السودان واحد من البلاد التي حباها الله نعمة الوجود في القارة الافريقية مع الانتماء للأمة العربية، وهذا الأمر _بالضرورة_ ليس وقفا علينا فمثلنا دول كثيرة مثل مصر وليبيا والصومال وموريتانيا وكل دول المغرب العربي وغيرها، ولكن السودان ظل يتزعم هذه المحطة المشتركة بتميز واضح ،إلى أن سلبه هذا الحق القذافي بفكرة (جنونية) مبنية على التخلي عن العرب والاتجاه الكامل لافريقيا! قد يقول قائل : لم يكن السودان وحده في هذه المحطة ، وهذا صحيح ، ونقول: لكنه كان الأكثر تأثرا بما تتأثر به افريقيا من بين شبيهاته من الدول بسبب الموقع الجغرافي المتميز وطبيعة السكان خاصة قبل انفصال الجنوب. السودان الآن يعود للساحة باستضافته لمؤتمر الأحزاب الافريقية المزمع انعقاده في الأيام المقبلة، يعود وقد تجسرت أواصر الثقة بينه والقارة السمراء ، وذاق حلاوة المواقف الأفريقية معه في كثير من القضايا الشائكة ، مثلما أنه أسهم في تقوية الصوت الأفريقي بقبوله المساهمات الافريقية في حل مشكلاته ، وهذا العود أحمد يؤكد الانتماء الافريقي الأصيل، حتى بعد انفصال الجنوب! التوجه نحو افريقيا _دون التخلي عن البعد العربي_ منهج ناضج لسياسة ترجو القبول الدولي وتأمل في الانفراج، فافريقيا التي يظنها البعض رجل العالم المريض وموطن الأدواء المتأصلة، الجهل والفقر والمرض، هي القارة الموعودة بنهضة شاملة اذا ما اتحدت وتوحدت ثم استثمرت قدراتها بصورة جيدة. السودان مؤهل لانطلاقة اتحادات افريقية في كافة الضروب سواًء أكانت اتحادات رياضية أو منظمات اقليمية أو اتحادات أحزاب أوغيرها، لما له من كسب تأريخي وصلات قوية مع كثير من الدول ولتميزه الجغرافي ، ومثل هذه المؤتمرات تدفع ايجابا باسهامه في الموقف الافريقي بصورة مثلي. الذي يعرفه الكثيرون ولكنه يحتاج لتذكير ، أننا الشعب الوحيد في القارة الذي حمل لونها المميز، فالسودان كلمة تعني أصحاب اللون الأسود وهي عكس البيضان، وهذا الاسم_ وان كنا نأمل أن يغير إلي جمهورية النهرين أو جمهورية النيلين أو جمهورية الخرطوم وعاصمتها الخرطوم أو جمهورية سنار، كما صرحنا بذلك سابقا_، إلا أننا نستطيع أن نقول: إنه مؤشر لأصالتنا في هذه القارة مع عدم ترفعنا علي لونها الذي يعتبره المترفعون من الأربيين وغيرهم ، سبة تدعو لاستحقار صاحبها ، ولذااستعلوا علي بني جلدتنا بألوانهم واحتقروهم ومارسوا عليهم العنصرية لا سيما في جنوب افريقيا! وكذلك ، نذكر بأننا شعب فخر بهذه القارة وتغني بها ، ليس فقط بقضاياها وإنما بقرن اسمها باسم بلاده: أنا افريقي.. أناسوداني. فمرحبا بالأشقاء في خرطوم التحرر والاستقلال . هامش: عليكم الله، نظفوا الخرطوم (الولاية) _علي الأقل_ هذه الأيام عشان ما تفضحونا مع الضيوف ، هذا مع تقديري الخاص جدا لجهود الأخ عمر نمر المبذولة في الأيام الفائتة والتي ستثمر خيرا إن شاء الله.