مسئول الاتصال بالفاو روفايلا روتشي ل(السوداني): للمنظمة خط ساخن مع السودان ومصر لمكافحة أسراب الجراد الصحراوي حوار: هالة حمزة مصطفى شكل الظهور والانتشار الأخير لأسراب الجراد الصحراوي هاجسا كبيرا للدول المتضررة خاصة مصر والسودان لخطورته الكبيرة في القضاء على المحاصيل الزراعية الأمر الذي يحتم ضرورة التكاتف للتصدي له بشكل حاسم. السوداني سعت لإجراء حوار قصير عبر الايميل مع مسئول الاتصال بهيئة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لمكافحة الجراد الصحراوي بالمنطقة الوسطى بالقاهرة روفايلا روتشي والتي ردت على الصحيفة بكل شفافية حول اتهامات السودان للمنظمة بالتقاعس عن مساندتها في التصدي للجراد، والموقف الحالي وغيرها من الاستفسارات فإلى المضابط: اتهمت الحكومة السودانية الفاو بالتقاعس وعدم التعاون معها في التصدي لمشكلة الجراد الصحراوي؟ هيئة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لمكافحة الجراد الصحراوي بالمنطقة الوسطى والتي تتخذ من القاهرة مقرا لها على اتصال وثيق ومستمر مع مديرية وقاية النباتات بوزارة الزراعة السودانية والإدارة العامة للجراد والطيران الزراعي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بمصر وقد عملت منذ العام 2006 على مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى بشكل مستمر لتعزيز المراقبة وتبادل المعلومات والتصدي لتفشيه عبر بلدان المنطقة من أجل الحد من مخاطره على الإنتاج الزراعي وسبل المعيشة في (مصر، السودان، جيبوتي، البحرين، السعودية، قطر، الأردن، الكويت، لبنان، عمان، سوريا، الإمارات العربية المتحدة، اليمن، أثيوبيا، العراق). كما عقدت الهيئة شراكة بينها وحكومتي السودان ومصر للسيطرة على التهديد الأخير للجراد الصحراوي بالبلدين وأقامت مركزا للطوارئ في المقر الرئيسي للمنظمة وتصنيف الوضع الحالي له ومستويات تهديده والتي تتكون من (4) مستويات وهي (مستوى الهدوء، الحذر، التهديد، الخطر)، وكذلك قامت بتدريب موظفي الوزارة على أساليب مراقبة الكشف المبكر والسيطرة الجوية والأرضية وتنظيم مسح مشترك للجراد الصحراوي في مناطق التكاثر على طول الحدود المشتركة بين الدول الأعضاء، كما تدعم وتوفر بشكل مستمر للدول الأعضاء المراجع والمعلومات اللازمة بشأن الجراد الصحراوي وتوفير نتائج البحوث والوثائق باللغتين العربية والانجليزية. متى تم الكشف عن أسراب ومجموعات الجراد الصحراوي الأخيرة؟ الكشف عن هذه المجموعات من الجراد تمت بمصر في نوفمبر من عام 2012 وفي ديسمبر 2012 ويناير 2013 أجريت عمليات المكافحة الأولية في جيوب صغيرة في منطقة واسعة بالأراضي النائية جنوبي شرق مصر وشمال شرق السودان . وماذا حدث بعد هذا الكشف ؟ قمنا بعمل فرق للمسح والمكافحة بكلا البلدين بانتظام في مجال إجراء العمليات اللازمة كجزء من استراتيجية المكافحة الوقائية التي تنفذها هيئة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لمكافحة الجراد الصحراوي في بلدان المواجهة بالمنطقة الوسطى. ما هو الوضع الحالي للجراد الصحراوي وما أكثر البؤر التي يتواجد بها آنيا بالسودان ومصر؟ الجراد يتواجد حاليا في جيوب صغيرة من منطقة واسعة ونائية في جنوب شرق مصر وشمال شرق السودان وهو نوعان، نوع صغير في مراحل نموه الأولى وآخر غير ناضج ولا يستطيع الطيران من مكان لآخر. ماذا عن جاهزية الحكومة السودانية للإنذار المبكر عن الجراد ولماذا لا تلعب المنظمة دورا رئيسيا في ذلك وكيف يعمل نظام الإنذار؟ الجراد الصحراوي يتواجد طيلة الوقت في المناطق النائية كما ذكرت لك من قبل وحينما تكون الظروف مواتية يقوم بإنتاج جيل ثان وبأعداد منخفضة وقد جاء أول تحذير عن الوضع الحالي للجراد الصحراوي بمصر نهاية الصيف الماضي وقد سارعت الحكومات المختصة في الرد عليها في الوقت المناسب. والإنذار المبكر والمكافحة الوقائية هما الاستراتيجيتين المعتمدتين من قبل منظمة الفاو من خلال نظام وقاية الطوارئ (EMPRES) وهذا النظام يعمل على محاولة إيقاف الجراد من التطور والانتشار كما يستخدم المقر الرئيس للمنظمة لرصد الطقس والظروف البيئية ووضع الجراد على أساس يومي خدمة معلومات الجراد الصحراوي (DLIS) وتستقبل هذه الخدمة نتائج المسح وعمليات المكافحة التي تقوم بها فرق وطنية من البلدان المتضررة بالإضافة الى بيانات الأقمار الصناعية المتمثلة في تقديرات هطول الأمطار ودرجة الحرارة الموسمية والتنبؤات بهطول الأمطار لتقييم الوضع الحالي والتنبؤ بمواقع التربية والهجرة في مدة استباقية تصل الى (6) أسابيع . كيف يمكن السيطرة على الجراد؟ اعتبارا من الآن فإن الوسيلة الأولية للسيطرة على تفشي الجراد الصحراوي هي المبيدات المستخدمة بجرعات صغيرة مركزة محمولة على مركبات أو عن طريق الرش الجوي البالغ الانخفاض وبأحجام متناهية الصغر ( U L V) كما يتم استخدام المبيدات الحيوية وفطر العضلات الأخضر بنفس طريقة المبيدات الحشرية الكيميائية رغم أنهما لا يقتلان بنفس السرعة، ففي الجرعات الموصى بها يأخذ الفطر من (5 7) أيام لقتل الجراد لهذا السبب ينصح باستعمالها أساسا في القضاء على الجراد غير القادر على الطيران (مرحلة الجراد بلا أجنحة) والذي يتواجد غالبا في الصحراء وبعيدا عن مناطق زراعة المحاصيل حيث لا يؤدي تأخير قتله الى أضرار وتتميز المبيدات الحيوية بتأثيرها على الجراد فقط باعتبارها أكثر أمانا من المبيدات الحشرية الكيميائية. ما مدى خطورة الوضع الحالي؟ فترة التكاثر الشتوي على وشك الانتهاء والعدد الحالي للأسراب محدود نسبيا وإذا لم تهطل المزيد من الأمطار فإن التكاثر سينخفض وستتناقص أعداد الجراد تدريجيا بسبب عمليات المكافحة أما إن حدث وهطلت الأمطار فإن حكومات البلدان المتضررة ستكون بحاجة للمزيد من الجهود لحماية المحاصيل الشتوية. من المحرر: تحفظت المنظمة عن الرد على العديد من الاستفسارات التي بعثتها لها صحيفة السوداني عبر الايميل والمتمثلة في تقديرها لجم الخسائر المادية والتلف المحصولي الذي سببه الجراد الصحراوي وفقا للفاو بالسودان، ومصر كلا على حدة؟ وتقييمها لمجهودات الحكومتين المصرية والسودانية في المكافحة؟ وشكوى السودان من عدم توفر التمويل اللازم للمكافحة من المالية وعدم توفر مقومات الرش الجوي وهل يؤدي ذلك الى انتشار الجراد بمواقع أخرى. ورأيها كمنظمة في أوجه القصور التي لازمت تعاطي الحكومة السودانية مع مشكلة الجراد الصحراوي وكيف يمكن التصدي لها آنيا ومستقبليا؟ والشكوى العالمية الآنية من مشكلة نقص الغذاء وارتفاع أسعاره وانعدام الأمن الغذائي خاصة بالدول النامية وتوقعاتها بتفاقم هذه المشكلة بالدول المتضررة من الجراد الصحراوي، ومدى التنسيق المشترك بين الدول المتضررة ومنظمة الفاو في القضاء عليه وحجم الميزانية المخصصة من الفاو للقضاء على الجراد الصحراوي لهذا الموسم وهل تم الإيفاء بجزء كبير منها حتى الآن وهل هنالك اتفاق على ميزانية محددة تدفعها حكومات البلدان المتضررة لهذا الغرض وبكم تقدر وما مدى التزامها بما وعدت؟ والمعونات من الدول المانحة لمساعدة الدول المتضررة على مكافحة الجراد؟