أعلنت الحكومة الأثيوبية، بشكل مفاجئ، أنها بدأت العمل أمس الثلاثاء في تحويل مجرى النيل الأزرق تمهيداً لبناء سد النهضة، فيما كشف السفير الأثيوبي بالخرطوم عن عرض تقدمت به بلاده بتكوين آليه دولية تضم ستة خبراء اثنان لكل من مصر والسودان وأربعة خبراء دوليين مستقلين للقيام بمعالجة الآثار الناجمة للسد على دول المصب. ونقلت وسائل إعلام مصرية تصريحات بثتها وكالة أنباء "الأناضول" عن المتحدث باسم الحكومة الأثيوبية، بريخيت سمؤون، قال فيها إن "بلاده ستبدأ الثلاثاء في تحويل مجرى النيل الأزرق قرب موقع بناء "سد النهضة"، وذلك للمرة الأولى في تاريخ نهر النيل. وكان وزير الشؤون الخارجية الأثيوبي قد صرح بأن السد لن يؤثر في حصة مصر من مياه النيل، وأن الطاقة الاستيعابية لتخزين المياه التي تصل إلى 84 مليون متر مكعب ستخصص كلياً لتوليد الكهرباء وليس للري. ووصف سمؤون يوم بدء العمل في تحويل مجرى النيل الأزرق ب"التاريخي"، معتبراً أنه "سينحت في ذاكرة الأثيوبيين". وكشفت أثيوبيا عن قبول دولتي السودان ومصر لعرض أثيوبي يقضي بتكوين آليه دولية تضم ستة خبراء اثنان لكل من مصر والسودان وأربعة خبراء دوليين مستقلين للقيام بمعالجة الاثار الناجمة لكل دول المصب فيما يتعلق بسد النهضة الأثيوبي وقال السفير الأثيوبي بالسودان أبادي زمو في مؤتمر صحفي بمقر السفارة الأثيوبية بالخرطوم أمس بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني لبلاده أن السياسة الخارجية قائمة على عدم إلحاق الضرر بالآخرين، مشيراً إلى أن بلاده أجرت مناقشات استمرت 10 سنوات لمعالجة استخدام مياه النيل بطريقة عادلة ومنصفة بين 11 دولة يربط بينها النيل مطالباً الحكومات بالتعاون والانتفاع معاً وأن تعمل على تكامل مصالحها الأمنية وعدم الخوف والشك من الآخرين وأضاف أن على دول الحوض أن تفكر فيما وراء نقطة المياه وأن تتجاوز مناقشة كمية المياه إلى المنافع المتبادلة من كل نقطة مياه مبيناً أن بلاده تهدف لإنتاج 35000 ميقاوات خلال العشرين سنة القادمة وأضاف أن بلاده وقعت عقوداً مع السودان وجنوب السودان وكينيا وجيبوتي ومع دول أخرى لمدهم بالطاقة الكهربائية، مشيراً إلى أن السودان يأتي في المرتبة الثانية بعد جيبوتي في تلقي الكهرباء وأن للبلدين اتفاقيات ولجاناً وزارية رفيعة المستوى برئاسة قادة البلدين.