أهلنا الربطاب قوم حاضرو البديهة ولهم مقدرة تصويرية عجيبة، تجمع بين الحكمة والسخرية، لهم طرفة يحكونها في مضرب المثل، تقول: إن (الصبرة) فتحوا لها قفصا مليئا بالدجاج وأدخلوها ثم أغلقوه عليها وحينما عادوا لها صبحا وجدوها جالسة وهي تبكي ووجدوا الدجاج مكتملا وفي صحة وعافية، وحينما سألوها عن سبب عدم أكلها الدجاج وبكائها، قالت، "أنا ما مصدقة"! الاجتهاد الموفق الذي قام به الأخ الزبير أحمد حسن الأمين العام للحركة الاسلامية فى التمثيل (النسبي) لكافة (الاتجاهات) والقطاعات داخل الحركة الاسلامية وجد ارتياحا _نسبيا_ لدى كثير من المعنيين وامتص درجة حرارة قابلة للانفجار والالتهاب، وهو _بلاشك_ مرض ولكنه يحتاج لتجويد نتوقعه في المرة القادمة! بعضنا ممن يؤمنون بنظرية(غذوا لو الدرب قام فرتلب)، كانوا يتوقعون الشفاء العاجل لحركة مرضها مزمن وحالتها مستعصية و(فات فيها الفوات)، وهو أمر يستحيل في ظل هذه الحالة التي أفسد فيها الدهر ما لا يمكن للعطار اصلاحه بسرعة، وبعضنا رفضها جملة وتفصيلا واعتبرها محطة تخديرية أخرى لا تخلو من روح سابقاتها وهو غير مستعد لأن يلدغ من جحر واحد عشرين مرة! أما البعض الآخر _ وأنا منهم_ فقد حمدها بروح: ليس بالامكان أفضل مما كان والجايات أكتر من الرايحات والجفلن خلهن أقرع الواقفات وما ضروري أبوك مادام دا بربيك والقحة ولا صمة الخشم! أحد الشباب المتحمسين للتغيير انتقد بشدة نسبة الشباب في هذه(التشكيلة) وقال إنها قليلة مقارنة بالمتوقع في ظل التغيرات العالمية والمحلية وما للشباب من دور في مواكبة حياة اليوم، وبتقديري هذا انتقاد غير صحيح فنسبة الشباب مقدرة، فحسب المقياس السياسي السوداني العام الذي يعتبر سن الشباب حتى الخمسين فان نسبة الشباب تزيد عن الثمانين بالمائة وحسب مقياس الحركة الاسلامية الذي يعتبر الشباب حتى الستين فإن نسبة الشباب تصل الى التسعين بالمائة أما بمقياس (شيوخنا)، فكلهم شباب والحمد لله، أما بمقياس (البارودي ) المستبعد هنا فليس بين أفراد هذه الأمانة شاب واحد اذ يقول البارودي: ومن يك جاوز العشرين تترى واردفها بأربعة وخمس فقد سفرت لعينيه الليالي وبان له الهدى من بعد لبس بالغت يا (بارودي) تسعة وعشرون عاما فقط ؟دي نحن نقضيها مسؤول أمانة واحدة بس! وبما أننا وجدنا أن المدارس الغالبة ترى بمعقولية نسبة الشباب فلا نرى داعيا لمثل هذه الأصوات القادحة في موضع المدح، الساخطة في موضع الحمد، النافرة يوم الجمع، لأن الرضى والحمد موجب الزيادة والبركة ومدعاة لأن (يتكرم) المانح لهذه الفرص بزيادتها المرة القادمة! أحد القيادات الشيوخ والذي عرف بوعيه وانحيازه للطرح الموضوعي وتعاطفه مع الشباب حينما احتج له أحد الشباب شاكيا قلة تمثيلهم _ حسب رؤيته_ قال للشاب: (والله إنتو حقو تبقوا زي صبرة الرباطاب، تبكو بس مادام دخلتو)، وشكرا شيخ الزبير وشيء _مهما كان_ خير من لا شيء!