عندما قرر أسطورة الكرة الفرنسية ولاعب ريال مدريد الإسباني اعتزال كرة القدم عقب مشاركته مع منتخب بلاده في نهائيات كاس العالم 2006 بألمانيا كان رده على الذين طالبوه بالاستمرار أنه يريد أن يغادر الملعب وهو في القمة حتى يذكره الناس، وكان زيزو يومها ينوي أن يكون ختام مشواره تتويج بلاده ببطولة كاس العالم، ولكن حظه العاثر أو حماقته أضاعت عليه هذ ا الشرف، ليودع وهو مطرود بالبطاقة الحمراء بعد (نطحته) الشهيرة للمدافع الإيطالي مترازي في نهائي البطولة، والذي تشرفت بحضوره بصحبة الزملاء دسوقي ومحمد الخاتم على إستاد برلين، فأصبت بالصدمة مثل غير من محبي هذا اللاعب الذي نحبه لانتمائه العربي. وهناك مثل يضرب في مثل هذه الحالات للاعبين (خير لك أن تغادر الملعب والجمهور يصفق لك من أن تغادره وهو يصفر عليك) بمعنى أنه من الأفضل أن تعتزل وأنت في قلب المشجعين من أن تجعلهم يهاجمونك في المباريات بعد تدني مستواك ويطالبونك بالرحيل، وبلا شك قليل جداً من اللاعبين خاصة في بلادنا يتعاملون بهذا الفهم، خاصة النجوم الكبار، والسبب أن كرة القدم بالنسبة لهم أكل عيش، وليس فيهم من يفكر في أن يحدد مستقلبه مبكراً ويهيئ نفسه للحظة الاعتزال. قصدت من هذه المقدمة التعليق على قرار اللجنة الفنية للمريخ بالاستغناء عن خدمات قائد الفريق فيصل العجب ولتجميل القرار طلب منه إعلان الاعتزال على طريقة من سبقوه من اللاعبين الكبار عبر الأجيال السابقة، ليقوم بتقديم لاعب من فريق الشباب ليكون خليفة له كما فعل الراحل المقيم سامي عزالدين مع إبراهومة. ونعلم جيداً أن أصعب قرار للاعب هو قرار ترك الملاعب لأنه قرار يحتاج إلى إعداد نفسي وجرأة ومصارحة مع النفس وقناعة بأن لكل مشوار نهاية. نعلم جيداً أن القرار صعب، ليس على العجب فقط ولكن على كل محبي المريخ الذين يحفظون لهذا النجم المتفرد أداء وسلوكاً الكثير خلال مشواره مع المريخ من ديسمبر 1997 ، سطر خلاله الكثير من الإنجازات مع الفريق، سواء على مستوى البطولات المحلية أو القارية، ومع منتخب بلاده الذي كانت له بصمة المميزة في إعادته إلى نهائيات أمم إفريقيا 2008 كهداف وصانع لعب. بل جمع العجب ميزات لا تتوافر في لاعب، فمن النادر أن تجد لاعباً صانع لعب وهداف ويجيد اللعب بكلتا القدمين وبالرأس، ويتفوق في المراوغة والمهارة العالية، وكان الأحق بأن يطرق باب الاحتراف الخارجي لأن مستواه كان يؤهله للعب في أكبر الدوريات، كما أن قصة انضمامه للمريخ وحدها تمثل (حدودتة) مريخية تثبت أن رجال المريخ إذا أرادوا أن يفعلوا شيئاً فعلوه بإذن الله. ولكن في نفس الوقت إذا تعاملنا مع الأمر بالواقع فإننا نطالب فيصل العجب أن يحتكم لصوت العقل وينهي مشواره داخل الملعب وهو مرفوع الرأس ليبقي في القلوب حتى لو كان قادراً على العطاء، وليجرب حظه في مجال التدريب، ونتمنى أن يستفاد منه مع فريق الناشئين أو الشباب، لأن اللاعب الصغير يتأثر دائما بالنجم الكبير ليتعلم منه المهارة بكل أنواعها. حان الوقت يا عجب، لنهاية المشوار، وستجد التكريم المناسب كما وعدك رئيس النادي السيد جمال الوالي الذي لا يخلف وعداً، وسيعمل الجميع على أن يكون المهرجان قبل بداية الدورة الثانية وأمام فريق كبير، لأنك لاعب كبير. احتكم لصوت العقل يا عجب، وأنت تعلم اننا نحبك. لجنة التسجيلات مصابة بالحول كما قلت من قبل وكررت وأكرر اليوم، ليس من حقنا أن نتدخل ونفرض رأينا في التسجيلات، ولكن نقول رأينا من باب النصح، ولهذا نقول إن قرار شطب نجم الدين قرار خاطئ للاعب يجيد اللعب في كل خانات الدفاع، وهو أفضل من كثيرين، ولأن الأمر أصبح واقعاً نتمنى ألا تشوه صورته. وصرف النظر عن الكاميروني مكسيم يؤكد أن القرار ليس بقرار فني ولكنه مرتبط بخلافات مع الكوكي الذي فرض الظهير الغاني رغم أن المستوى الذي ظهر به في مباراة الأهلي لا يؤهله للعب في المريخ. وضح أن هناك (تخبط ) وربنا يستر من لجنة يبدو أنها مصابة (بالحول).