إن كانت دورة الألعاب العربية التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي قد تميزت بالكثير من الإنجازات التي حققتها الدول المشاركة على مستوى الألعاب الفردية والجماعية إلا أن ما حققه السباح التونسي أسامة الملولي يبقى هو العلامة الكبرى في الدورة بإحرازه رقما قيسايا ليس في تاريخ دورة الألعاب العربية ولكن في كل الدورات بمختلف أسمائها في العالم وهو يحرز خمس عشرة ميدالية ذهبية وكان بإمكانه الوصول الى الرقم سبعة عشر لولا اعتذاره عن سباقين. ولم يكتف الملولي بالفوز بالذهب فقط ولكنه أضاف إليه تحطيمه للأرقام القياسية وتوج ذلك بالفوز بجائزة أفضل لاعب في الدورة وحصد أكثر مما يزيد من المئتي ألف دولار حيث نال مبلغ خمسة آلاف دولار عن كل ميدالية ومثله لاتحاده ومبلغ آخر مقابل كل رقم قياسي زائدا سبعون الف دولار جائزة أفضل لاعب ووقع عقدا للمشاركة في بطولة تقام الشهر القادم بقطر مقابل مائة الف دولار أمريكي وعندما طلب منه المسئولون في قطر تحديد أي حافز خاص طلب بناء حوض سباحة في بلده وتمت الموافقة فورا. قصدت من سرد ماحققه السباح أسامة الملودي ابن تونس لأقدمه درسا لنا في اتحاد السباحة الاتحادي والاتحادات المحلية وللدولة ولوزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية علنا نستفيد ونتعلم لنركز على منشط السباحة وقد حبانا الله بنهرين ونيلين وأرض يجري من تحتها الماء وتمتد القنوات الصالحة للسباحة في كثير من مناطق بلادنا وفي صلب حواء السودان الكثير من المواهب. لماذا لا نركز على السباحة ونحن نملك كل المقومات وبناء حوض لا يكلف كثيرا بل أصبحت أحواض السباحة مجالا للاستثمار ولو ركزنا واجتهدنا يمكن أن نحقق ما فشلت فيه الألعاب الجماعية ولو كنا نملك سباحا في مستوى الملودي لحققنا مراكز متقدمة كما كان حال تونس في هذه الدورة. مشكلتنا أننا لا نملك قيادات تجيد التخطيط وتنظر للمستقبل فنحن دائما نصحو في آخر اللحظات رغم علمنا بموعد المشاركات وأتمني أن يتغير هذا الفهم ويعمل اتحاد السباحة من الآن على وضع خطة لخلق أبطال سباحة للمشاركة في دورة الألعاب الافريقية 2015 بالكنغو ودورة الألعاب العربية بلبنان في نفس العام والحديث ينطبق على اتحاد ألعاب القوى لخلق جيل جديد. التركيز على الألعاب الفردية هو الحل الأمثل بعد أن سقطت الألعاب الجماعية وأسقطت رايتنا. حروف خاصة تنكرت اللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة من مسئولية ماحدث للوطن وشعبه من (مرمطة ) في الدورة العربية وقيد البلاغ ضد مجهول. أرضينا ضميرنا والتزمنا بمهنيتنا وكشفنا الحقائق ونتحمل مسئولية أي كلمة أو معلومة أوردناها وماخرجنا به هو أننا بالفعل نعيش أزمة ضمير وكما قلت في مقالات سابقة إن قوس الرياضة لم يعط لبارئه وإن الذين يديرون العمل الرياضي أغلبهم أصحاب مصالح لا يهمهم ما يحدث للوطن. قلبي على وطني وشعب وطني.