آخر المعتذرين في التشكيل الحكومي لحكومة الكفاءات التي أعلنها رئيس الوزراء محمد طاهر إيلا هو السموأل خلف الله الذي اعتذر عن تولي منصب وزير الثقافة وطبقًاً لوسائل إعلامية فإن خلف الله اعتذر عن تولي عبء وزارة الثقافة لأسباب صحية وأنه يتابع بعض الفحوصات الطبية بالدوحة. لم يكن السموأل هو الاسم الوحيد المعتذر عن تولي منصب في حكومة الكفاءات فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتسجيل لشقيقة البروفيسور بركات موسى الحواتي وهي تبدي فرحها باعتذار شقيقها عن تولي المنصب الوزاري، وكان الحواتي قد تم ترشيحهُ وزيرًا لديوان الحكم الاتحادي، ولم يطل الوقت حتى أطل الحواتي عبر حوار بوسائل إعلامية موضحًا أسباب اعتذاره ومنها أنَّ المناخ العام لا يساعد على القيام بالإجراءات اللازمة لعملية التغيير المطلوب. ما هي أسباب الظاهرة؟ (فخرنا بك ما بعده فخر يا عزنا وتاج رأسنا) هكذا غرد مُنذر نجل الفريق قرينات على حسابه بتويتر عقب اعتذار والده الفريق أحمد محمد قرينات عن تولي منصب والي ولاية كسلا بعد يوم من تعيينه خلفاً للوالي السابق آدم جماع. وعلى الرغم من احتفاء أُسر القيادات المعتذرة بهذه القرارات، إلا أنها وجدت نقدًا من آخرين أعتبروا أن مواقفهم تعني تهرُبهم من الواجب الوطني في أحلك اللحظات. من جانبه اعتبر الكاتب الصحفي محمد عبد السيد في حديثه ل(السوداني) أمس، أن الاعتذارات إن دلت فهي تدل على عدم التشاور الذي إن تم فهو يبقى في العموميات، مشيرًا إلى أن التعيين مبني على أنهُ لا أحد يرفض منصبًا وزاريًا. ويرى عبد السيد أن للأكاديمي أوالخبير رؤية أخرى إذ يقرأ الوضع من منظورٍ آخر يتمركز حول ما الذي يستطيع القيام به والطاقم الذي يعمل معهُ، فإذا كانت الحكومة قد وضعت برامجها فما الذي سيقوم به الخبير أو الأكاديمي، وأضاف: كل هذه الأسباب تجعل المرشح للمنصب يتجاهل أو يعتذر. الأوضاع الراهنة ولا تبدو الأوضاع الراهنة بمعزل عن أسباب الاعتذار، وبحسب عبد السيد فإن العاملين في المنظمات الدولية يرون الأوضاع الراهنة الاقتصادية والسياسية على حقيقتها ويستندون على تقارير ذات مصداقية على عكس من هم خارجها. بالمقابل يعتذر آخرون لارتباطات تتعلق بأعمالهم الخاصة والتفرغ لها على أن يقدموا أيّ خدمة وفق تخصصهم. ومن الشخصيات التي شغل اعتذارها سابقًا الوسائط لوقت هو اعتذار الخبير الاقتصادي في الأممالمتحدة عبدالله حمدوك باعتذاره عن منصب وزير المالية، مما اضطر الرئيس البشير وقتها إلى تسمية رئيس الوزراء معتز موسى بديلًا له. وتعود أسباب اعتذار حمدوك بحسب تقارير إعلامية إلى كونه يشغل منصباً مرموقاً في الأممالمتحدة وهو «السكرتير التنفيذي المكلف للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة»، حمدوك أكد وقتها التزامه بتقديم الاستشارات والدعم الفني في مجال الاقتصاد. حكومة معتز وتبرز في سماء الاعتذارات العديد من الأسماء فاعتذرت سابقًاً القيادية بالمؤتمر الوطني سمية أبو كشوة عن قبول منصب وزير الرعاية الاجتماعية، حيث كانت تشغل منصب وزير التعليم العالي.، اعتذار سمية بحسب تقارير إعلامية بررتهُ بعدم خبرتها في المجال الذي اختيرت له، وأنها سبق وقدمت اعتذارها في اجتماع المكتب القيادي وأنها تحت ضغوط أعضاء المكتب وافقت، وأبو كشوة سبق لها أيضاً أن اعتذرت عن قبول منصب وزيرة التعليم العالي إلا أنها وافقت أيضاً بعد إصرار رئيس الوزراء الأسبق. وفي ذات الحكومة التي تم الإعلان عنها اعتذر عن قبول التكليف بمنصب وزير الدولة بوزارة المالية ناجي شريف. ناجي سبق ترشيحهُ من قبل ليكون وزيراً للمالية قبيل اختيار الركابي في حكومة الوفاق الوطني. اعتذارات سابقة ظاهرة الاعتذار عن قبول المنصب الوزاري لم تكن حكراً على التشكيل الحالي، أو السابق فقد شهدت الحكومة التي تم الإعلان عنها في مايو من العام الماضي اعتذار كُلٍ من نائب والي الخرطوم محمد حاتم سليمان عن منصب والي ولاية غرب كردفان. ووقتها نقلت تقارير إعلامية عن مصادر وصفت بالمقربة من محمد حاتم أن اعتذاره قبل بفعل حاجة الوالي السابق له في الخرطوم. كما شهد ذات التشكيل اعتذار وزير الخارجية الأسبق علي كرتي عن منصب والي البحر الأحمر بمبرر انشغالاته الخاصة. بالإضافة إلى اعتذار سفير السودان بالأردن السابق والسفير الحالي بإثيوبيا الصادق الفقيه عن منصب وزير الدولة بالإعلام، كما اشتعلت المواقع آنذاك بموقف مضوي إبراهيم واعتذاره عن منصب وزير المعادن. مضوي لم يكن اعتذارهُ وقتها مثار دهشةٍ أو تساؤل بل أن ترشيحهُ للمنصب كان مفاجئاً بالنسبة للبعض لجهة احتجازه في وقتٍ سابق بتهم وصفت بالخطيرة إلى جانب نشاطه في ملفات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني.