إيه اللي حصل تحت؟! مدخل: "يمكن غمر مقدار كبير من الذكاء في الجهل عندما تكون الحاجة إلى التضليل عميقة". ساول بيلو (1) قبل سنوات كانت الشمالية تدعم زراعة القمح بمنح (جازولين) مخفض بنسبة50%، لأن المزراعين لا يحبذون زراعته لأنه يحتاج إلى مجهود أكبر وتكلفة أعلى وسعره أقل مقارنة بالفول المصري الأكثر شعبية هناك، وقبل بداية الموسم يسجل المزراعون في محلية وادي حلفا، وقال أحدهم إنه زرع 5 فول و10 قمح، الأمر الذي كفل له حصة مقدرة من الوقود، ولكن في منتصف الموسم حضر التفتيش الزراعي، واكتشف أن المزراع المحتال لم يزرع ولا فدان قمح، ولم (يتلفت) الأخير كثيراً ورد وبراءة الدنيا في عينيه:"يا خبر.. يا جماعة صدقوني أنا زرعت 10 فدان قمح لكن ما اعرفش إيه اللي حصل تحت للبذور". (2) والواقعة السابقة حقيقية حدثت أمام الزميل قذافي عبد المطلب، ودارت مثلها هذه الأيام، حيث زرع مواطنو الدالي والمزموم بسنار هذا العام محصول (القوار) وهم يحسبون أنهم يسلكون طريق مزراعي الهند نحو الغنى السعيد، إلا أن (قوارهم) تحول إلى(كول) بقدرة قادر. (3) وقالوا المشكلة برضو تقاوي، يعني بدل يزرعوا القوار الذي يدخل في عدد الصناعات كالبترول والنسيج والورق والمفرقعات والحبر والأصماغ واللدائن الصناعية والتبغ وفي صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل، بجانب استخدامه كمحسن أمن للخبز، أما الكول لمن لا يعرفونه فهو عشبة برية تجمع أوراقها وتهرس وتحول لعجينة وتخمر بطريقة معينة ثم تجفف وتستخدم كمادة مشهية تضاف للعصيدة خاصة في غرب السودان؛ المهم المسؤولون يمكنهم لهم أن يدّعوا أن التقاوي الذكية تحولت لسد فجوة غذائية في شمال دارفور. (4) قصة تقاوي القمح (أمام) لا تخرج كثيراً عن السياق السابق، فالتقاوي الذكية لم تشأ أن تنمو، وقررت ان توفر تكلفة وقتية ومالية، ففي ظل أزمة الخبز، لم يكن أمامها إلا أن ترفض الانتظار، لذلك كان على المزراعين أن يستوعبوا الأمر، ويقوموا باستخراج التقاوي الذكية، وإعادة غربلتها بعد التشميس، ومن ثم طحنها، وتحويلها لما يشتهون. (5) عزيزي المواطن/ة هل عرفت ما حل بتقاوي زهرة الشمس المعطوبة؟!، إذاً، لا داعي لأن ترهق نفسك بمتباعة مسلسل القمح والقوار، فاللجنة المنبثقة ستجتمع وتتسق حتى يقتل الموضوع وبطبيعة الحال ليس بحثاً بل ذكراً. (6) ياريت السادة المسؤولين لو فروا(تقاوي وزراء) يعني مثلا يعني هناي، لما يتولى الوزارة يطلع (هناي) تاني بس خبير وكدا!!.