بعد تصاعد الخلاف بين "الخرطوم - كمبالا"... "موسيفيني" الحضن الدافئ للمعارضة السودانية! تقرير: محمد حمدان هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته في الوقت الذي تنامت فيه ردود الأفعال تجاه وثيقة "الفجر الجديد" التي وقعتها القوى السياسية المسلحة والمدنية بالعاصمة اليوغندية كمبالا بهدف إسقاط النظام القائم في الخرطوم، دمغت القوات المسلحة الرئيس اليوغندى يوري موسيفيني باتهامات جديدة متهمة إياه بلعب دور قذر في المنطقة تنفيذاً لأجندة أجنبية، ورد ذلك الاتهام على لسان رئيس اللجنة الفنية عضو اللجنة السياسية الأمنية المشتركة في مفاوضات أديس أبابا، الفريق المهندس ركن عماد الدين مصطفى عدوي، في لقاء مع رؤساء التحرير ومراسلي القنوات العربية في مقر نادي الضباط ليلة أمس الأول. اختلاق مشكلة دون شك تشير المعطيات الواقعية إلى أن كمبالا أصبحت مركزاً رئيسياً للمعارضة السودانية المسلحة بل مثلت تاريخياً أحد أهم المراكز الداعمة للحركات المسلحة السودانية. ويرى العديد من المراقبين أن أماكن التمركز السابقة تبدلت بفعل عوامل عديدة. فبعد أن كانت ليبيا القذافي وإرتريا أهم دولتين تحتضنان المعارضة السودانية المناوئة لنظام الخرطوم، تحول ذات الدور إلى يوغندا التي هي الأخرى ليست بعيدة عن الملف السوداني لجهة أن سقوط نظام القذافي وبروز جماعة أخرى على علاقة بالخرطوم أدى إلى قطع العلاقة بين المعارضة وليبيا، كما أن تحسن العلاقة بين إرتريا والسودان أتى هو الآخر لصالح الحكومة السودانية، لكن وتيرة الأحداث المتسارعة بين الخرطوم وكمبالا جعلت الأخيرة في مرمى نيران الخرطوم لما تقوم به كمبالا من دور ورعاية فعلية للمعارضة المسلحة، وربما تمثل اتهامات القوات المسلحة إلى موسيفيني قمة الخلاف. وتوقع المحلل السياسي د. أسامة بابكر أن تسوء العلاقة بشكل أكبر في مقبل الأيام وأضاف "موسيفينى رجل عنصري" وتاريخياً كان يدعم الحركة الشعبية وفيما بعد الحركات الدارفورية. وأشار إلى أن الرجل يعتبر أحد أبرز ثلاثة عناصر في إفريقيا عملاء للغرب. وأبان د. أسامة في حديثه ل (السوداني) أن موسيفيني رغم مساهمة السودان في وصوله إلى السلطة وإقصاء عيدي أمين، إلا أنه ظل يسعى لاختلاق المشكلات مع السودان عبر احتضانه للجبهة الثورية، ومن قبل الحركة الشعبية، مبيناً أن الرجل من المتوقع أن يفعل ملف المحكمة الجنائية تجاه السودان ويشوه سمعة السودان في منطقة البحيرات، لافتاً إلى أن الرجل يعد بديل القذافي في المنطقة الإفريقية. تبادل التهم مرت العلاقة بين السودان وكمبالا بمحطات متعددة وتواصل مشوب بالحذر وكل من البلدين يحمل قدراً من الاتهام تجاه الآخر لاسيما وأن يوغندا لم تخفِ مساندتها للحركة الشعبية بل اعترافها بدعم الحركة حتى انفصال جنوب السودان، ويقول الباحث والأكاديمي الجنوبي جون غاي في كتابه (آفاق وتحديات جنوب السودان) في قراءة لمستقبل العلاقة بين أوغندا ودولة الجنوب إن العاصمة كمبالا تعد من أهم المدن التي احتضنت ورعت ولادة الحركة الشعبية في أوائل ستينيات القرن المنصرم حيث مثلت مقراً سياسياً للحركة ومركزاً تعليمياً مهماً تخرّج فيه عددٌ كبير من السياسيين والأكاديميين والإداريين الجنوبيين الذين درسوا بجامعة مكرري.. وقد سبق وأن اعترف قائد قوات الدفاع الأوغندية الجنرال اروندا نياكايريما بقوله "لن نقف مكتوفي الأيدي، سنشارك لأننا عانينا من حرب بالوكالة من جانب الخرطوم"، مؤكداً على دعم بلاده لدولة الجنوب ضد الخرطوم... كمبالا دائماً ترسل اتهاماتها تجاه الخرطوم بدعم جيش الرب ضد موسيفيني... لكن المحلل السياسي د. أسامه بابكر يؤكد على أن ليوغندا أطماعاً في ضم جنوب السودان، بالرغم من شكر موسيفيني السودان على مشاركته في القمة الطارئة للمؤتمر الدولي لأقليم البحيرات العظمى التي انعقدت في سبتمبر من العام المنصرم، التي دعت لها أوغندا لمعالجة الوضع المتأزم في إقليم شرق الكنغو، ووعد لدى لقائه نائب رئيس الجمهورية د. الحاج آدم وعد بدعم بلاده للمباحثات بين السودان ودولة جنوب السودان لمعالجة الملفات العالقة بينهما، وفي ذات الموقف جدد الحاج آدم حرص السودان على تعزيز فرص الأمن والسلام في إقليم البحيرات مطالباً أوغندا بلعب دور إيجابي في عملية السلام في السودان، إلا أن تلك اللقاءات ورسائل الثناء لم تغادر غرف الاجتماعات ولم تمضِ فترة طويلة حتى تجمع قادة الحركات المسلحة بكمبالا وتوجت تلك اللقاءات بتدشين رؤية "الفجر الجديد" الداعية لإسقاط النظام، وربما لن تتوقف تداعيات "الفجر الجديد" الذي وقع بكمبالا في اتهام موسيفيني، بحسب ما توقع د. أسامة من أن الأوضاع ستشهد تصعيداً في المواقف بين البلدين.