هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته لم تدهشني نتيجة التحقيق الذي اجرته ولاية الخرطوم فيما يتعلق بتحقيق نشرته (السوداني) في السابع من يناير الماضي بعنوان (درهم واسطة ولا قنطار شطارة) حول تعيين (3) من أسرة واحدة بوزارة التخطيط العمراني بالولاية حيث تجمع المقبولات بتلك الوظائف صلة قرابة من الدرجة الأولى بموظف رفيع بوزارة التخطيط، وإبتداء يجب علينا الثناء والتقدير لإستجابة والي ولاية الخرطوم د. عبدالرحمن الخضر لما نشر وحرصه على تشكيل لجنة تقصي حقائق ومتابعة التحقيق بنفسه وللجهد الذي بذله الرجل الخلوق الأمين العام لحكومة الولاية الجيلاني تريبو والذي كلفه الخضر بإجراء التحقيق، إلا أن توقعي للنتيجة كان لقراءة مؤشرات محددة انتهجها الولاية متمثلة في وزير ماليتها المهندس صديق علي الشيخ الذي تتبع لجنة الاختيار لوزارته والذي جزم قبل الشروع في إجراءات التحقيق بأنه لا توجد تجاوزات في الاختيار للوظائف، ووفقا لمصادر عليمة ومقربة من مراكز اتخاذ القرار داخل حكومة الولاية فإن وزير المالية تباطأ في الشروع في إجراء التحقيق، وعلى النقيض من ذلك سارع وزير التخطيط العمراني الفريق مهندس الرشيد فقيري في إجراء تحقيق، واول إجراء اتبعه هو تكليفه للمعنيين بوزارته بإحضار شهادات الجنسية للمقبولات بالوظائف بوزارته لمطابقتها مع جنسية الموظف الرفيع بالوزارة حيث توضح الجنسيات اسم الوالدة، واتضح بما لا يدع مجالا للشك تطابق اسم الموظف مع اسم والدة الشقيقتين وتطابقه مع اسم والد الثالثة، عقب التأكد من هذه الناحية خاطب فقيري وزارة المالية بالولاية عبر والي ولاية الخرطوم للتحقيق في الامر ومدهم بملف التحقيق الذي اجراه رافضا تماما أن تكون محض صدفة هي التي أهلت (3) من اسرة واحدة للتعيين في وزارة يشغل فيها خالهم وظيفة رفيعة بها. النتيجة ايضا لن تدهش اكثر من (63) ألف خريج تقدموا لهذه الوظائف فهم إعتادوا الظلم والإقصاء، ومصادري تؤكد أن عدد المؤهلين ل(5) آلاف وظيفة للعام 2012 بلغ (49) الف خريج منهم ما يفوق ال(300) خريج اجتاز الامتحانات التحريرية لوزارة التخطيط العمراني وتأهل للمعاينات الشفهية لوظائف المهندسين المعماريين (126) متنافسا تم اختيار إحدى قريبات الموظف الرفيع لتنال وظيفة بالوزارة، اما فيما يتعلق بوظائف الجيولوجيين فقد تنافس عليها (55) خريجا حظيت القريبة الثانية للموظف الرفيع بالوظيفة رغم ترتيبها السابع من اصل (7) تم اختيارهم، اما القريبة الثالثة -وندعو أن تكون الأخيرة في الأسرة في طلب التوظيف لتسمح لجنة الاختيار للغبش والغلابة في نيل حقهم في الوظائف عبرها- كانت ضمن (113) متنافسا. التقرير الذي بعثه المكتب التنفيذي لوالي ولاية الخرطوم حول نتائج التحقيق مع لجنة الاختيار بالولاية حول وظائف وزارة التخطيط العمراني والبنى التحتية، يبدو أنه اغفل متعمدا توضيح ما إذا كانت الدرجات التي حصلت عليها المتقدمات موضوع الحديث هي الاعلى مع نظرائهن، فيما لم يذكر غير الدرجة التي أحرزتها واحدة فقط من المتقدمات. ويقول التقرير: توصلت اللجنة المكلفة بالتحقيق عقب الوقوف على كل الإجراءات والحصول على معلومات بخصوص القضية المثارة توصلت إلى انه: 1/ تمت كل الإجراءات والضوابط باستيفاء تام لكل خطوات الاختيار وفق القوانين واللوائح المنظمة من حيث الإعلان والتقديم والامتحانات والمقابلات الشفهية. ونقول: لم يشكك التحقيق الصحفي -الذي اجريته- في إجراءات الإعلان عن تلك الوظائف، وبما أن الشيء بالشيء يذكر فإن هذه النقطة اغفلت عن قصد او دونه أن الامتحانات التحريرية التي خضع لها المتقدمون لتلك الوظائف خاصة خريجي جيلوجيا كان تخص خريجي هندسة التعدين وحين أدركت الجهة المسؤولة الخطأ عمدت إلى إعلان كل المتقدمين بالخضوع للمعاينات الشفهية. وتتفرع من النقطة (1) النقطة (أ) والتي تقول: تحسب للخريج الاقدمية بسنة تخرجه فالاقدم تخرجا هو الاعلى درجة والاحدث تخرجا هو الاقل درجة بالإضافة الى مؤهله العملي. ونقول: كان الاجدر بلجنة التحقيق في إطار الشفافية أن تذكر أن المتقدمة الثالثة هي خريجة العام 2011م والمعاينات بدأت في العام 2012، تليها ابنة عمتها والتي تخرجت في العام 2009. وإذا كان صحيحا ما اوردته لجنة التحقيق فنسألها: اولم يتقدم لهذه الوظائف من تخرج في التسعينات من القرن الماضي وهم كثر؟ (ب) وضعت اللجنة موجهات لمهام لجان المعاينات يتم إلزامهم بها وتراقب لجنة الاختيار تطبيقها بكل دقة. نقول: فات على من صاغ التقرير -مع إحترامنا له- أن يوضح من هي اللجنة التي وضعت الموجهات لمهام لجان الاختيار؟ وهل هذه الموجهات صدرت بعد استيعاب ثلاث من المتقدمات من أسرة الموظف الرفيع؟ وهل كانت هذه الموجهات حاضرة حين فشلت احداهن في إيجاد ترجمة كلمة (State) الى العربية؟ وهل كانت حاضرة حين سئل بقية المتقدمين عن معرفتهم بالغناء؟. (ج) تؤدي لجان المعاينات القسم للعمل بكل نزاهة وتجرد وحيدة وأن تلتزم بأسس وموجهات لجنة الاختيار دون محاباة لأحد. نقول: قسمهم هذا يسألون عنه يوم الموقف العظيم يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه. واورد التقرير في نقطته الثالثة اسماء ووظائف اعضاء لجان المعاينات لكل واحدة من الثلاث، والدرجات النهائية للمعاينة في حين لم تذكر الدرجة التي احرزتها المتقدمات. اما النقطة الرابعة فيشير التقرير فيها إلى أن لجنة التحقيق لم تلاحظ اي تبديل او كشط او تعديل في الكشوفات الخاصة بالمعاينات. نقول: لم يذكر في التحقيق الصحفي المنشور أن هناك كشطا قد حدث بل اثبتت الصحيفة بالدليل القاطع والذي لم تستطع حكومة ولاية الخرطوم مجتمعة نفيه بأن المتقدمات الثلاث هن على صلة قرابة من الدرجة الأولى بالموظف الرفيع بوزارة التخطيط العمراني، وهو ذات الدليل الذي اهملته لجنة تقصي الحقائق عن عمد وابتعدت عن ذكره في نتيجة التحقيق. لا املك في الختام غير أن اقول: "حسبي الله ونعم الوكيل".