السستم.. تفاصيل (انزلاق) عمدي..!! الخرطوم: يوسف دوكة (هو زي طالع.. وما طالع.. وزي واسع.. وما واسع وزي واقع.. وما واقع.. .دا شنو)؟.. تلك الأسئلة لاحقتنا بها امرأة في الخمسينات من العمر، كنا نتقاسم معها مقعداً في إحدى مواصلات الخرطوم، ولعل أسئلة تلك المرأة تعود إلى رؤيتها لأحد الشباب وهو يرتدي بنطاله على طريقة (السستم)، دقائق مرت حتى أجابها أحد الركاب: (يا حاجة دا اسمو السستم)، لتضج بعدها الحافلة بالتعليقات حول الموضوع.. (السوداني) كذلك بحثت عن الموضوع بطريقة أخرى، حيث تعمدت أن تسأل عددا كبيرا من الشباب عن ما يحدث، وعن أسباب إصرارهم على ارتداء الملابس بتلك الطريقة الغير مستحبة للكثيرين.. فماذا قالوا؟ فراغ عريض: في البداية يقول الشفيع أحمد (للسوداني) إن السستم في منظوره الشخصي هو نتاج لحراك ثقافي قادم إلينا من وراء البحار تلغفته أيدي شبابنا الذي يعاني من فراغ عريض لم يستطع ملأه إلا بالسعي خلف هذه الثقافات، والسستم هو غيض من فيض الكثير من الأشياء التي طلت برأسها علينا على حين غفلة من المجتمع، ويضيف: (أنا انتهز هذه السانحة لتوجيه رسالة واضحة وصريحة إلى القائمين على امر الشباب في دولة مازالت تتحدث عن الشريعة وهي أن الشباب يمضي نحو هوة سحيقة ويجب الاخذ بيده حتى لا يضيع، وأنا اعتقد أن الاهتمام بالشباب هو رأس المال الحقيقي وهو افضل من البترول والاتفاقيات التي لا تجلب لنا سوى العدائيات.!. هبوط متكرر: ويقول الموظف خالد مصطفى (للسوداني) إن هذا الجيل يعاني من فقدان ثقة وتجاهل تام من الأجيال التي سبقته، والسستم من العادات الدخيلة على مجتمعنا، وإذا قارنا بين جيلنا والجيل الذي سبقنا سنجد أن الفرق شاسع، ومثال لذلك أن قديماً كان اللبس السائد عند الشباب هو بنطلون (الشارلستون) والشعر كان عبارة عن (خنفس)، أما الآن فقد تغيرت هذه التقليعات عند الشباب، ويضيف خالد: (هذا الزمان تغيرت فيه كل الأشياء الجميلة وأصبح الهبوط هو سيد الموقف سواء كان في الأغاني أو في اللبس، وأنا ارى أن ما يحدث في المجتمع ليس خطأ هذا الجيل ولكنه خطأ الأجيال التي سبقته لأنها لم تسلمه أي راية. غربلة الشارع: من جانبها ترى أمينة رمضان أن السستم من الظواهر التي استلفها شبابنا من الدول الغربية، وهو يقلل كثيراً من شخصية الشاب الذي يرتديه، وأضافت: (الغريب في الأمر أن السستم لم يعد للشباب فقط، بل صارت بعض الفتيات أيضا (يسستمن) وهذه مصيبة اكبر.!!.. وتقول: (هذا غزو ثقافي ومن المفترض أن يتجنب الشباب مثل هذه الظواهر التي لا تشبه عاداتنا وتقاليدنا السودانية).. وتضيف: (الشارع السوداني أصبح يحتاج (لغربلة) حقيقية. بناطلين زعلانة: (هي ظاهرة لا تخلو من كونها ناتجة عن عدم وعي فكري وأخلاقي للشباب).. هكذا ابتدر العامل حسن عثمان حديثه معنا وأضاف: (انتشرت الظاهرة بصورة غير طبيعية في مجتمعنا، وأنا كشاب لا احبذها وتثير اشمئزازي واتضايق جدا عندما ارى شاب يتدلى بنطاله إلى الأرض وكأنه متخاصم مع نصفه).. ويقول حسن (للسوداني): (كثير من الشباب يعتبرون أنه نوع من الثقافة وللأسف هذه سخافة ليس إلا).. ويضيف ضاحكا: (معقولة الواحد لابس ليهو بنطلون زي شرك الفار).. قبل أن يختتم إفادته بعبارة: (يا حليلك يا بلدي يا حبوب، أبو جلابية وتوب)..!!