قام المؤلف المسرحي والسيناريست الشهير(صديق مساعد) بإحراق كل أعماله الدرامية ودموعه تسيل على خده من فرط (الحسرة)، وذلك عقب أصابته بمرض (تليف الكبد) والتجاهل الكبير الذي تفاجأ به من كل الجهات المسؤولة عن الثقافة والمبدعين في هذه البلاد، خصوصاً بعد أن دفن الجميع رؤوسهم – وكالعادة- تحت الرمال عندما قرر الأطباء علاجه بالخارج. أصدقكم القول انني عندما طالعت الخبر الذي أوردته الزميلة (فنون) على صدر صفحتها الاولى صباح امس، لم اندهش كثيراً، لأننا تعودنا على أن يعاني مبدعونا وان يرتدوا سترات التعذيب وطواقي الوجع ويلتحفوا بأغطية التجاهل (المزمن) لقضاياهم ولهمومهم، لكن كان مصدر دهشتي الحقيقي هو وصول الحال باولئك المبدعين ل(حرق) كل إبداعهم من فرط اليأس، تماماً كما فعل صديق وهو ينهض متثاقلاً من فراش المرض، ويأمر ابناءه بإحضار كل أوراقه وأعماله-بلا إستثناء- ثم يحرقها وعيونه تذرف الدمع السخين. بالله عليكم..كيف يفكر (العباقرة) من القائمين على امر الثقافة والدراما والادب في هذه البلاد..؟ وما هو رأيهم في الطريقة التى احتج بها صديق على ما يحدث..؟..بالتأكيد لن نجد إجابة، لأن المبدعين اصلاً في هذه البلاد يسألون لسنوات دون أن يجدوا إجابة..ليصل الحال بهم في نهاية المطاف إلى حرق (التاريخ) وليس الاوراق، واخاف أن نستيقظ غداً لنبحث بين اكوم الرماد عن بصيص امل فلا نجد.. عموماً هي رسالة- لن تكون الاخيرة- في بريد الجهات المسؤولة عن الثقافة في بلادي، وهو رهان أخير على انهم لا يزالون يعرفون ما هو حجم المبدع..هذا وإلا فليحرق صديق ورفقاؤه اعمالهم..وليستمتعوا بها وهي تذوب بين احضان اللهب..تماماً كما تذوب صحتهم بسبب تجاهل تلك الجهات..ولا حول ولا قوة إلا بالله. برافو (افراح): انتقدنا كثيراً الفنانة الشابة افراح عصام، وألهبنا ظهرها بسياط النقد من اجل أن تتطور وتستطيع حجز مقعد لها وسط الاصوات النسائية الكبيرة، ومثلما انتقدناها سابقاً، لابد أن نسجل صوت اشادة بها اليوم وبكل مهنية، وهي تقوم ببذل مجهود كبير لإنتاج مجموعة من الاغنيات الخاصة التى وجد بعضها قبولاً كبيراً منها اغنية (القلب البعتو) التي قاسمها اياها الشاب المبدع الجزار، بينما استمعت لأغنية جديدة لأفراح لا تزال في طور التجهيزات وهي تحمل اسم (اعتزلت الحب) وبصراحة اعجبت جداً بها، وبالطريقة المميزة التى سيتم إخراجها للجمهور بها، وبهذا تؤكد أفراح فعلاً أنها فنانة تمتلك افقاً واسعاً وتستفيد من النقد لتطور مسيرتها الفنية، وليست كآخريات يعتبرن أن النقد هو مجرد (استهداف) لعقد صداقات معهن.. بالتوفيق افراح. شربكة أخيرة: شكراً للإدارة العامة لشؤون المستهلك بوزارة المالية وهي تقوم بإستجابة سريعة لما أوردناه أمس بهذه الصفحة بخصوص بيع بعض المتاجر لسلع إستهلاكية منتهية الصلاحية، وهذا يعكس مدى اهتمام تلك الجهة بما يثار من قضايا خدمية تخص المواطن، ويعكس كذلك مدى نجاح الشراكة المثمرة ما بين الصحافة و(بعض) الجهات المسؤولة، ولن نقول كلها لأن بعضهن وبصراحة (يبدع) جداً في تطبيق المثل القائل (اضان الحامل طرشاء).!