رحمة الله على الصديق الصدوق الدكتور/ كمال حنفي، حبيب الجميع، والكاتب الصحفي الأجمل، صاحب "إلا قليلاً"؛ كنت (أجننه) من حينٍ لآخر؛ لافتاً نظره لمقارنة ما حواه عموده بإحدى المواد المنشورة جوار عموده، بأخيرة صحيفة الرأي العام الغراء.. تكرر ذلك- بالمصادفة- مرات عديدة، مما دفع بالحبيب كمال حنفي لوصفي بعموده كأشهر قاريء صحف سوداني أسوة ب(عيسى متولي) و(محمد عبد المقصود) المصريين اللذين كانا يتواصلان مع معظم الإصدارات المصرية إبان فترة دراستنا بمصر الحبيبة، في سبعينيات القرن الماضي.. تذكرت ذلك، وأنا أقارن إعلاناً لأحد البنوك، للإستثمار في الودائع البنكية، وتضمن ذات الإعلان اسم عراب الإنقاذ في الجانب الإقتصادي (قريبي) الخبير الاقتصادي الأشهر/ عبد الرحيم حمدي، قارنت ذلك بما جاء بالعمود المتميز "ملاذات آمنة" للأستاذ/ أبشر الماحي الصائم، والذي حوى الفقرة الآتية:{لقد لخص الدكتور/ خالد التيجاني الكاتب الاقتصادي الرقم، أزمة الإسلاميين الاقتصادية في أن الإسلاميين لم يذهبوا بأموالهم للزراعة وحقول الإنتاج، ولكنهم آثروا ودائع شهامة وتهامة والمضاربات وتجارة العقارات والعربات}.. بعض خبراء الاقتصاد والمال يقولون إن الاستثمار في الودائع يصلح لغير القادرين؛ كالأرامل والأطفال القصر وكبار السن والعجزة ومن لف لفهم، الذين يحتاجون لدخل (بسيط) متواصل يكفي لظروف الإعاشة والدراسة وفي بعض المرات يفيد في العلاج والمصروفات البسيطة المفاجئة.. أما دعوة رجال المال والأعمال للإستثمار في الودائع، كما تتضمنه مثل هذه الإعلانات، فحتماً سيعود بالبلاء على البلاد.. بأمانة (إتكيفت) جداً، فبعد قراءة عمود صادق يحوي معلومات من جهات (مأمونة) يشرح (واقع) الحال الاقتصادي- وبالضرورة السياسي- لهذا البلد الطيب، ثم تصطدم بالإعلان الزاهي (المجاور للعمود)، حيث يؤكد للقاريء، كل ما جاء من حقائق (ومرارات تغص بها الحلوق) التي جاءت بالعمود المذكور.. لقد تعودنا بالصحافة أن يتولى الكاركاتير الهادف شرح وتأكيد ما تحمله المقالات والتحقيقات والأعمدة- أحياناً- من أفكار أو مرام، لكن أن يقوم الإعلان (مدفوع الأجر) بهذه المهمة (الجليلة)، فهذا ما لم يكن في الحسبان على الإطلاق.. اللهم لطفاً بالسودان وأبنائه