كان الكل يتوقع الهجوم، إلا ان الاختلاف جاء في درجته حيث تعود وعود نائب رئيس المؤتمر الوطني للشئون التنظيمية د. نافع علي نافع الجميع بأن يشن في كل مؤتمر صحفي هجوما ضاريا على قوى المعارضة والحركات الحاملة للسلاح فانظر كيف سيكون الهجوم على المعارضة وهي قادمة من كمبالا عقب توقيعها على ميثاق الفجر الجديد. ظهر أمس نصب د. نافع اكثر المدافع قوة تجاه قوى المعارضة ووصفها بالخيانة والتآمر نتيجة لما أقدمت عليه من خطوة بالتوقيع على وثيقة "الفجرالجديد" وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده يوم امس بالمركز العام والذي احتشدت له وسائل الإعلام ووكالات الأنباء المحلية والأجنبية لسماع وقراءة رسالة الوطني عقب الميثاق. الفجر الكاذب لم يتوان د. نافع أن يصب جام غضبه على قوى الاجماع الوطني والجبهة الثورية وقياداتها وقال ان هذه الجبهة الثورية التي خرجت علينا مؤخرا بتوقيع الفجر الكاذب في معية القوى السياسية ومركزا اتهاماته للحزب الشيوعي في الوقوف وراء هذا المخطط. مشيرا إلى ان هنالك دوائر غربية تقف وراء تجمع القوى المعارضة بجانب دول افريقية مثل يوغندا التي قال إنها لم تقف وراء الوثيقة من فراغ بل أخذت الاشارة من امريكا ومنظمات تتبع لدول غربية اخرجت هذه الوثيقة التي تحمل اغراض سيئة لتفتيت السودان - بحسب قوله -. واضاف نافع أن الوثيقة دعت إلى تفتيت المؤسسات المدنية والعسكرية لاستبدالها بقوات من الحركات المسلحة "وجيش عقار وعرمان وعبدالواحد محمد نور ومناوي" معتبرا ان مثل هذه المخططات ليست بالأمر الجديد في ظل مشروع "السودان الجديد" الذي ورثه عرمان وعقار من الحركة الشعبية ومحاولة تطبيقه في السودان عقب الانفصال مشيرا الى أن هذا الأمر بدا واضحا في التقسم الاداري للسودان الوارد في الوثيقة والذي قام على 8 أقاليم. إشادة بالشعبي لعلها من مرات القلائل التي يشيد بها نافع بالمؤتمر الشعبي مثمنا موقفه من رفض الوثيقة ومفهوم نشر العلمانية وفصل الدين عن الدولة مشيرا الى أن الوثيقة تعمل على نشر مفهوم فصل الدين عن الدولة وثقافة العلمانية وهو ماجعل بعض الأحزاب المعارضة مثل حزب المؤتمر الشعبي الذي رفع يده عن الاتفاق وتبرأ منه جملة وتفصيلا، ومبينا أن الحزب الشيوعي في الداخل أراد أن يتعامل بمفهوم اللعبة السياسية بأن ينحني للريح قليلا، وقطع نافع بأن حزبه والحكومة لن "تقف مكتوفة الأيدي وتعطي خدها للأحزاب المعارضة والجبهة الثورية لتلطم عليه كما تشاء"، ساخرا من مزاعم الجبهة الثورية بإسقاط النظام عبر هذا الطريق داعيا إلى ضروره فضح "ألاعيبهم ومخططاتهم" رغم علمنا التام بضعف قدرتهم. تحالف الخفاء ولفت نافع إلى أن حزب الأمة القومي والحزب الشيوعي وحزب البعث وبقية الأحزاب الموقعة الأخرى على الوثيقة أبدت موقفا ضبابيا حيث هي تدعو للحوار وإقامة الديمقراطية وفي الخفاء تسعى للتحالف مع الجماعات المسلحة والجبهة الثورية لإسقاط النظام في الداخل مع معرفتنا التامة بأن كل من وقع على هذه الوثيقة "شيوعي في الأصل" ويتبنى ذات الأفكار للواجهات العلمانية بينما طالب نافع الأحزاب التي تتخذ من أحاديث "الحريات" ذريعة لها في وضع لائحة تبين فيها أي الحريات التي ترغب في إقامتها على ألا تخرج عن صياغ الشريعة الاسلامية بقوله "فإن كانت هكذا فنحن لا نمانع بالحوار حولها وإدراجها في دستور الدولة القادم". وأضاف نافع أن المعارضة من قلة حيلتها أصبحت الابن الشرعي للحركة الشعبية والجبهة الثورية، مفندا حديث قيادات المعارضة بالحديث عن أهل الهامش والاقاليم والولايات الطرفية التي تتخذها أحزاب المعارضة ذريعة ومطية لتحقيق أهدافها بالحديث عن دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق بالإضافة إلى حقوق الإنسان والحريات وهي شعارات الفرية للجماعات التي تبرأت عن الدين والشريعة واتخذت من قناعة استبداله بالعلمانية ومفاهيم الماركسية، وأضاف: "لذا نود أن نقول لهؤلاء مادمنا أحياء على أرض هذه البسيطة فلن تنالوا من السودان وان أردتم التغيير فلن يكون بغير الانتخابات التي نرى، فيها النهج الصحيح للديمقراطية وليست الديمقراطية الساعية لحمل السلاح وإحداث الفوضى"، وأضاف: "وإن رغبوا في هذا السلوك فنحن أيضا لن نتوانى للوقوف ضده ومحاربته". دق الأجراس أيضا لم يختلف رئيس قطاع الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني د. أمين حسن عمر باتخاذه من ذات المسلك والطريق دربا - برشق أحزاب المعارضة والجبهة الثورية ب"كتلة من الاتهامات" مع اختلاف صورتها وطريقتها التي لم تخرج عن صياغ السخرية بوضعها في قالب من التساؤلات – من هم هؤلاء؟- ومن أين جاءوا؟ وكيف يتحدثون عن السودان وأهله؟ - ووقتها أجاب أمين على هذه التساؤلات بقوله "أولئك الأشخاص الذين وقعوا على هذه الوثيقة مجرد أفراد حاملين للفكر الشيوعي والماركسي وهي صفات تطبعت فيهم ولكن مالم يعوه هو أن هذه العقائد لا يتم تطبيقها وتوصيلها بهذه الطريقة" مشددا على اهمية إجابتهم على سؤال مفاده – هل أهل السودان في حاجة لطرحهم وايدلوجيتهم ؟- أم أننا فقط نتخذها "شماعة" سياسية او بوابة للدخول من خلالها في معركة من دون جند او معترك في الأساس- في ظل ان المجتمع السوداني معالمه ومكوناته واضحة"، وأكد أمين حسن عمر ان حزبه ليس مع إشاعة روح "التشدد والتطرف" في الدين وإنما الأخذ من منهاج الوسيطة سبيلا لتحقيق الغايات والتي من بينها إدارة الحوار مع هذه الأحزاب التي لطالما "صبرنا عليها كثيرا وعلى أساليبها، وسنصبر أيضا بناء على ما وجدنا فيه أنفسنا من صراع ينظر اليه البعض بحرب مابين الحق والباطل – ولكن ليس (بدق الأجراس) في كمبالا وهم يعلمون تمام العلم أن يوغندا هذه هي من أوائل الدول التي أجازت السماح للأطفال بالمشاركة في الحروبات فأي إنسانية او حرية او حتى ديمقراطية تتحدث عنها الجبهة الثورية وأحزاب المعارضة من أصحاب (صديق يوسف) وبقية الكوادر الشيوعية وهو ما يتطلب التصدي إليها وحسمها"، مجددا رغبة حزبه المؤتمر الوطني في مد يده بيضاء لمن يحسن إليهم ومعاقبة ومواجهة كل من يحاول أن يمس السودان بأذى".