استمعت لصوت فنان شاب اسمه (فتحي السمري) بالصدفة داخل سيارة امجاد، سألت سائقها بشيء من الدهشة عن اسم الفنان، فقال لي بسرعة: (دا واحد من اولاد الحاج يوسف اسمو السمري)، صمت قليلاً وانا اواصل الاستماع له وهو يردد اغنية (ما مكن تسافر) للفنان الكبير محمد الامين، لاصاب بدهشة حقيقية من تلك الموهبة الادائية التى يتمتع بها ذلك (السمري)، وأقوم فيما بعد بالبحث عن اغنياته في عدد من المواقع الالكترونية، واتأكد بالفعل أن ذلك الشاب هو فنان حقيقي وصاحب موهبة فطرية لم تطلها حتى الآن اضواء الإعلام وذلك لإنشغالها ب(فطيري الموهبة) و(اشباه الفنانين) الذين يملأون الصحف والاذاعات ضجيجاً، دون أن يكون لديهم رصيد أغنيات أو جودة صوت يكفي لذلك. (السمري) هو نموذج حقيقي للفنان (المظلوم)، وذلك بعد منح الشهرة والاضواء للناس بحسب (العلاقات) و(الصداقات) و(صاحبي وصاحبك)، واظن أن ما يعيب (السمري) -على ما يبدو- هو عدم وجود صديق حميم له يعمل في المجال الاعلامي، أو عدم تردده على منتديات (الهشك بشك) ليعرفه الناس اكثر، أو ربما رفضه (لتقديم فروض الولاء والطاعة) للقنوات الفضائية حتى (تتكرم) وتتنازل وتبحث عن توثيق له. نعم..اتحسر جداً على حال الفن في هذه البلاد عندما ارى المواهب الحقيقية ك(السمري) وآخرين يعانون من التهميش وعدم الالتفات لمواهبهم، بينما الاقل منهم في الموهبة وفي المقدرات الصوتية ينتشرون ك(الطفيليات) في كل مكان، ويصرون على عدم التنازل عن مواقعهم ولو لدقيقة واحدة يتم خلالها استعراض تجربة فنية شبابية قادمة بقوة كفتحي السمري، واظن أن معهم الف حق، فهم لو تركوا اماكنهم ولو بحسابات تلك (الدقيقة) فقط، فلا اظن انهم سيستردونها مرة اخرى، وسيتجهون فوراً لمزبلة التاريخ الفني والتى امتلأت عن آخرها وصارت بحاجة ماسة ل(التفريغ).!...عزيزي فتحي السمري...(الله في).! جدعة: عاد الصفا ما بين الفنان الشاب معتز صباحي صاحب (القلب الطيب) وما بين الشاب الجميل طه سليمان بعد سنوات من القطيعة، ولعل عودة الصفا ما بين طه ومعتز خبر مفرح اسعد كل من تهمه مصلحة تطوير الاغنية السودانية فيما يختص بقطاع الشباب، وبالمقابل اغضب الكثيرين من المحبين للاصطياد في الماء (القذر)-وليس العكر- لأن (العكارة) انظف بكثير مما تحمله دواخلهم، وليت طه يقوم فوراً بفك الحظر عن الاغنيات التى اشتراها من معتز صباحي ليؤكد على اكتمال الصلح، وبذلك تطوى وللأبد صفحة الخلاف ما بين هذين الشابين المبدعين جداً. شربكة أخيرة: رحم الله الفنان الانسان نادر خضر واسكنه فسيح جناته، بقدر ما قدم من روائع الاغنيات، وبقدر ما كان انموذجاً مشرفاً للفنان في كل شيء، في الحديث وفي المظهر وفي السلوك.