بت الفاضل... حكاية وزيرة ترسي أدب الاستقالة! الخرطوم: رحاب فريني تقف الإنجازات شاهد عيان ووساما على صدر الوزيرة الهمامة المستقيلة أميرة الفاضل، وهي أميرة الأيتام وراعيتهم، منذ أن تولت وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم، وقد أثبتت جدارتها ليس في ذلك شك، مما جعلها تتبوأ منصب الوزارة الأم، لتكون أماً رؤوماً للأيتام عبر مشاريعها الحيوية ومبادراتها الجادة من خلال الدعم الاجتماعي ببطاقات التأمين الصحي والمشروعات الإنتاجية، وتدخر لهم مستقبلاً مشرقاً عبر بنك الادخار ومشروعاته تكفل لهم معاشاً آمناً من خلال إشرافها لصندوق المعاشات. مثال نادر للزهد والتواضع والتجرد، فمنذ نعومة أظافرها تشربت مبادئ وأخلاقيات والتزامات الحركة الإسلامية، ولكن من غير تعصب فهي موفقة وناجحة سياسياً واجتماعياً وهي بشوشة وأنيقة في مظهرها ومقدامة وصدرها رحب تتعامل مع الجميع بدرجة عالية من الإنسانية والشفافية واحترام الآخرين والاستماع إليهم. سألتها في حوار سابق أنها تهتم بمظهرها وشكلها وتهتم بوضع "الحناء" دائماً، أجابت بروح رياضية عالية وابتسامة مشرقة وقالت: (صحيح إنني أهتم بلبسي وبمظهري، وهذه عادة لم تتغير فيني منذ كنت أدرس بجامعة الخرطوم، وزملائي الذين درسوا معي يعرفوني)، وأضافت: أنا لم أتغير لأنني أصبحت وزيرة، والذي يعرفني من سنين يجدني كما أنا لم أتغير، بل العكس أنا بسبب التعليقات بدأت أتخلي عن بعض الأشياء، ولأنني أصبحت شخصية عامة والناس يمكن أن تعلق في حاجاتي لذلك غيرت في بعض الأشياء، ومضت بالقول: أنا بفتكر نحن كسودانيين "الحناء والزينة" جزء من ثقافتنا، للمرأة المتزوجة، وأنا جاية من وسط السودان وأنا متصالحة جداً مع نفسي). هكذا ترجلت الوزيرة أميرة في صمت عن وزارة مهمتها معالجة أوجاع الناس، تركت من خلفها صغاراً زغب الحواصل يرجون رحمة الله, وتركت خلفها حملاً ثقيلاً للذي يأتي من بعدها بعد أن رسمت فرحة في أوجه الأيتام, رسمت كذلك أدب الاستقالة فهي أميرة أجمع عليها الكل. يقول عنها سكرتيرها الصحفي "فقدت الوزارة أميرة، ويعتبر فقدها خسارة كبيرة خرجت وتركت الباب مفتوحا خلفها", مشيراً إلى أنها استطاعت أن تجد الإشادة والتقدير مرتين على التوالي من البرلمان قدمت بيانين ووجدت بهما الإشادة وهي أكثر وزيرة استطاعت أن تجوب كل ولايات السودان، فضلاً عن أنها استطاعت أن ترسخ للعلاقة بين الشمال والجنوب بعد اتفاقية السلام، ونادت بعد الانفصال بربط العلاقة بجسر من التواصل بين البلدين، واستطاعت تسوية معاشات العاملين بالجنوب في فترة وجيزة بعد الانفصال, مؤكداً أن من أكبر إنجازاتها التي قامت بها حسم ملف السكة حديد وملف معاشات البحر الأحمر الذي ظل مجمداً منذ العام 2005م، وقامت بعمل أول دراسة لحصر الفقراء في السودان "المسح الشامل". أما عمن سيخلف أميرة بالوزارة، قال: إنه لا توجد تنبؤات، وأضاف، (بحسب أن الوزارة ضمن حصة "المؤتمر الوطني" سيخلفها امرأة من الحزب نفسه). تقول عنها الوزيرة السابقة سناء حمد: هي أنموذج للمهنية والجدية والمبادرة ووضوح الهدف والوعي, ترجلت عن كرسي الوزارة ليس لخطأ ولا قصر همة ولا غضب ولا مزايدة ولا ضغط وليس لخطأ أو تقصير تطلب ذلك, وترجلت وقيادة البلد بها متمسكة تراجعها في قرارها لأشهر خلت, ترجلت وقد كتبت اسمها بأحرف من نور في تاريخ العمل الاجتماعي في السودان, ترجلت براً بوالدتها وقد امتحنها الله في صحتها وعافيتها، وتمضي بالقول لتؤكد أن أميرة جميلة المخبر والمظهر لقد كنت وستظلين قيادة مشرفة نباهي بها. وختمت حديثها قائلة: شكراً أميرة، وستظلين ملكة على قلوب إخوتك وأخواتك، أنت ملكت القلوب ونلت الاحترام بحق.