1 - نشرت صحيفتكم (السوداني) في عددها الصادر يوم الثالث من فبراير الجاري، وفي باب العين الثالثة بقلم الأستاذ ضياء الدين بلال رئيس التحرير، مادة رأي تتعلق بوزارة الخارجية تعرض فيها كاتب المقال بالتعليق على حدثين يتصلان بالوزارة أولهما قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بحرمان السودان من حق التصويت بسبب عدم تمكنه من دفع مساهمته السنوية في ميزانية المنظمة الدولية، وثانيهما المؤتمر الاقتصادي بالمانيا الذي استضافته برلين في نهاية شهر يناير المنصرم. 2 - وخلال تعليقه على هذين الحدثين وجه رئيس التحرير انتقادات مباشرة لأداء الوزارة الإداري واصفاً إياه بأنه يفتقد الأولويات ويشهد تخبطاً وارتباكاً، وانتقد الأعمال التحضيرية لمؤتمر برلين ووصفها بالهزيلة، مدعياً أنه وإلى أقل من خمس ساعات لم نكن ندرك إن كانت الرحلة قائمة أم لا، وأن أحد الوزراء في الدولة أبلغه أنه تلقى دعوة ولكن لا علم له بموضوع وأجندة الزيارة، وأن سفيراً آخر أبلغه أن صديقاً المانياً أبدى دهشته من تشكيل الوفد السوداني الذي غلب عليه الممثلون الحكوميون برغم أن المؤتمر متعلق بالقطاع الخاص فقط!! 3 - وإزاء هذا الخلط المريع للوقائع تود وزارة الخارجية أن توضح وتعلق على الشق الثاني من المقال باعتبار أن الشق الأول قد تمت معالجته وأصدرت فيه الوزارة خبراً يلخص وقائع ما حدث بالفعل، أما في الشق الثاني فنود أن نوضح بعض النقاط ونصحح بعض الوقائع على النحو التالي: 4- بالنسبة لترتيبات المؤتمر، فإنها لم تبدأ بذلك الاجتماع الذي أشار إليه الكاتب، بل بدأت منذ العام الماضي، عند زيارة السيد وزير الخارجية إلى ألمانيا، ولقائه بنظيره الألماني الذي جدد تأكيداته على قيام المؤتمر في سبتمبر 2012 م. وبذلك فقد كاد مؤتمر برلين أن يعقد في فترة مقاربة مع مؤتمر فيينا الذي عقد في أكتوبر 2012م وعلى هذا الأساس بدأت الترتيبات والأعمال التحضيرية للإعداد للمؤتمرين في آن واحد منذ ذلك الوقت، حيث عقدت اللجنة التحضيرية عدداً من الاجتماعات، وتم إعداد الأوراق الرئيسية التي تغطي محاور المؤتمرين، وتمت مخاطبة اتحاد أصحاب العمل والشركات ورجال الأعمال والبنوك في حينه، غير أنه نتيجة للتطورات اللاحقة، المتعلقة بحادث السفارة الألمانية في الخرطوم، فقد تم تأجيل المؤتمر. 5 - وفيما بعد تمت مشاورات متواصلة بواسطة البعثة السودانية ببرلين مع الخارجية الألمانية والجهات المنظمة الأخرى بغرض الاتفاق على تفاصيل عقد المؤتمر بناءً على التصورات السابقة والإعداد الذي كان قد تم من قبل، وعليه، اقترح الجانب الألماني قيام المؤتمر في 29 يناير 2013م، الأمر الذي وافق عليه السيد وزير خارجية السودان وتعهد بقيادة وفد المؤتمر. فالتحضيرات للمؤتمر إذن لم تبدأ ذلك اليوم، كما أشار الكاتب وإنما كان ذلك الاجتماع لأغراض المتابعة فقط، وقد كان الكاتب - رئيس التحرير موجوداً أثناء الاجتماع بناءً على الدعوة التي قدمت له، وربما كان مناسباً أن يطرح تلك الانشغالات التي أشار إليها أثناء الاجتماع الجامع الذي دعت له وزارة الخارجية ما دام يرى أنها تتعلق بحسن الإعداد، غير أن مغادرته المبكرة للاجتماع لم تتح له فرصة الاستماع إلى إفادات سفير السودان في برلين الذي أطلع الحضور على الترتيبات التنظيمية للمؤتمر. 6 - لم يكن المؤتمر مخصصاً فقط لرجال الأعمال أو القطاع الخاص كما أشار الكاتب، بل يشمل الجانب الحكومي ورجال الأعمال معاً، ولعله من المفيد التذكير بأن المؤتمر رعاه وزير الخارجية الألماني وعقد بمباني وزارة الخارجية الألمانية، وبمشاركة وفد رسمي من جنوب السودان بينهم رجال أعمال، وللتذكير أيضاً فإن الدعوة للمؤتمر ورعايته شاركت فيها إلى جانب الخارجية الألمانية غرفتا الصناعة العربية الألمانية والأفريقية الألمانية. 7 - تسلم الكاتب جواز سفره بمجرد تسلم الوزارة جوازات سفر المشاركين بعد منح التأشيرة في السفارة الألمانية في القاهرة. علماً بأن وزارة الخارجية والبعثة ببرلين قد يسرت التنسيق مع الجانب الألماني لمنح التأشيرات في الوقت المناسب وقامت في سبيل ذلك بإرسال مندوب من الخارجية خصيصاً للقاهرة لتسليم جوازات سفر المشاركين بعد التأكيد من استيفاء الطلبات لشروط منح التأشيرة بما في ذلك الرسوم والتأمين الصحي وخلافه واستلامها لاحقاً في الوقت المحدد ومن ثم تسليمها لأصحابها مما مكنهم من المشاركة في المؤتمر. ولتسهيل المشاركة فقد تم الاتصال برئيس التحرير الموقر وإبلاغه بترتيبات الحجز والتذكرة ومكان استلامها، وكان من المؤمل أن يتابع موظف العلاقات العامة بمكتبه تلك الإجراءات، وعندما تأخر في ذلك اتصل به مكتب السيد الوزير مساءً لإبلاغه بموعد قيام الرحلة وترتيبات السفر الأخرى إلا أنه اعتذر عن تلبية الدعوة. 8 - لقد شارك في تغطية هذه الفعاليات تسعة إعلاميين يمثلون مختلف المؤسسات الإعلامية، منهم ثلاثة رؤساء تحرير، شهدوا جميعاً بدقة الترتيبات والدعوة ونجاح المؤتمر والفعاليات الأخرى المصاحبة، كما شهدت بهذا النجاح أيضاً وسائل الإعلام الألمانية المختلفة؛ مما يرفع حاجب الدهشة عن حكمة مخالفة رئيس التحرير الموقر كل هذا الإجماع الصادر من زملائه الذين شاركوا في تغطية الحدث. لعل النقد الموجه من الكاتب كان سيكون أكثر موضوعية إذا تناول الهنات الإدارية والإجرائية لسفر الوفد الذي تدخل السيد وزير الخارجية في الوقت الحرج وتحمل مسؤولية تسفيره دون وجود تغطية مالية، ولكن أن يقفز الكاتب فوق حقائق نجاح المؤتمر الذي صدر بإجماع المشاركين والإشارات السياسية الهامة التي تمخضت عنه، ويقرر فشل المؤتمر بسبب إجراء إداري وبيروقراطي يتعلق بترتيبات سفره الشخصي، فإن ذلك لا يقدح في مصداقية التحليل فحسب بل لا يتسق مع الحقائق الموضوعية التي ظلت الصحيفة الموقرة حريصة عليها في مسار عملها المهني. 9- ونود أن نشير في معرض تعليقنا على انتقادات الكاتب للإجراءات الإدارية بوزارة الخارجية أنه لا ينبغي تجاهل الأبعاد ذات الصلة بالإجراءات الحكومية التي تحكم المسائل المتعلقة بالسفر والوفود، والتي عادة ما تتطلب وقتاً لحين الحصول على الموافقة إذ ينبغي احترام تلك الاجراءات لحين صدور الإذن من الجهات الحكومية المعنية بسفر الوفود، وهذا الأمر موجود في كافة المؤسسات الحكومية، عندما يتعلق الأمر بإذن السفر وما يترتب على ذلك من التزامات مالية ونشير هنا بشكل خاص إلى الجهد المباشر الذي بذله السيد وزير الخارجية للحصول على التزام وزارة المالية بسفر الوفد. وبذلك، لا نفهم لماذا يتم تصوير هذه المسائل الإجرائية، بشئ من الاستخفاف كما أشار مقال الكاتب، علماً بأن الخارجية ليس لديها الحق المطلق في ابتعاث منسوبيها أو ضيوفها للمشاركة في الأنشطة الخارجية، وإنما تلتزم بتوجيهات مجلس الوزراء ووزارة المالية في هذا الصدد مثلها مثل الآخرين. كما أنه ليس صحيحاً أن المشاركين لم يكونوا يعرفون ما إذا كان المؤتمر قائماً أم لا إلى خمس ساعات من موعد السفر، ولعل الحضور والمشاركة الكبيرين من الجانب الرسمي وممثلي القطاع الخاص والإعلام خير دليل على مانقول، وقد حضر المؤتمر بالفعل عدد من الصحفيين ورؤساء التحرير الذي يمثلون مؤسسات صحفية مرموقة علاوة على حضور قناتي الشروق والنيل الأزرق ووكالة السودان للأنباء وتلفزيون السودان والإذاعة القومية. وقد قام أولئك الصحفيون والاعلاميون بتغطية ممتازة للحدث، علماً بأن المقالات التي تم نشرها تحوي أيضاً جوانب من الانتقادات لسياسات الحكومة، ولكن في قالب موضوعي لا يفسد نجاح هذا المؤتمر والفرص التي أتاحها كمدخل وبدايات للاقتصاد السوداني داخل السوق الألماني والأوروبي بشكل عام، ناهيك عن الإشارات السياسية الإيجابية التي حققها عقد هذا الملتقى. 10- من المؤكد أن وزارة الخارجية وسفارة السودان في برلين لم تكونا ترغبان في أن يطبل لهما الإعلام بمناسبة عقد ذلك المؤتمر، لكنه كان من المؤمل أن يركز الإعلاميون على الصورة الكلية والإيجابية لمنشط برلين انطلاقاً من افتراض أن من تمت دعوتهم من رؤساء التحرير تحديداً على إلمام بملفات العلاقات الخارجية عموماً والعلاقة مع أوروبا وألمانيا على وجه التحديد، لكن يؤسفنا القول إن الكاتب بدلاً عن ذلك اختار الركون إلى تفاصيل صغيرة تعرف الخارجية والجهات الأخرى ذات الصلة كيفية معالجتها وتجاوزها، باعتبار أن تلك التفاصيل جزء من التحديات الروتينية واليومية في أي مرفق حكومي. ولكم الشكر.