*بلمحة بسيطة وعاجلة مني او منكم وبعد رصد لكل ما حفل به عام 2011 من رياضة سودانية ، هل يحق لنا القول إن سنة 2011 باستثناء تأهل منتخبنا لنهائيات امم افريقيا 2012 بغينينا والجابون ومحليا تتويج المريخ ببطولة الممتاز ووصول الهلال لنصف نهائي الابطال هل يحق لنا أن نقول انها كانت سنة الاخفاقات الكروية التي لم تتجاوز كل تراجع وانكسارات أو خيبة أمل؟ هل نخدم كرة القدم السودانية وهي في مرحلة فارقة ومفصلية عندما نقول بأن هذه الانكسارات التي حدثت لنا وآخرها في الدوحة انما تعدوها لأن تكون كثيرة التأثير على محيطنا الرياضي ونحن لا نرى بادرة للتقييم واصحاح المعوج بما فيها قادة ومسؤولين عن رياضتنا لتصحيح المسار وتلافي الاخطاء لاستقبال عام رياضي جديد يكون ديدن العمل فيه الاحترافية وصناعة الاشياء وإقامة مبدأ المحاسبة والبعد عن الكيل بمكيالين ؟ *نتفق إن سنة 2011 وعبر صعود اولاد مازدا بنا لغينيا والجابون هي الحسنة الوحيدة التي تجاوزت بنا كل هذ التيه والحسرة والالم والخيبة التي تجرعناها في مختلف منافساتنا الخارجية وآخرها الدوحة عندما سمحت ارادة مازدا ورفاقه في قيادة الصقور بأن يستعيد ذاته ورونقه وهيبته وهو يتأهل مجددا إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 بالغابون وغينيا الإستوائية بعد أن غاب عن دورة 2010 بأنغولا.ولكن بخلاف المنتخب لم يتمكن المنتخب الأولمبي من الوصول بكامل الاستحقاق إلى الألعاب الأولمبية بلندن ، ولم يعطنا المريخ والهلال والنيل والخرطوم حق الوصل إلى نهائي كأس الأبطال ونهائي كأس الكاف، ولم تجن كرة القدم من ذلك ولا لقبا وما زلنا في الالقاب الافريقية لنادي المريخ من سيكافا وكأس الكؤوس الافريقية.. *نتفق على أن وصول المنتخب للنهائيات والهلال لنصف النهائي ليس إنجازات بحجم الطموح والانتظارات، وفي تقديري أن هذه الانكسارات وغياب الانجازات مرده غياب الثورة التصحيحية للعقلية السودانية الى جانب غياب الدعم واحترام الرياضة على اساس انها دبلوماسية شعبية تحقق اغراضا تعجز عنها الدبلوماسية الرسمية كما أن غياب الثورة في عقول الاتحادات وبعض الأندية والتي لم تعمل على مطابقة كرة القدم السودانية مع حقيقتها الذاتية، ولكن في مقابل ذلك نرجو أن نستفيد من هذه الانكسارات من اجل إعادة كرة القدم السودانية لصدارة الاهتمام الاقليمي القاري والعالمي ومن قبل ذلك المحلي ويجب أن نسعى للتخلص من الظواهر السلبية التي حرفت رياضتنا عن رسالتها. اتمنى أن يكثف القائمون على امر رياضتنا من جهدهم ويوفروا الامكانيات المطلوبة لتوظيف العقول القادرة على رفع التحدي الاحترافي، فالأندية حتى طرفي القمة ينقصها الكثير من القواعد التي تسمح لها بدخول عالم الاحتراف اما باقي الاندية فإنها أندية معطوبة وقليلة الحيلة وتعاني من الهشاشة المالية ، نسعى لاحتراف نخطط له بأن يكون احتراف عقليات أولا وقبل كل شيء مطالبون بعملية تطهير واسعة في مختلف اتحادات الرياضة بالبلاد حتى لا نعاني من دوحة اخرى. اعتقاد أخير *اؤكد أن المشهد الرياضي الذي عانى من التصدع في سنة 2011 بإثارة الأزمات وقلة الحيلة وتكالب الاداريين الى جانب غياب الحظ في بعضها الآخر ايضا لم أقل بأنها سنة رائعة لكرة القدم لمجرد هذا الذي كان من بشارات حققها المنتخب، فأنا مؤمن بأن الضوء مهما كان قويا في قمة الهرم، فإنه سيضعف ذات وقت أمام حلكة الظلام الذي يسود قاعدته.. *إذا كانت سنة 2012 شعارها لنا الحلم والأمل والتغيير بأن يحقق منتخب صقور الجديان المعجزة ويتقدم في مسار امم افريقيا ويقوى على عبور المراحل الاولى ، وبأن يرسم منتخبنا وابطالنا في ام الالعاب لنا طريقا مضيئا بالألعاب الأولمبية بلندن 2012وبأن تعيد انديتنا الكرّة فتتألق في المنافستين الإفريقيتين سواء الابطال أم الكونفدرالية فأرجو أن تكون السنة القادمة للاتحادات الرياضية سنة العدل والانصاف كما اتمناها أن تكون سنة خالية من شطط العقول المتحجرة وبعيدة من التعصب للجمهور والاعلام. نريدها سنة لصناعة الرياضة في البلاد نودع فيها أنصاف اللاعبين والاعلاميين والاداريين وأن تأتي بربيع التغيير الذي يجلب الافراح وينهي شتاء التعصب والجهل وخريف الذل والانكسار.