ينقلون الاخبار..ويحدثون الفتن.. داخل المؤسسات...(طابور خامس)..! الخرطوم: فاطمة خوجلي كان يحادثه كما هو معتاد بينهما في العمل... مطمئناً على حاله وأحواله... عارجاً الحديث إلى تناقل أخبار الزملاء والزميلات... والآخر كان يتعامل معه بحسن نية... ويبدي له عن وجهة نظره فيما يتم تجاذبه من حديث مباشرة دون (لف ولا دوران)... وبعد عدة أيام بدأ الحديث في التداول (همساً وجهراً) دون أن يخلو من (اللت والعجن)... والأنكى أن بعض المسئولين يعملون على تكريس هذه السلوكات ظنا منهم أنها من قنوات الحصول على المعلومات من الموظفين وهذا هو المشكل الحقيقي.. أن يرعى المسؤول ظاهرة كتلك..ويوطن لظهور (طابور خامس) داخل مؤسسات العمل. تذمر وشكوك: بعض الموظفين أبدوا تذمرهم من شخص يسخر جهده وطاقته لخلق العقبات والمشاكل للإضرار بزملائه عن طريق نقل كل (شاردة وواردة) إلى المدير... مما يجعل منه (جاسوساً) داخل المؤسسة، و(طابور خامس) بحسب وصفهم. طرق ملتوية: الموظف محمد عبد الرحيم يرى أنها إحدى الطرق الملتوية للتقرب إلى المدير. لأهداف كثيرة تأتي في مقدمتها الترقية أو زيادة المرتب... ونسب انجازات غيرهم لهم، دون أي جهد مبذول. فيما يرى زميله خالد عبد الفتاح أن المدير الذي لا يثق في نفسه وإمكانياته هو من يقوم بتعيين جواسيس داخل المؤوسسة. وأضاف خالد أن هؤلاء الجواسيس لا ينقلون (الأخبار) كما هي بل (بتموها موية). وربما وصل بهم الأمر إلى تلفيق التهم زوراً وبهتانا. بطانة المدير: الموظفة بأحد البنوك هالة عبد الفتاح تقول: عادة ما يعرف مثل هؤلاء ب (بطانة المدير). لذا من الطبيعي أن يكون الأشخاص الأقرب إلى المدير هم (الطابور الخامس)... هالة تتابع الحديث قائلة: ربما يتناسى المدير (أن من يُخبرك اليوم يُخبر عنك غداَ) (وبالبلدي كدا البجيب ليك بشيل منك). هالة تقول إن مثل هؤلاء يجب علينا الحذر منهم تفادياً لإضطرابات كثيرة قد تحصل في بيئة العمل. مواجهة وتجاهل: فيما يرى مسؤول التعيين بشركة استثمارية حسن عبيد الله أنه أحيانا تسود روح الانتقام لدى الزميل... وبهذا يمكننا القول إن (الجاسوسية) هنا (حالة طارئة). فيلجأ لهذا الاسلوب حتى يقتص من زميله. عبيد الله يذكر أنه يوما انتقد تصرف للمير أمام زملائه فما كان من النقد إلا أن وصل بسرعة البرق. عبيد الله يقول وقتها لم أعرف من الذي نقله ولكنني استخدمت طريقة تقليدية لإخراج الطابور الخامس الذي بيننا وعن الطريقة يقول: أسررت لكل ممن أشك فيهم سراً مختلفاً وفور وصول الخبر للمدير علمت من هو (الناقل) الذي بيننا وعن ردة فعلي تجاهه فقد واجهته وتجاهلته بعد ذلك. شكاوى كيدية: موظف بإحدى الوزارات يقول إن هناك بعض المؤامرات والدسائس التي يمكن أن تكون في بيئة العمل من بعض (المغرضين). وبهذا يمكن أن تكون بيئة العمل مكانا خصبا للأحقاد والضغينة. واستشهد بموقف حصل له في محيط عمله، حيث كان لديهم موظف يثير المشاكل بالخفاء، وقد تسبب بما يحيكه لزملائه من مؤامرات ودسائس إلى فصل ونقل بعضهم، دون أن يعرفوا أنه سبب هذه المشاكل، ولكن على الظالم تدور الدوائر حيث انقلب السحر على الساحر، حيث تصيّد له من كان يتصيد عليهم، ووجدوا في سجلاته الكثير من السوابق والمشاكل التي كانت كفيلة بنقله إلى إدارة أخرى أراحتنا من شره. يتكسبون ب(الحيلة): الباحثة في علم النفس معزة الفاضل تعتبر وجود مثل هذا الشخص في المؤسسة معبراً لتصبح معتركاً حراً يؤثر فيما بعد سلباً على بيئة العمل. وهذا يعد مؤشراً لوجود خلل ما في العمل الذي يقوم به الطرف الآخر (الطابور) ففي هذا دليل على ضعف أدائه في العمل وتدني إنتاجيته. ومن هذا النقل ربما قصد التقرب إلى المدير للتغاضي عن أخطائه وعثراته في العمل وللتجاوز عنها وربما كان من اجل العلاوات والترقية. وبذلك يعيشون على (الحيلة) الفاضل. وتضيف معزة أن هذا الشخص شخص استثنائي لظروف استثنائية سيأتي عليه يوم ويتخذ المدير تدابيره لإنهاء خدماته. الفاضل تطالب المدراء أن يوسعوا دائرة الحوار والتواصل بينهم وبين الموظفين ؛ ليكونوا على دراية بما يحدث من مشاكل من جهة وحتى لا يدعو فرصة للجواسيس من جهة أخرى. وتشير كذلك إلى ضرورة التحقق من الشكاوى الكيدية وعدم اتخاذ المدير لقرارات مبينة على (القيل والقال).