تظل الأخبار الخاصة والآراء البينية المعروفة ب«الشمارات» فاكهة مجالس الأُنس بالمؤسسات. وقديماً ارتبطت بجلسات النساء فقط عبر «قعدات الجبنة» والآن تعدتها إلى مؤسسات ومصالح العمل العامة والخاصة، حيث أصبح لها روادها من النساء والرجال على السواء، حتى أن البعض ذهب إلى أنه في الأجهزة الحكومية والخاصة يتم تعيين موظفين مختصين لنقل الأخبار بالداخل إلى المسؤول أو المدير «القوالات أو الشمارات» التي تتسبّب في خلق العداوات وقد تؤدي إلى فصل أو«رفت» بعض الموظفين والعمال. ومروجوها أُناس يزرعون الحقد والشِّقاق في كل المواقع التي يحلون بها. «الأهرام اليوم» سألت البعض عن هذه العادات السيئة التي اجتاحت عالم المؤسسات فماذا قالوا؟ يرى محمد القدم أنه من الضروري أن يكون لكل رئيس أو مدير مؤسسة عيون لأنه لا يستطيع معرفة كل ما يدور داخل مؤسسته، ولكن الصعوبة تكمن في اختيار الشخص الذي يقوم بهذا العمل. مضيفاً أن «الجاسوس» - كما سمّاه - له مصداقية وتأثير على المدير. فيما يقول شمس الدين محمد «مُعلِّم» أن كل دوائر العمل لا تخلو من «الشمارات» وتجد أن هناك زملاء يطعنون في أداء عملك والتقليل من شأنك ومجهوداتك أمام مديرك أو رئيسك سعياً وراء أن يخدمه ذلك في أن يعتلي المراتب وينال الترقية. ولكن قد يحدث العكس إذا كان المدير ذا شخصية قوية ولا يصغي لمثل هذه «الشمارات» وبالطبع لأنه ذو كفاءة جعلته يدري إمكانات كل موظف لديه. وأبان مدثر محجوب أن كل مؤسسة أو مجموعة من الناس يوجد بينهم من هو فاسد. وكل شخص وبالخصوص الرجال يقوم بمثل هذا العمل القبيح يعتبر خائناً وفاسداً ومريضاً بجميع المعايير الأخلاقية، بل في كل الديانات السماوية. وأوضح حمدي بدر الدين أن «الشمارات» في أماكن العمل تخلق مشاكل ويعتبرها أو يسميها «كسّير تلج» حسب تعبيره حتى يتقرّب بها مروِّجها من المدير في العمل. وقد تكون للتسلية ونتيجة للفراغ وحصر هذه الصفة على النساء فقط ووصفها بالحالات المَرَضيّة. ووصف ياسر أحمد شانتير من يقومون بمثل هذه الأعمال بأنهم أُناس متملقون ومرضى وهذا ليس من شيم الرجل السوداني. وأردف «والله ده عيب كبير وشينه في حقنا»، وهذا لا يُعجِّل أو يُسهِّل التقرُّب إلى المدير، بل يجعله ينظر إليه نظرة سيئة. وأشار عامر أحمد عمر أن المدير هو الذي يُعطي الفرصة إلى الموظفين الفاسدين في نقل الكلام. وإذا كان المدير قوياً فعليه أن يفصل كل من يوصِل إليه «الشمارات» لأن ذلك يُقلِّل من مقدراته، وإذا وافق واستوعب «الكلامات» المنقولة يعتبر فاشلاً كما أدى. الاهرام اليوم