره سلمها لامرأة بيضاء البشرة طلبت أن تأخذها فأعطاها لها بناء على رغبتها وأكدت النسوة أن الطفلة التى رأينها يقارب عمرها العامين وهو عمر الطفلة (بانة) آنذاك. بمجرد أن سمعت الجدة الحديث أغلقت الهاتف بسرعة وارتدت ملابسها واصطحبت زوج ابنتها الذى كان يقود السيارة واتجهت الى منزل جدة ابنها التى حدثتها عبر الهاتف واصطحبنها وابنتها والجارة التى أتت بالنبأ وتوجه الجميع للحاج يوسف أرض المفاجآت العاصفة. بينما كانت العربة تسير قاصدة الحاج يوسف كانت الجدة تفكر ملياً وتتقافز الأفكار بداخلها وهى تفكر فى (بانة) وإمام المسجد الذى استلمها وهل هي معه الآن وهل هى (بانة) أم طفلة أخرى وإن كانت هى (بانة) بلحمها وشحمها فكيف حالها ولماذا أخذتها المرأة دون أن تبلغ الشرطة؟ أليست فى ذلك مسئولية كبرى؟ أم أن الأطفال الضائعين شأنهم شأن لعب الأطفال من حق أي شخص أن يأخذه فى حال وجده دون أن يبلغ الشرطة أو يتبع السبل القانونية، كل تلك الأفكار جالت برأس الجدة إلا أن حديث النسوة قطع حبل تلك الأفكار حينما وصلن الى وجهتهن بالحاج يوسف وهنالك ذهبن الى منزل المرأة التى أتت بنبأ الطفلة التى ألقى بها سائق الأمجاد وقابلنها وتحدثن إليها حيث وعدنها بأن يبقى الموضوع سراً بينهن على أن ترشدهم الى إمام المسجد الذى أخذ الطفلة فوافقت المرأة واصطحبت جدة (بانة) ومن معها الى المسجد وقالت لهن إن الإمام يدعى (فلان) وتروي الجدة وتقول كان أذان المغرب قد بدأ يؤذن فتوضأنا ودلف زوج ابنتي الى المسجد حيث صلى قرب الإمام بينما أنا كنت أصلى بعيداً وبعد أن سلم الإمام قصده زوج ابنتي وروى له القصة فأكد له الإمام الواقعة وأكد له أنه استلم الطفلة وسلمها لامرأة بيضاء اللون ولكنه لا يعرف منزلها وأن من يعرف منزلها رجل ما وأنه سلمها الطفلة قرب دكان بالمنطقة كان صاحبه شاهداً لواقعة التسليم. فى الحلقة القادمة نواصل.