العُشرة كيف رخصت وهانت..أي زول الفيهو بانت..! تحدثنا بالأمس عن غياب الوفاء ما بين الزملاء في الوسط الفني مؤخراً، وتحدثنا عن حفل بورتسودان الذي أقيم ونحن نقوم بمواراة جسد محمود الطاهر الثرى بمقابر الصبابي، ذلك الحفل الذي غنى فيه مطرب-يفترض انه كبير- أسمه مجذوب أونسة- أو انسى- إذا صح التعبير، فالرجل ظل (منسياً) طوال حياته الفنية، وغير معترف به كمطرب صاحب جماهيرية بعكس ابناء جيله من الفنانين، ولعل ذلك سبب وجيه جداً لكي نتغاضى عن غنائه ببورتسودان في ليلة تشييع الحوت، لأنه وبصراحة (معذور)، فالرجل يغني طوال العام حفلا واحدا أو حفلين لا غير-أحدهما مجاملة- لذلك لن نمنحه المزيد من الأسطر، وتكفيه هذه الملاحظة، أما الفنانة نانسي عجاج فليس لدينا أي شك في موهبتها، ولكن لدينا مئات الشكوك في فهمهما وإدراكها لمعنى أن تكون (فنانة)، وتحتاج للكثير من كورسات التقوية في مناهج الوفاء لتستطيع عبور ذلك الامتحان الصعب ولو بتقدير (مقبول). أما حكومة ولاية البحر الاحمر ممثلة في وزارة ثقافتها ولجنتها المنظمة لذلك الاحتفال فقد ارتكبت خطأ فادحاً وهي تدوس على جراح الشعب السوداني بسماحها لاولئك المطربين وربما-بإصرارها- على أن يتغنوا في ذلك اليوم الكالح...وهنا تمد عشرات الاسئلة رؤوسها باحثة عن إجابة...لماذا سمحت الولاية بإقامة ذلك الحفل وهي تعلم أن الحزن يعصف بكل الشعب السوداني..؟..ولماذا لم تتخذ اي موقف (مشرف) يسجله لها التاريخ بإلغاء كل احتفالات ذلك اليوم..؟..والاسئلة هنا موضوعة على طاولة وزير ثقافتها (الصادق المليك) الذي اتمنى أن يجيبنا عليها بالكثير من الصدق لأن الجميع ينتظر الإجابة. وبالحديث عن (الانتظار)..لابد أن نشير إلى (جودو) الذي وثقت له المسرحيات العالمية وجعلته شخصية رمزية يوصف بها كل (غائب)، وهذا بالضبط حال تلفزيوننا القومي (شفاه الله وعافاه)، والذى يقوده السيد (محمد حاتم) إلى هاوية (الفشل) بكل حنكة ودراية واقتدار، وهو يقدم لنا تغطية (خجولة جداً) عن رحيل محمود، كان من الافضل الا يقوم بها، بينما اصبنا بالدهشة وذات (التلفزيون الطرشان) يبث الاغنيات خلال برمجته في نفس اليوم وكأن الحدث لا يعنيه في شيء، في ذات الوقت الذي تناولت فيه كل القنوات العربية والعالمية الحدث وجعلته بعضها محوراً رئيسياً لاخبارها، وشيء غريب جداً، أن تهتم فضائيات العالم بأسره برحيل محمود، بينما يدير تلفزيوننا (القومي) والمعبر عنا وعن كل السودانية بوجهه للجانب الآخر ويقول: (وأنا مالي)...والغريب اكثر في الموضوع أن ذات الجهاز القومي يحارب بشراسة لإقناع الدولة بأن تفرض ضريبة مشاهدة على المواطنين، تتجاوز ال(5) دولارات في الشهر، وفق اتفاقية (مريبة) مع الصين، تلك الاتفاقية التي افردت لها الزميلة آخر لحظة، والاستاذ عبد الرحمن جبر حيزاً واسعاً وتغطية واسعة، احدثت ضجة ودوياً هائلاً في كل الاوساط. عزيزي محمد حاتم...(عليك الله أرحل). شربكة أخيرة: نكتب غداً عن اتحاد المهن الموسيقية...وعن (الرئيس الجديد) الذي فشل في اول امتحان له...و...(أخطر) امتحان كذلك...وعن الكثير من الموضوعات فقط تابعونا.