يعد الأخ د/ غازي صلاح الدين العتباني أحد رموز الحركة الإسلامية الذين جمعوا بين مدرستي التربية والسياسة. وهو مفكر ومثقف ومنصف ومؤتمن ويتميز على الكثيرين ممن عرفنا بالصدق والموضوعية والجرأة في الحق وأحسب أن شهادته على إحقاق الحق غير مشروخة أو مجروحة فيما يقوله. قصدت أن أسوق هذه المقدمة لإبداء الرأي حول ما كتبه الدكتور عبر جريدة الصحافة الغراء عن خمسة رموز هم محل اجماع السودانيين ومكان تقديرهم ذلك لما لهذه الرموز من مواقف وطنية مشرفة وأدوار في الحياة الاجتماعية والدينية إلى جانب أنهم النموذج في القدوة والسلوك وهم الشريف حسين الهندي والسيد الهادي المهدي والشيخ صادق عبد الله عبد الماجد والأستاذ الشهيد محمد صالح عمر والشيخ محمد هاشم الهدية. لقد طالعت بتاريخ الاثنين 7 ربيع الثاني 1434 الموافق 18 فبراير 2013 العدد 7022 بجريدة الصحافة الغراء وتحت عنوان (رجال حول الوطن) الإمام الهادي عبد الرحمن المهدي بمثاله تبقي راية الدين منصوبة وقد مهد الدكتور غازي في تناوله لهذه الشخصيات بقوله: هذه إعادة نشر لقصاصات نشرت على الفيسبوك بناء على طلب من مجموعة من الشباب وهي ليست رواية تأريخية للأحداث ولا ترمي إلى ايراد رؤية نقدية للشخصية المعنية بل هي قصاصات كتبت ابتداء بنية ابراز ملاحظات ايجابية أو انطباعات ذاتية عن الشخص المذكور. لقد كنت أمني نفسى بسياحة فكرية سيما وقد بشرت الصحافة القراء الكرام بقولها قريبا ينضم الكاتب الدكتور غازي صلاح الدين. طالعت انطباع الكاتب عن شخصية الشريف حسين ولم أضف جديدا الى معلوماتي السطحية فحارى الكاتب باختزاله للادوار الوطنية التي لعبها السياسي المرموق الشريف حسين الهندي فهو بمنظور وانطباع الكاتب أشبه حالا بجندي متمرد يحمل السلاح وهو العميل رقم صفر عجبا. وتوالت قراءتي لبقية الشخصيات فلم أجد الا مواجع فالأوصاف السطحية سيطرت على انطباع الكاتب فالشيخ صادق أشبه بشجرة الدوم والشهيد محمد صالح وشلوخه وشيخ الهدية الموظف المتسول لجمع المال وتوظيفه في الدعوة والإمام الهادي المتقارب فكريا لحركة الاخوان والمتصارع مع ابن أخيه السيد الصادق على كرسي الإمامة. ليتك أخي غازي كم تكتب هذه الانطباعات السطحية والتي بدأت من اقتباسك العنوان المستوحى من كتاب خالد محمد خالد (رجال حول الرسول) فهل ضاقت مفردات اللغة حتى تحبس قلمك وفكرك في عنوان لاكته الألسن حتى مسخ؟ لقد شح وضن الأخ غازي بمعلومات كثيرة يملكها عن الشخصيات التي كتب عنها واكتفى بأنها رواية لا تحمل فكرة نقدية ليتها حملت الفكرة النقدية حتى يستفيد منها شباب الفيسبوك الذين طلبوا منك أن تمدهم بما جهلوه وغاب عنهم فما الذي جعلك تحجم عن النقد العلمي الموضوعي حتى تملك هذا الحيل حقائق التاريخ؟ ويذكر الأخ د. غازي بأنه طلب اليه أن يكتب وليته كتب بمحض ارادته ولكني في هذا المقام بالذات لا الومه لان معظم مفكرينا لا يبادرون إلا إذا طلب اليهم أن يفعلوا وما هم بفاعلين إلا على كسل ومجاملة. أخي الكريم.. إن المعلومات البدهية التي أوردتها عن رموز وطنك هي معلومات يعرفها العامة قبل الخاصة فلا تحرمهما أخي الكريم من رفيع أدبك وثاقب فكرك فأنت رمز بحجم الوطن وأعلم أن شباب الفيسبوك يشبع نهمه سندوتش المعرفة ونحن جيل لا تشبع نهمه موائد المعرفة فهلا كتبت لنا ولهم؟! أخوك/ الإمام عبد الباقي الإمام مدير المركز الإعلامى التربوي ولاية الخرطوم