واحدة من مشاكلنا أننا شعب هويته ضائعة مابين العرب والأفارقة فكلاهما يحسبنا على الآخر ويتعامل معنا في كثير من المواقف بمنظور الغريب وهناك أمثلة عديدة تابعناها عبر أجهزة الإعلام وللأسف تفشت في الفترة الأخيرة ويكفي أن نشير الى الإعلان الاستفزازي لإحدى المستشفيات الكويتية التي أعلنت عن فرص عمل للمرضات وكان أهم شرط أن تكون من ذوي البشرة البيضاء وهي إشارة واضحة لبنات السودان. وقبل أيام علق الأستاذ ضياء الدين بلال رئيس تحرير السوداني في زاويته المقروءة( العين الثالثة) على إعلان لإحدى الشركات لوظائف مهندسين وجاء فيه أن الفرصة لكل الجنسيات عدا السودانيين وهو بلا شك إعلان استفزازي يمس مشارعرنا وكرامتنا وكأنّ السودانيين حرامية او غير مؤهلين علما بأن تاريخ كل دول الخليج ونهضتها في كل المجالات كان بفكر وجهد أبناء السودان. أمس الأول كنت أتابع نشرة الثانية عشرة منتصف الليل لقناة العربية الفضائية الجزء الخاص بالرياضة وقُدم فيه تقرير مفصل عن نتائج المنتخبات العربية الإفريقية في الجولة الرابعة المؤهلة الى نهائيات كأس العالم وتناول التقرير منتخبات مصر والجزائر وتونس وليبيا والمغرب وتجاهل منتخب السودان تماما وهو أمر ليس بغريب على هذه القناة وشقيقتها (ام بي سي) وكلنا يذكر ماحدث لإحدي بنات السودان المشاركات في برنامج (عرب اليدول ) الذي يشبه برنامج نجوم الغد فتعرضت المشاركة الى قمة الاستفزاز من الفنان اللبناني راغب علامة فقط لأنها سودانية وليس من حقها المشاركة. وظلت قناتي العربية وام بي سي تتجاهلان تماما أخبارنا الرياضية وتورد تقارير عن كل الدوريات العربية عدا السودان رغم وجود مراسلين نشطين وهما الزميلان خالد عزالدين العربية وعبد الحفيظ عكود ام بي سي وأعلم أنهما يتابعان الأحداث ويرسلان الرسائل ولكن أغلبها لا يجد حظه من البث لأن السودان ليس من الأولويات. كثير من الشعوب العربية في آسيا يتعاملون معنا بلون بشرتنا بل إن غالبية الأجيال الأخيرة لا تعرف أن السودان ينتمي للوطن العربي والدليل أيضا أن أجهزة الإعلام لا تمنح الأغنية السودانية او الدراما أي مساحة رغم أن هناك فنانين شاركوا في مهرجانات للأغنية العربية وحصلوا على جوائز ولكن المادة التي شاركوا بها انتهت صلاحية بثها بانتهاء المهرجان. للأسف أصبح حالنا مابين الأفارقة والعرب كحال (اللقيط) وبالتأكيد نحن السبب فيما يحدث لنا لأننا فشلنا في فرض ثقافتنا بسبب ضعف إعلامنا بمحتلف تخصصاته. ورغم ذلك نقول للمسئولين في قناتي العربية وام بي سي إن الشعب السوداني هو الشعب الوحيد من بين الشعوب العربية من المحيط الى الخليج الذي مازال يحافظ على مبادئ وقيم العروبة من شهامة وكرم وشجاعة وهي صفات اندثرت في عالمنا العربي. صحيح أن نشر أخبارنا لا يزيد شيئا ولكن مايحدث هو قمة الاستفزاز. من التسجيلات مايضحك في وقت متأخر من ليلة أمس الأول اتصل بي شخص وبعد التحية قال لي(بكرة يا استاذ جايي التسجيلات؟) فقلت له أولا لم يحدث طوال مشواري مع مهنة الصحافة التي زادت عن الثلاثين عاما لم يحدث أن ذهبت لمكاتب الاتحاد لحضور تسجيل لاعب ولكن رغم ذلك ماهو المطلوب؟. فقال(الحقيقة أنا عندي لاعب جايبو من مصر ودايرك تلقى لي ليه فريق!.) ضحكت وبعد أن سألته عن اسمه قلت له هل تعتقد لو كنت أنا رئيس نادي او مدرب يمكن أن أسجل لاعب بهذه الطريقة دون أن أعرف مستواه ؟ وهل هناك مدرب او إداري محترم يمكن أن يسجل لاعب دون أن يراه؟ وقبل أن أكمل حديثي أغلق الهاتف في وجهي ورغم ظهور الرقم لم أهتم بالرجوع إليه. بالتأكيد لا ألومه ولكنه الحال الذي وصلنا إليه في موضوع تسجيلات اللاعبين التي أصبحت سوقا للسماسرة ومنهم للأسف صحفيون والضحية النادي. هذا نموذج فقط لحكايات نعيشها كل موسم. أتمنى أن أجد مجالا لذكرها.