زمان.. وقبل الزمان بزمان.. كنت راجي يجيبوني وزيراً للوزارة البغيروا اسمها كل فترة دي؛ مرة وزارة التخطيط العمراني ومرة وزارة الشؤون الهندسية ومرة وزارة الإسكان.. وغيرها من التسميات المريبة.. اسم الوزارة لابد يدل على نشاطها ومهمتها ومجالات عملها.. كل الوزارات أعلاه بتدور وتلف وتلت وتعجن في الأراضي.. أقلع شخبط وزع وأجمع قروش الخطة الإسكانية وفرق الحوافز.. من أيام حلمي بالوزارة القرعة السكنية رمتني عام 1978 (قبل الإنقاذ- أنتم براءة) في مربع (خارج الشبكة).. سعر القطعة السكنية به، ليوم الناس هذا ما فاتت خمسة ألف جنيه.. بالكم أنا منحوس.. الرسوم الدفعتها لو إشتريت بيها قطعة درجة ثالثة كان حالي إتغير.. بعد فترة، وبالمرحومة (وزارة الري- المو هامل) قالوا يمسكوني مدير عام للإمدادات ( مما جميعه).. مهندس ميكانيكي، عاتي بالحيل، شب في حلق (الجماعة): دي وظيفة لا يصلح فيها المهندسون المعماريون والمدنيون!!.. لاقيته في مكتب رئيسه قمت (قبقبته ليكم) وقعدته في مواعينه بسؤال واحد: بالله عليك ألا تستطيع أن تمسك أي وزارة بأي ولاية بالسودان وتديرها بصورة أفضل من وزراء الإنقاذ (بتوع اليومين ديل)؟ رد: طبعاً بأقدر.. ورأيك أنا بأقدر؟.. طبعاً فأنت ذاتك خبرتك أكبر من خبرتي.. طيب وكت المسألة كدا بتطنطن في شنو؟ أكيد عندكم غرض في إدارة الإمدادات الرافضين أنا أمسكها دي!!!.. بعد ذلك ارتفع مستوى الحلم الوزاري لدينا.. يا وزير صحة يا بلاشها وزارة.. وزارة الصحة عاوزة إداري ناجح وليس طبيب ناجح.. وزير يقسم المهام ويكلف المختصين ولا (يكاوش) على كل شيء.. السفر والاجتماعات (ذات الدفع الرباعي).. وزير يحمل نوتة وقلم و(لابتوب ميني).. اجتماع الصباح بسوبا.. وإجتماع آخر اليوم بأم درمان.. وإجتماع آخر الأسبوع بود أزرق بمدني.. واجتماع آخر الشهر بأرقو.. (سك) الاعتمادات بوزارة المالية.. الزيارات المفاجئة.. وتعيين إداريين (محترفين) لإدارة المستشفيات.. مراجعة دخول المستشفيات وتخصيص نسبة لتأهيل غرف العمليات.. تحويل مستشفيات الكلى بالكامل ل(فاعلي الخير) للتمويل ولتلقي (الأجر) بإذن الله.. أحزنتني حد اللوعة، صرخة جراحي العظام في مؤتمرهم الدولي الثالث: غرف العمليات بالمستشفيات العامة (حاجة تقرف).. وهذا ما أجبر جراح العظام وتشوهات الأطفال السكندري/ حازم الطيبي على وقف عملياته المجانية بودمدني وبورتسودان والخرطوم حتى إشعار آخر، أو حتى تعييننا وزيراً للصحة.. أيهما أقرب..