بعد الإجراءات الاقتصادية الأخيرة (أي حاجة زادت من العربية إلى القرفة والفلفل)، عندما أعلنت الحكومة هذه الإجراءات قالت إنها تستهدف الأغنياء الذي يملكون السيارات على أن يحول (الدعم المرفوع) للفقراء، وحكمة الله أن حصل العكس، زاد الأغنياء غنى وازداد الفقراء بؤساً على بؤسهم، يجي واحد يقول ليك: (ما تبالغ كيف يعني؟!)، ببساطة لأن من يملكون السلع التي زادت أسعارها ويخزنونها هم الأغنياء وفي ناس (فرق سعر ساي) كسبوا مليارات، وبعدين إنتو العربات البي (مليار دي) قايلين بركبوها وبشتروها كيف، ما بالطريقة دي، الواحد يكون نايم ومخازنه مليانة، ويصحى من (نومو ويلقى كومو) بزيادة الأسعار، أما ناس (قريعتي راحت)، هم الذين يدفعون الثمن، لأنهم ناس (حاضرة) وبكرة الله كريم، وما في طريقة الواحد يوفر ليه (عيش بايت)، زي زمان كانت الناس بتشرب شاي الصباح وبتاكل معاهو العيش البايت، لكن الآن (الوجبة بقت زي ضربة الجزاء)، ما بتخلف وراءها أي بقايا، ولو جاك ضيف ثقيل بعد الوجبة (البيت كلو يتجهجه تقول جابو ليه خبر بكاء). أصحاب الدخل المهدود أصابتهم الزيادات في مقتل (حالتو دي المناظر والفلم لسع ما بدأ بحسب الخبراء الاقتصاديين)، وبقوا (يسدوها بجاي تتقدي بجاي)، والناس فهمها كمل، و(الله في)، وأصبح حالهم مثل ذلك (الحبشي) الذي كان يحكي معاناته أثناء سكنه في أحد أحياء الخرطوم، وقال: (السودان حالة صعبة شديييييد، أنا كنت ساكن في جبرة، الكهرباء قطعت في العشرة، قالوا دا كلو من الحبشي ود الكلب، لييييييييييه ياخ أصلو الحبشي دا بقى مطرة)، أو كما قال. هذه الإجراءات القاسية والحالة الصعبة وغول الغلاء يطحن الغلابة، والزيادة جنونية في (البامبرز)، وهذه طبعاً مهداة لزميلنا ماهر أبو جوخ الذي كتب الأسبوع الماضي، وتوقع أن نكتب عن البامبرز، وخذلناه، لأن القرفة ذاتها يا ماهر زادوا ليها الجمارك وبقت (قرفة وعدم عرفة)، كما تقول الأغنية الهابطة، تزامنا مع هذه الإجراءات أزمة الموزانة الأمريكية (والبشوف مصيبة غيرو تهون عليه مصيبته)، لأن البرلمان الأمريكي (الكونجرس رافض يمرر الموزانة التي وضعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما)، والراجل مسكين (ماهيتو ذاتها مهددة بالإيقاف لحين تمرير الموازنة)، وذلك بعد قرار تعطيل أنشطة الحكومة الفيدرالية. و(عمك أوباما) في واحد بتاع بقالة جنب البيت الأبيض كرهو ب(الدين) ولمن حسابه (بقى كتير) وقفوا، وقال ليه: (الدفع كاش يا حبيب)، عندها أوباما قال لصاحب البقالة: (بس تتحل مشكلة الموازنة دي واصرف ماهيتي عليك أمان الله ادفع ليك)، بتاع البقالة انفعل وقال له: (كرهتنا ياخ انت مشكلة برلمانك ما قادر تحلها عشان تمرر الموازنة، معقولة تقدر تجي تحل لي ديني). والله ياخ أوباما دا حالتو تحنن، (مرتو ميشيل دا كتلها بالعدس وصحتها اتدهورت شديد)، لذلك بشوف يمكن نعمل للراجل كشف عشان يمرق من أزمتو دي مسكين ياخ، ويمكن نحوّل ليه القروش بالسفارة. لكن أحلى حاجة في الأزمة الأمريكية دي البرلمان العكليتة دا، ما بمشي حاجة ساي ما زي برلمانات، بتمرر القوانين بالصفقة وقد ينبري أحدهم صائحاً في النواب (الصفقة مالها تعبانة)، والحمد لله على كل حال.