عقب خسارة منتخبنا الوطني لمباراته في الجولة الثالثة لمجموعته المؤهلة إلى نهائيات كاس العالم 2014 والتي أكدت فقدان حلم الصعود بعد سحب نقاط زامبيا، طالبت في هذه المساحة بإحداث تغيير في كلية المنتخب، والتفكير في خلق منتخب شاب يخوض المباريات الثلاث المتبقية في التصفيات أمام غانا وزامبيا ولوسوتو، وليكن نواةً للمنتخب الذي نخوض به تصفيات أمم إفريقيا 2016 المقامة بالمغرب، وقبل ذلك بطولة الشان 2014 التي تستضيفها جنوب إفريقيا. وهذا لا يعني تجاهل أو التقليل من اللاعبين الكبار الذين لا ينكر أحد ما قدموه للوطن، وهم يعيدوننا إلى نهائيات أمم إفريقيا مرتين ويتوجوننا بلقبين في بطولة سيكافا. ولكن التغيير سنة الحياة والعالم كله من حولنا اتجه الآن لتجديد دماء منتخباته، ونضرب مثلا بالكاميرون التي استعادت مجدها بالفوز بأمم إفريقيا الأخيرة بعد أن أجرت تغييرا جزريا في قائمة الفريق، وعلى دربها سارت الإمارات التي توجت بلقب دورة الخليج الأخيرة بالفريق الذي بدأ شبابا وتدرج وصعد إلى نهائيات كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت بلندن صيف العام الماضي 2012 . بل حتى على مستوى الأندية نتابع هذه الأيام ثورة التغيير التي طالت فريق الاتحاد السعودي بعد أن استغنى عن قائده محمد نور ومنح حارسه مبروك زائد وآخرين إجازة حتى نهاية الموسم بسبب فقدانه للدوري وكاس ولي العهد، ودفع بلاعبين من الفريق الرديف فتألقوا وأطاحوا بالهلال والفتح بطل الدوري وصعدوا بجدارة لنهائي كاس الملك وأصبحوا مرشحين للفوز باللقب، وهو دليل على أن اللاعبين الشباب يملكون الطموح ويعملون على تقديم أقصى ما عندهم من أجل تحقيق أحلام الاحتراف وفرض نفسه على الإعلام، عكس الكبار الذين لم يعد لهم ما يقدمونه أو يشجعهم على البذل مع تقدم العمر. وسعدنا بأن الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني بقيادة مازدا لجأ لتجديد دماء المنتخب بعناصر أفرزها الدوري اللممتاز هذا الموسم، وكانت مباراة الأمس أمام منتخب إثيوبيا على شرف العيد الذهبي لمنظمة الوحدة الإفريقية هي ضربة البداية، ورغم الخسارة نقول إنها بداية جيدة قياساً بالظروف التي صاحبت تكوين الفريق، الذي لم يجد فرصة للتمارين، وأغلب اللاعبين يلعبون لأول مرة مع بعضهم، أضف إلى ذلك هطول الأمطار وقلة الأكسجين، وكشفت الكثير من الإيجابيات والسلبيات للجهاز الفني . بداية مشجعة تتطلب مزيد من التجارب وهذه مسئولية الدولة أولا واتحاد الكرة ثانياً بتوفير مباريات خاصة في أيام الفيفا مع توفير كل المعينات إن كنا بالفعل جادين في استرداد مكانتنا على مستوى القارة والعالم. وأيضا مطلوب من الإعلام والجمهور وقفة قوية. المشكلة الوحيدة التي ظلت تطيح بالتغيير هي هجمة الهلال والمريخ على كل لاعب ينضم حديثا للمنتخب دون حاجة، ويكون مصيرهم دكة البدلاء أو التجاهل الكامل، وقد خسر المنتخب العديد من اللاعبين خاصة خط الهجوم، وأضرب مثلاً بعبده جابر والطاهر حماد، بجانب سيطرة الأجانب على خط الهجوم، فضاع بكري المدينة ومحمد موسى ومن قبلهم عبدالحميد السعودي وهنو. خسرنا بأخطاء تمثل دائما العلة الأساسية للكرة السودانية، وأضعنا فرصا أيضا بعدم التركيز.