وزير الدفاع .. كشف حساب! وزير الدفاع: سنهتم بفرد القوات المسلحة عقب انتهاء ثورة المباني والتحديث العسكري عبد الرحيم محمد حسين: القوات المسلحة أكملت استعداداتها القتالية وخلال يوم أو يومين ستكون في مهاجرية الزبير يطلب من نواب البرلمان التوجه لمسارح العلميات للقاء الجنود ورفع الروح المعنوية تقرير : عبدالباسط إدريس تصوير : أحمد طلب قرعت الأجراس لأكثر من مرة، وتجاوز الزمن المقرر لاستماع البرلمان لبيان وزير الدفاع الفريق عبدالرحيم محمد حسين لحوالى النصف ساعة. النواب الذين كانت أغلبيتهم المطلقة من حزب المؤتمر الوطني توزعوا على مقاعد كافتيريا المجلس متعبين بعد اجتماع مضنٍ عقدوه خارج أسوار البرلمان تعلق بأمر كتلتهم البرلمانية. الآذان الصحفية كانت مشرعة لالتقاط همساتهم حول اجتماعهم آنف الذكر ثم تواترت التساؤلات فمساء أمس الأول أبلغتهم اللجنة التي كونوها برئاسة هشام البرير للاتصال والتشاور مع قيادة الحزب حول إعفاء د.غازي صلاح الدين من رئاسة الكتلة أنها بحاجة إلى مهلة إضافية حتى الخميس بغية إكمال مشاوراتها وإجازة اللائحة محل الجدل. وكان مقرر أن يلتقى نواب الكتلة في اجتماع مكتمل مطلع الأسبوع المقبل، فما الجديد الذي دعاهم لاجتماع صباحي قبل انتهاء مشاورات لجنتهم .. همسات النواب كانت تقول إن العتباني دعا لذلك الاجتماع وأبلغهم قبوله بقرار المكتب القيادي لحزبهم هنا. قرعت الأجراس للمرة العاشرة وتوالى دخولهم إلى القاعة بعد انقضاء حوالي نصف الساعة من الزمن المقرر لبداية الجلسة .. داخل القاعة لم يكن الأمر يحتاج إلى تلك الأصوات المرتفعة .. حيث كان النائب البرلماني إبراهيم أحمد عمر يجلس على مقعده واضعاً يده على خده، و كانت نظرة عابرة إلى وجهه تكفيك رهق البحث عن التفاصيل ولكن هل كان لتلك النظرات أن تدوم؟ هيهات فهاهو النائب عوض الجاز يقطع على الرجل خلوته متجاذباً معه أطراف الحديث قبل أن يختفيا عن الأنظار عقب بيان الوزير. السمات العامة برئاسة نائبة رئيس المجلس الوطني سامية أحمد استمع البرلمان أمس إلى بيان من وزير الدفاع الفريق أول عبدالرحيم حسين الذي اصطحب معه قادة القوات البرية والبحرية والجوية والاستخبارات العسكرية. فالأوضاع الأمنية بالبلاد سيطرت على بيان الوزير حيث وجد نفسه على الهواء في جلسة أراد لها أن تكون مغلقة ولكن الرجل استجاب إلى الدعوة كما هي ووقف مزجياً التحية العسكرية للمنصة، ثم وضع النقاط على الحروف وأضاء كثيراً من الملابسات حول الأوضاع الأمنية بالبلاد. بدأ وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين حديثه برفاقه في القوات المسلحة حيث دعا للاهتمام بفرد القوات المسلحة عقب انتهاء ثورة المباني والتحديث العسكري، وهنا قال الوزير إن همه الشاغل تحسين أوضاع الأفراد وجعل القوات المسلحة جاذبة مبدياً استعداده لتلقي أية مساعدة وسماع أي نصيحة في هذا الصدد . المحور الثاني في بيان الوزير ربما كان موجهاً بشكل أدق إلى الرأى العام الداخلي للانتباه إلى الظروف المعقدة وثقل المسؤوليات التي تضطلع بها القوات المسلحة في مسارح العمليات المفتوحة والمحتملة بالتركيز على جنوب كردفان ودارفور والشريط الحدودي مع الجنوب. حشود وخروقات وزير الدفاع فجر أمس مفاجأة من العيار الثقيل حين كشف بصورة غير مباشرة لأول خرق تعرضت له المنطقة الآمنة والمنزوعة السلاح قائلاًً إن دولة جنوب السودان قبل توقيع الاتفاقية الأمنية قدمت دعماً ثقيلاً للحركات المسلحة ودفعت بتلك القوات إلى داخل البلاد إلى جنوب خط السكة حديد ووادي هور وبحيرة الأبيض وأشار إلى أن القوات المسلحة لاحظت منذ بداية العام الحالي ذلك حيث دخلت قوة تابعة لحركة مني أركو وحركة الوحدة جناح كاربينو بعدد 120 عربة محملة بالأسلحة وقوة حجمها 650 فرداً وفي نهاية فبراير الماضي دخلت قوة من حركة العدل والمساواة بعدد 45 عربة من منطقة ميوم ووصلت إلى وادي هور في التاسع من مارس وفي الأول من إبريل. وأضاف بأن قوة للجبهة الثورية تم تجميعها شمال فاليوم شمال الحدود وارتكزت فى منطقة الأبيض، وقال حسين إنها منطقة يفترض أن تكون منزوعة السلاح، وكشف عن تقديم شكوى في هذا الأمر مؤكداً أن المراقبين سيصلون للمنطقة وأشار إلى أن القوة تابعة للفرقة التاسعة بقيادة عبدالعزيز الحلو بعدد 500 فرد و45 عربة لاندكروزر مسلحة وقوات العدل 400 فرد و63 عربة لاندكروزر مسلحة وقوات مني 150 فرداً و22 عربة مسلحة وقوات عبدالواحد محمد نور بقوة مكونة من 100 فرد يتجمعون في عدد من النقاط منوهاً إلى أن تلك الحركات تسعى لاستهداف المدن الكبرى وعزلها اقتصادياً وترويع المواطنين ونهب ممتلكاتهم وتهديد مواقع البترول وإعادة الموقف في دارفور إلى المربع الأول والتأثير على مؤتمر المانحين والتأثير على خطط العودة الطوعية للنازحين. معارك لبدو ومهاجرية وحول ماجرى مؤخراً بدارفور توقف الوزير عن تلاوة البيان لشرح الجهود الأمنية عقب تصدي القوات المسلحة للمتمردين في منطقة جنوب شرق نيالا في منطقتي ( امقولو وابق راجل) وتدمير عدد من الآليات الثقيلة للمتمردين شارحاً بالقول أن القوات ارتكزت بعد ذلك جنوب خط السكة حديد وكشف عن اكتمال العدة للقضاء على المتمردين غير أنه قال إن والي جنوب دارفور أبلغهم بأن أوضاع ولايته صعبة من الناحية الغذائية والوقود الأمر الذي قال أنهم اضطروا فيه لوقف العمليات العسكرية إلى حين تحريك العربات التي قال إنها تكدست بطول 22 كيلو متر بها نحو 800 عربة تانكر محملة بالوقود. وأشار إلى أن القوات المسلحة تمكنت من إدخال الطوف التجاري مشيراً إلى أن الشرطة كانت تقوم بتأمين الأطواف ولكن في ظل تناقص قدرة الشرطة أضحت المهمة على عاتق القوات المسلحة وهنا دعا الوزير إلى ضرورة دعم الشرطة حتى تقوم بهذه المسؤولية قبل أن يمضى إلى القول أن القوات المسلحة عقب إدخال الطوف التجاري أكملت عدتها أيضاً للدخول في معركة حاسمة مع المتمردين في ودقنجا وابق راجل لكنه قال إن اتصالاً آخر مع والي جنوب دارفور أخبرهم فيه أن كميات الوقود التي وصلت نيالا كانت تجارية بنسبة 80% ولم تستطع الولاية السيطرة عليها وأن المدينة ستتوقف بعد ثلاثة أيام وقال " للمرة الثانية أوقفنا العمليات"حيث تجمع (1,560) تانكر وقود وشاحنة في الضعين وكان لابد من وصولها وتأمين الطوف التجاري حتى يدخل نيالا وهذا ما كان.. معتبر أن توقف العمليات العسكرية أغرى من وصفهم بالمرتزقة بمهاجمة لبدو ومهاجرية وأكد الوزير أن القوات المسلحة أكملت استعداداتها القتالية واضحت على بعد كيلومترات من مهاجرية وأضاف "خلال يوم أو يومين سنكون هناك إن شاء الله". تأمين واستقرار أما بشأن الأوضاع في جنوب كردفان حمل بيان وزير الدفاع تطمينات عالية باستقرار الأوضاع الأمنية وبسط القوات المسلحة سيطرتها وإنهاء تهديد متمردي الفرقة التاسعة للجيش الشعبي في استهداف المدن الكبيرة وكشف عن مخططات نفذتها القوات المسلحة لتأمين مدينة كادقلي وقال إن قطاع كادقلي يسوده هدوء تام بفضل تكثيف عمليات الأمن بالمدن الكبرى لولاية جنوب كردفان وتأمين خط الأنابيب من محطة بكنو إلى محطة الدبيبات وتأمين الطرق من الدبيبات إلى كادقلى بواسطة أتيام متحركة واستمالة العناصر الراغبة في السلام والانسلاخ من المتمردين الأمر الذي قال إنه أسهم في توقف قصف المدن الكبرى من قبل المتمردين و أشاد بجهود الفرقة (22) بابنوسة التي قال إنها تضطلع بمهام استراتيجية في تأمين الحدود بطول 326كلم وتأمين التعدين ومناجم الذهب ومكافحة التهريب. نداء عاجل أبرز المداخلات التي جاءت عقب انتهاء وزير الدفاع من بيانه من الأمين العام للحركة الإسلامية والنائب البرلماني الزبير أحمد حسن التي دعا فيها وزير الدفاع للاهتمام بأفراد القوات المسلحة واستحقاقاتهم ومخصصاتهم ومرتباتهم وأضاف مخاطباً الوزير بالقول :" هذه الأساسية هي الضرورية القصوى وينبغي عليك وأنت مسؤول أن تعمل لذلك " وأضاف بأنه على الرغم من التحديات إلا أن الوزير غير معذور كما الجميع في القضاء على التمرد ووصف مايجري في البلاد بأنه خطة كاملة تستهدف البلاد من أطرافها وتقوم عليها الجبهة الثورية التي تعمل على إثارة الاضطرابات في العاصمة والمدن تحت ما يسمى أحياناً بالثورة وأحيانًا بالانتفاضة المحمية بالسلاح. وقال الزبير إن العدو صار الآن مكشوفاًً ودعا في ختام مداخلته وزير الدفاع إلى الاهتمام بالعمل المعنوي والتوجيهي في القوات المسلحة وبادر بأن طلب من نواب البرلمان التوجه لمسارح العلميات للقاء الجنود ورفع الروح المعنوية لهم.