أثارت المحاولة الانقلابية العديد من ردود الأفعال خاصة على صعيد الصراع بين المؤتمر الوطني وتحالف المعارضة، وقادت لموجة من المواجهات خاصة بعد أن هاجم الوطني وثيقة المعارضة الداعية للعمل على إسقاط النظام الحالي، معتبراً أن المعارضة (بلا وزن) وتحداها أن تثبت نفسها في أي انتخابات سواء على المستوى الوطني أو النقابات أو اتحادات الطلاب بالجامعات. في المقابل اعتبرت المعارضة بأن الوطني فشل في إدارة السودان وتأمين وحدته واستقراره، مؤكدين على أن صفوفهم بدأت ترتب من أجل إسقاط النظام وفي هذه المناظرة نحاول الوصول إلى مدى وصل الخلاف بينهم وفي النقاط ينقسمون. وزير الدولة برئاسة الجمهورية والقيادي بالمؤتمر الوطني د. أمين حسن عمر: قوى المعارضة فاشلة ومنبوذة من الذي قال إن هؤلاء إصلاحيون؟! * عقب الربيع العربي تعالت أصوات داخل المؤتمر الوطني بضرورة الإصلاح ولكن البعض ترى أن حركة الإصلاح ماتزال بطيئة؟ الإصلاح لا يعني أن هنالك إفساداً حتى يكون هنالك إصلاح، الإصلاح عملية مستمرة، أيّ جهد مبذول هو جهد معرّض للتقصير والنقص، نقص أحياناً في التصور والعمل، ولهذا فالإصلاح هو نظرة للمراجعة لاستدراك نقص التفكير والعمل، أما الذين يتوقعون تغييرات كبيرة في الحكومة نتيجة لهذا فهذا قائم على تحيز عندهم، بافتراضهم أن المشكلة في أشخاص معينين غير صالحين، نحن لا نشاركهم في هذا التقدير، لأن هذا التقدير تقدير خصوم، وليس تقديراً موضوعياَ، لكن حتى اختيار الناس خاضع أيضاً لتقديرات قائمة على قدرة الأفراد وكفايتهم للأعمال التي أوكلت إليهم، وهو تقدير قابل للخطأ والصواب والمراجعة بعد ذلك. * المعارضة تقول إن الإنقاذ لا تريد تغيير جلدها وتجد أن بعض الوزراء محتفظون بمواقعهم من عشرين عاماً؟ في دول كثيرة جداً إذا لم يتغير الحزب، ولم تتغير سياسته باتجاه يقتضي تغييراً سياسياً فسيظل الوزراء موجودين لفترة طويلة، إلا في البلاد التي تتعاقب فيها الأحزاب بسرعة، لكن لو نظرت لأحزاب استقرت فيها السلطة ستدرك ذلك مثلاً في الهند استقرت السلطة لحزب المؤتمر الهندي لسنوات طويلة، ستجد وزراء ظلوا لفترات طويلة استفيد من خبرتهم. أنا شخصياً أومن بأن التغيير في فترات معقولة لا متقاربة جداً، ولا متباعدة، مهم جداً لتطوير العمل، ولكن هذا أمر خاضع لتقديرات الناس، ثم إن العدد الذي يتحدثون عنه، أربعة أو خمسة أشخاص في وزارة فيها أكثر من ثلاثين وزيراً. وهذا مبعثه التحامل السياسي أكثر منه الحرص على المصلحة. وأعتقد أن الوزراء الذين تم استبقاؤهم كان ذلك لاعتقاد القيادة أن الوزارات محتاجة لنوع الخبرة التي توفرت لهم خاصة في ظل هذه المرحلة. * قوى المعارضة تتحدث بأن نظامكم معزول داخلياً وخارجياً وأنتم ماتزالون في رحلة البحث عن الشرعية؟ هذا ليس صحيحاً، العدد الآن أكثر، آخر حكومة كانت مكونة من أربع عشرة قوة سياسية، الآن هناك سبع عشرة من القوى السياسية مشاركة في الحكومة. * هل تقصد مشاركة أبناء قيادات الأحزاب المعارضة في السلطة مثل عبدالرحمن الصادق المهدي وجعفر ابن محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي؟ هم يمثلون أحزابهم بالطبع، لأن أحزابهم لا تزال تحتفظ بهم في قيادتها، فكيف يكون شخص موجوداً في هيكل القيادة ولا يكون ممثلاً لحزبه. الحزب الاتحادي الديمقراطي ممثلاً تمثيلاً كاملاً في الحكومة، أما حزب الأمة، فالقول أن ابنه لا يمثله وهو لا يزال موجوداً في هياكل الحزب فهذا غير صحيح. على أي حال، نحن الآن عندنا ثمانية أحزاب حزب أمة تحمل "هذا العنوان" وهذه الأحزاب لم تدخل في اختبار للأوزان من خلال الانتخابات لذلك يحق لكل شخص يقول إنه حزب الأمة الأصيل خاصة أن هذه الأحزاب على رؤوسها أشخاص من بيت المهدي، إذا كان بيت المهدي هو المعيار هنالك قادة لهذه الأحزاب من بيت المهدي على رؤوس هذه الأحزاب. * لماذا فشلت الحكومة في الوصول لاتفاق مرضٍ ومقنعٍ مع أحزاب المعارضة الكبرى مثل حزب الأمة للمشاركة في السلطة؟ ما الذي أعطاها صفة كبرى، إذا كان حزب تقسّم إلى ثمانية أحزاب، ما الذي يعطيه صفة كبير، وكي نتفق لابد من وجود طرفين راغبين في الاتفاق، نحن نعتقد أننا قدمنا أفكاراً ومشروعات ومبادرات للاتفاق لم يقبل بها الطرف الآخر لأنه داخل في هذا الوهم، إنه من الأحزاب الكبرى، وهذا الأمر لا يمكن قياسه إلا باختبار الانتخابات، نحن عندما نتأكد أن حزب من هذه الأحزاب يمثل كل شيء والآخرون لا يمثلون شيئاً، فما الذي يدعونا للتحالف مع اللاشيء. * المعارضة تستند في رفض الحوار بأنكم تريدون موظفين وليس شركاء في الحكم؟ هذا كلام مجاني، ويساق بدون أدلة، إذا كان هناك وزراء مفوضون بحسب الدستور ثم بعد ذلك يحجمون عن ممارسة حقوقهم الدستورية فهؤلاء الوزراء هم الذين يفترض أن يُسألوا لا أن تُسأل أي جهة أخرى، وهذا برأيي مجرد كلام للاستهلاك السياسي ليس له قيمة. * طيب لماذا أخرجت الحكومة مبارك الفاضل من دولابها، ولماذا خرج زعيم حركة تحرير السودان مني أركو مناوي وعاد للتمرد والسلاح مرة أخرى؟ لأنهما أرادا أن يكونا جزءا من الحكومة والمعارضة في نفس الوقت، وهذا غير ممكن. أنت لا تستطيع أن تكون جزءاً من الحكومة، ثم تستضيف في دار حزبك المعارضة في عمل ضد الحكومة. إذا لم يخرجا كان ينبغي أن يُخرجا، ولكنهما بحسابات خاطئة قدرا أن يخرجا ليتحملا المسؤولية. * اتهمت المعارضة في إعلان سياسي أصدرته هذا الأسبوع الحكومة بالفشل في إدارة البلاد ودعت لإسقاطها؟ ماذا تتوقع من بيان يصدره تحالف المعارضة... خاصة أنها معارضة فاشلة منبوذة من الشعب بشهادة الشعب، أنا أدعوكم لتستطلعوا رأي الشعب لمستوى تقديره لهذه المعارضة، فإذا كانت هذه المعارضة منزوية ومنبوذة من الشعب، وفشلت في أن تمثّل بصورة دستورية عبر الانتخابات فستقول مثل هذا القول. * إذا رفضت اتهامات المعارضة فكيف تفسر الأزمات التي لحقت بالوطن مثلاً أزمة دارفور ألا تعتبرها دليلاً على فشل حكومتكم؟ هذا ليس صحيحاً، إذا رجعت إلى كتاب سلاطين باشا (السيف والنار) ستجد جذورها قبل قرنين من الزمان، ولقد واجهنا مشكلة دارفور بالحلول والدراسة الموضوعية وبالمقاربة الصحيحة التي تحاول أن تدرك حجم المشكلة وتعالجها، ولم يجرؤ أحد على التعامل معها مثلما فعلنا وكذلك مشكلة جنوب السودان، والجميع يعلم أنها مشكلة قديمة. كون أن الجنوب انفصل فهو لم ينفصل بقرار من الحكومة بل بقرار من الجنوب، والخيار الثاني أن يرفض شعب الجنوب الوحدة ونقهره على هذا الخيار، لكننا لا نؤمن بالوحدة القهرية. * البعض يحمل الحكومة مسؤولية الحصار الذي فُرض على البلاد بسبب رفع شعارات إسلامية بصورة صارخة مستفزة للغرب؟ لنا الحق أن نرفع الشعارات لبلدنا، نحن طالبنا بما يطالب به شعبنا، والآن عندما أتيحت الحرية للشعوب في المنطقة العربية اختارت نفس الشعارات والبرنامج. المستعمرون يدركون تماما أن المطالبة باستلهام الشريعة الإسلامية واتخاذها مرجعية للحياة العامة، يدركون أن هذا مطلب شعبي متجذر ليس في السودان فحسب بل في منطقة الحوض العربي الإسلامي كله. * من كونك مفكراً وصاحب تجربة وخبرة كبيرة فهل تعتقد أن التجارب المماثلة في مصر وتونس وغيرها ستكرر نفس السيناريو السوداني وتتعرض لنفس النتائج؟ ليس بالضرورة. الظروف ليست متشابهة ولا تطور الأوضاع سيكون متشابها، ولا قدرة الغرب على إيذاء كل الدول هي نفس القدرة، ولا توازن المصالح هو نفسه. السودان دولة فقيرة، وإمكاناتها ضعيفة، لكن إرادة شعبها قوية، وهي تصدت بإرادة شعبها وقيادتها لكي تقود مشروع التأصيل ومشروع الارتباط بهوية إسلامية، نحن دفعنا أثمان لمشروع الاستقلال الثقافي. * المحاولة الانقلابية الأخيرة قامت لأن الحكومة لا تستمع للصوت الإصلاحي حتى ولو من أبنائها ومن داخلها؟ من الذي زعم أن هذا الانقلاب إصلاحي. * وصفت المحاولة الانقلابية بالإصلاحية من خلال ما تسرب من أخبار... من أن الانقلابيين كانوا عازمين على تشكيل حكومة قومية انتقالية من كل القوى السياسية... أليس هذا إصلاحاً؟ ليس صحيحاً، فما هو معنى الحكومة الانقلابية القومية، نحن الآن لدينا حكومة ذات قاعدة عريضة دَعَوْنَا كل الأحزاب السودانية للمشاركة فيها، فرفضت الكثير من الأحزاب لأنها تريد حكومة بشروطها هي وبالأوزان التي تمليها، وهذا لن تسمح به حكومة حاضرة أو قادمة، إلا إذا كانت ضعيفة، فإذا كانت ضعيفة فهذا دليل على أنها ستُدخل البلاد إلى فوضى وليس إصلاحاً. * المعارضة تقول بأنها لاتستطيع ممارسة عملها السياسي وإيصال خطابها للجماهير وحتي التظاهرات ممنوعة؟ إذا كانت المعارضة تريد مظاهرة تلتزم فيها بالقانون فمرحباً بها. المعارضة لا تريد أن تلتزم بالقانون، ولا تريد أن تطلب أذونات للنشاط السياسي خارج دورها، وهذا قانون معروف في كل الدول. من ناحية أخرى ليس مسموحاً لأي جهة إسقاط الحكومة بطريقة غير دستورية، فإذا أرادت المعارضة أن تحتج على غلاء الأسعار، أو تحتج على نقص الحريات فهذا متاح، أما أن تخرج للمطالبة بإسقاط الحكومة فهذا غير متاح بالقانون والدستور. * على ذكر الدستور.. القوى المعارضة ترفض المشاركة في صياغة دستور البلاد فهل سينجزه المؤتمر الوطني وحده؟ هذه الأحزاب بدون أوزان. نريد منها أن تثبت لنا أوزانها سواء بالانتخابات العامة، أو حتى انتخابات الطلاب في الجامعات. والمعارضة ليست بكثرة اللافتات والعناوين. لماذا تسقط المعارضة وتفشل في كل منبر يختار فيه الشعب؟!. رئيس هيئة قوى الإجماع الوطني فاروق أبو عيسى: الحكومة فاشلة 100% وعليها أن ترحل إن كانوا إصلاحيين عليهم أن يمدوا أيديهم للمعارضة! * ماهي مطالب المعارضة من الحكومة لتحقيق الإصلاح في البلاد؟ هذه الحكومة فشلت تماماً في حل إدارة البلاد بما يحقق مصلحة واحتياجات المواطنين، وفشلت في تحقيق أمن الوطن ووحدته وانعزلت عن جيرانها العرب والأفارقة، ونُبذت من المجتمع الدولي، وبالتالي أصبحت حكومة فاشلة 100% ولابد أن ترحل. * أليس هناك خياراً لإصلاح الحكومة دون إسقاطها؟ لابد أن ترحل هذه الحكومة وإلا سيتفتت السودان وتنفصل دارفور وتلحق بها جنوب كردفان والنيل الأزرق، ولذلك طالبنا الحكومة بالآتي؛ ترك العنجهية والاستحواذ الكامل على كل شيء، وإقصاء الآخرين، وأن تقبل بفكرة أن نظام الحزب الواحد فاشل ولا يصلح في بلد مثل السودان غني بالتعدد الديني والعرقي والثقافي... ولذلك لابد أن تحل هذه الحكومة وتتشكل حكومة انتقالية من كل القوى، تعمل على إقامة مؤتمر دستوري، يشارك فيه كل أهل السودان، من أحزاب وعسكريين وإدارة أهلية وفئات النساء والشباب. * هل يمكن لحزب المؤتمر الوطني الحاكم الآن المشاركة في هذه الحكومة الانتقالية؟ بالتأكيد، لا إقصاء لأحد، شريطة أن يبتعد المؤتمر الوطني عن أسلوبه في معاملة شركائه في الحكومة كموظفين عنده، يجب أن ترفع يد المؤتمر الوطني عن كل شيء ويتعامل في هذه المرحلة كأي حزب آخر. * قلت إن السودان مقبل على انقسام جديد إذا لم ترحل هذه الحكومة، فعلى أي أساس بنيت هذا الحكم؟ فشلت الحكومة في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل بشأن جنوب كردفان والنيل الأزرق _ المضطربتين الآن _ ورفضت الحل الذي توصل إليه بشأن هذه الملفات مساعد الرئيس نافع علي نافع مع القيادي بالحركة الشعبية قطاع الشمال مالك عقار، مما أدى لاندلاع الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان. وفيما يتعلق بدارفور، توصلت الحكومة لاتفاق في الدوحة مع حركة التحرير والعدالة بقيادة التجاني سيسي ولكنها عملياً حرمته من المال الذي يمكنه من تنفيذ هذه الاتفاقية على الأرض ولم تلتزم بتنفيذها، فإذا فشلت هذه الاتفاقية _ وهو متوقع وراجح _ فإن الوضع في دارفور سيقود للكارثة. * المؤتمر الوطني يقول إن المعارضة لاتريد إسقاط النظام إلا من أجل إسقاط الشريعة الإسلامية؟ هذا ما تتهم به الحكومة المعارضة وتروج له صحافتها الصفراء ونحن لم نطلب بذلك، فنحن كلنا مسلمون ومعنا في المعارضة السيد الصادق المهدي والشيخ حسن الترابي، فعن أي علمانية يتحدثون؟!.. هذا كله كذب ودعاية صفراء واتهام غير مقبول. * تكوين المعارضة بشكله الحالي من متدينين وشيوعيين هل من الممكن أن يفرز موقفاً موحداً؟ نحن السودانيون باختلاف أدياننا وتوجهاتنا السياسية وأعراقنا كنا متعايشين في سلام وحب ولكن هؤلاء _ يقصد الحكومة _ ألغوا التعايش والتحابب بين السودانيين. * هل الشعب السوداني يؤيد الآن الحكومة أم المعارضة؟ الشعب الآن مع المعارضة بل هو "زعلان" من المعارضة ويتهمها بالضعف في مواجهتها لهذا النظام الذي أضاع الدين وأضاع الهوية وأضعف البلاد وأضاع كل شيء. * إذا كان الشعب السوداني مؤيداً للمعارضة فلماذا فشلت في جعل السودان جزءاً من الربيع العربي؟ هذا هو ضعف المعارضة الذي يغضب الشعب السوداني منها، ولكن المعارضة الآن بدأت تنشط وتقوى وقد توحد موقفها بشأن ضرورة إسقاط النظام، وليس هناك فصيل أو حزب يدعو لحوار مع الحكومة أو خلافه بل كلهم متفقون على العمل من أجل إسقاط النظام، وهذا الموقف تتفق عليه المعارضة في الداخل والخارج. * النظام يقول بأنكم مقسمون وبعض قواكم مثل حزب الأمة لا يوافق على إسقاط النظام؟ ليس صحيح وحزب الأمة اتفق مع قوى المعارضة الأخرى تماماً، يوم 16 ديسمبر الجاري على العمل بهدف إسقاط النظام. * هل هناك تواصل بين المعارضة السياسية في الداخل والحركات الاحتجاجية المسلحة في دارفور وجبال النوبة؟ نعم.. هناك تواصل مع هذه الحركات المعارضة ومع كل الفئات في الشباب والطلاب ومنظمات المجتمع المدني. * مؤخراً ظهر تيار إصلاحي في المؤتمر الوطني _ الحزب الحاكم _ فهل للمعارضة تفاهمات مع هؤلاء الإصلاحيين؟ نحن لا نمد أيدينا لهم بل الواجب عليهم إن كانوا إصلاحيين أن يمدوا أيديهم للمعارضة، لقد قاتلنا ضد كتلة واحدة اسمها المؤتمر الوطني الحاكم، والآن هذه الكتلة تفتت، فإن خرج منها تيار صالح فليتفضل ويعلن موقفه ضد هذا النظام وسيجد مكانه بيننا. * هناك تسريبات بأن المحاولة الانقلابية الأخيرة كانت تهدف لإقامة حكومة قومية انتقالية تمهيداً لتصحيح الأوضاع، فهل يجد هذا الأمر ترحيباً عند المعارضة؟ نحن لا نعرف عن هذه المحاولة الانقلابية إلا ما قيل عنها في الجرائد والصحف، ولكن من حيث المبدأ نحن ضد الانقلابات العسكرية ولن نشارك في حكومة تأتي عبر الانقلاب. * حتى ولو تبنت القضايا الإصلاحية التي تدعو لها المعارضة؟ حتى ولو تبنت الجن الأحمر، لأن خبرتنا في السودان مع الانقلاب سيئة، فالانقلابيون يتبنون أول الأمر القيم والقضايا العادلة وسرعان ما ينقلبون عليها ويركبون ظهور الناس وتتحول الانقلابات إلى ديكتاتوريات. * هل المعارضة الآن منظمة في بنية هيكلية واحدة أم يعارض كل حزب على طريقته؟ هناك معارضة منظمة في الداخل وهي "قوى الإجماع الوطني" تضم 17 حزباً أبرزها حزب الأمة والمؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي، وهناك معارضة منظمة في الخارج وهي "الجبهة الثورية"، وهناك "جبهة التغيير" بقيادة علي محمود، بالإضافة إلى مجموعات معارضة صغيرة في الخارج نسعى لضمها لتحالف المعارضة. * هل العلاقة بين القوى المعارضة تنسيقية فقط؟ التنسيق موجود بين هذه القوى، ولكن الآن نبذل جهوداً من أجل توحيد المعارضة فكرياً وسياسياً، بحيث يعبر عنها ميثاق واحد ويضمها هيكل واحد. وسيحدث ذلك في القريب العاجل، وفي حال سقوط النظام فإن لدينا (برنامج البديل الديمقراطي) وقد اتفقنا على حكومة انتقالية مدتها 3 سنوات، تعمل على إقامة مؤتمر دستوري جامع لكل السودانيين، ليضع إطاراً لدستور ديمقراطي دائم للبلاد.