المركب المعنية ليست لود عمار إنما لرجل آخر يأتي اسمه على ذات ايقاع ود عمار وقد حذفنا الاسم الحقيقي لعدم تيقننا إن كان أهل هذه المركب يرضون الاسم أم لا يرضونه ، فعنها يقال:(كلما دخل حمار انقطم مسمار) وعليه تصبح المقولة بعد تصرفنا فيها: (مركب ود عمار كلما دخل حمار انقطم مسمار)! المركب هذه ربما تكون من أجود المراكب لكن قدرها أنها ملك رجل اسمه يصلح للسجع مع كلمتي(حمار) و(مسمار)، وربما تكون غير ذلك وفي كل الأحاويل فهذه المركب صارت رمز (الهلهلة) والعمل غير الناضج! لا أدري لماذا ربطت بين هذه المركب و(مركب السلام) في بلادنا ، فكلما نتقدم خطوة في مسيرة السلام ونستوعب فصيلا مقاتلا ونقتسم معه الثروة والسلطة ، يخرج فصيل آخر كان ضمن صفوفنا فيحمل السلاح ضدنا ويقاتلنا ، فبدخول الجديد نخسر القديم وينكسر (مسمار) ، إلى أن وصلنا قمة التضعضع بخروج الجنوب الحبيب ،أرضا وسكانا . كثير من اخواننا المفاوضين الذين (أدمنوا) التفاوض وسفره المتواصل واقاماته الطويلة، يظنون أنهم يبذلون مجهودا تعجز عنه الجن والانس من سكان أرض (المليون ميل ناقصا الجنوب)، ويحسبون أنهم يصنعون ما لم يقدر على صنعه الأوائل ولن يقدر عليه الأواخر، لكن الحقيقة أن أي صاحب مقدرات عادية من الذين حظوا بقدر مناسب من التعليم، يمكنه أن يقوم بهذا الدور بل و يستطيع أن يكتب نتيجة التفاوض قبل بداية المفاوضات ويتخيل السيناريو الذي يسبقها والآخر الذي يلازمها والأخير الذي تتوج به. كل مفاوضاتنا تبتدئ بحلم الجماهير وأشواق المجاهدين و أفكار المنظرين، وفحوى ذلك أن نطرح ما يمكن أن نكسب به للوطن أقصى ما يمكن كسبه ، ثم يصعّد أعداؤنا الحرب ضدنا ميدانيا، ويفتحوا لنا جبهات تكون فيها مساحات للعمل الاغاثي أو ما يعرف بالعمل الانساني، ثم يضغطنا الغرب و(أممه) المتحدة، فنتصلب قليلا ثم نستجيب لقولة الحق التي يراد بها باطل(العمل الانساني)، يرجع المحاربون لطاولة المفاوضات، مدعومين بالدعاية الغربية والتعاطف الأممي، أمام ذلك، نقدم تنازلات(لهثا) خلف النجاح، ويقدمون مثلها (لهثا) وراء الكراسي، نقتسم معهم السلطة ونعطيهم كراسي متقدمة في الدولة، فيدخولون إلي القصر حكاما ، وبدخولهم يذهب آخرون كانوا معنا، (الغابة) متمردين، ويستمر السيناريو: (دخلت نملة وأخدت حبة ومرقت، وتاني دخلت نملة وأخدت حبة ومرقت)، حتى صار من الملاحظ أن معظم من بالغابة كانوا بالقصر والعكس صحيح ، وفي كل الأحاويل تكون النتيجة هي، أن ينكسر مسمار بل مسامير، من مركب هذا الوطن الجريح! عزيزي القارئ: ما رأيك لو تكرر ذات السيناريو مع قادة قطاع الشمال ودخلوا القصر وجلسوا في الكراسي المتقدمة؟ أنا_شخصيا_ أكاد أجزم أن هذا ما سيحدث، وليس لدي مانع لو كان هذا سيوقف نزيف هذا الوطن ويحقق السلام ، وليس لدي مانع من الصبر على تبجح عرمان وعقار لو اخلصوا صلحهم ولم يمثلوا لنا دور الطابور الخامس داخل بلادنا ! ربنا يستر من مركب ود عمار !