وصل والي البحر الأحمر د/ محمد طاهر أيلا أمس مطار بورتسودان عائداً إليها من الخرطوم، وسط حشود رسمية وشعبية. وأعلن أيلا خلال مخاطبته الجماهيرية داخل المطار عن صدور توجيهات قاطعة وصارمة من رئيس الجمهورية، ومن النائب الأول للرئيس، وبعد مداولات مطولة استمرت زهاء ال ( 6 ) ساعات تم تطابق وجهات النظر الرئاسية مع وجهة نظر حكومة الولاية في جدوى وضرورة إمداد المياه لبورتسودان من نهر النيل بأعجل ما يكون. وقال أيلا: إنه تم التوجيه بحق الولاية في الارتواء بمياه النيل، وتم تشكيل لجنة برئاسة وزير الدولة للمالية د/ عبد الرحمن ضرار لمتابعة المشروع وتذليل كل العقبات خلال شهر من الآن، وإصدار خطاب الضمان فوراً، والمعالجة الآنية للأزمة بجلب محطة تحلية ذات سعة إنتاجية عالية، مبيناً أنه وفي إطار ابتداع حلول عاجلة لأزمة المياه الآنية التي تعيشها الولاية كشف عن تخصيص الرئاسة ل 980 ألف دولار لمعالجة مشكلات محطات التحلية، 8 ملايين جنيه لإصلاح الآبار، وسد النقص فيها من توفير مضخات، ووابورات، وغيرها. وأشاد أيلا بالمواقف المسؤولة ورقي أسلوب أهل البحر الأحمر عن رفضهم واحتجاجهم لحديث وزير الموارد المائية داخل البرلمان بشأن مياه بورتسودان، ووصفه لها بغير ذات الجدوى، وبعدم الإستراتيجية. وقال أيلا: إن شعب البحر الأحمر ضرب مثلاً رائعاً في التعبير بطريقة حضارية في الاحتجاج والمعالجة لقضاياه، ولفت إلى أن أهل الشرق أحرص ما يكونون على استدامة الأمن والاستقرار، وأنهم يرون ويعلمون ما يجري حولهم من أحداث، ومن طرق تعبير الآخرين بعنف جراء قضايا أقل بكثير من حرمانهم من مشروع انتظروه سنيناً عددا (شرب الماء). وأضاف، ندرك جيداً أن هناك دماءً تسيل لقضايا أقل بكثير من قضيتنا، هذه لكن بحمد الله وبوعي ورقي شعبنا لم تحدث أي تفلتات ولا مظاهرات، بل عبر أهلنا عن رفضهم لإلغاء المشروع بطريقة حضارية على الرغم من أهمية المطلب.