*الغرور والتعالي ..مقصلة المبدعين *الموسيقار عبدالله عربي يرى أن الهيلامانة جعلت البعض يتعامل باستعلاء. *عصام محمد نور: أنا والغرور خطان متوازيان لا يلتقيان. تقرير: محاسن احمد عبد الله شهدت الساحة الفنية في الفترة الأخيرة ظهور العديد من الأصوات الغنائية الشبابية الصغيرة في السن والتي وجدت فرص الظهور الكبيرة على وسائل الإعلام المختلفة على طبق من ذهب.. فازدادت شعبيتهم وتعددت إطلالتهم في عدد من الاحتفالات الخاصة والعامة ..الأمر الذي جعل البعض منهم يتملكه الغرور ويصاب بالزهو والعنجهية الزائفة التي تجعله على مقربة من الهاوية والسقوط من حيث نقطة البداية, ويتواصل افتراء البعض منهم الى من مدوا لهم يد العون سواء كانوا شخوصا او وسائل إعلام. فيما يتعالي البعض منهم حتى على الجمهور الذي جعل له حضورا في عدد من الحفلات عبر إعجابهم وتشجيعهم له وجعلهم من الفنانين المفضلين لهم. من خلال هذا التقرير أردنا إلقاء الضوء على هذه الظاهرة السيئة التي قد تكون بمثابة قصم ظهر المبدع ونهاية غير حميدة لفنانين ناشئين يتحسسون أولى خطواتهم في دنيا الفن لم يقو عودهم بعد لمسيرة فنية يجب المحافظة عليها والسير في طريقها بتؤدة وتأنٍّ حتى لا يضيع عطاؤهم هباءا منثورا, دون أن يعوا الدرس من تجارب العمالقة الذين سبقوهم في هذا المجال ونحتوا بأظافرهم على الصخر وخلدت أغنياتهم لما بعد رحيلهم وجمهورهم يطوقهم بذات الحب والوفاء الذي كان متبادلا بينهم وكان بمثابة الشفرة السرية للتعامل فيما بينهم. *الاحترام والتقدير ابتدر الحديث الفنان عصام محمد نور قائلا: أنا والغرور خطان متوازيان لا يلتقيان على الإطلاق والفن موهبة ربانية يصقلها الإنسان ويطورها بحب الناس له وهم أساس هذا الحب المبني على الاحترام والتقدير بعيدا عن الغرور الذي يدمر كل ماهو جميل ويخلق هوة واسعة مابين الفنان وجهوره الذي يضعه في أرفع مكانة, موضحا أن هنالك عددا من الفنانين العمالقة الذين جعلوا لأنفسهم مكانة سامية داخل نفوس جمهورهم ومعجبيهم بعشقهم لفنهم ولمن يقدرون هذا الفن بعيدا عن الغرور حتى بعد رحيلهم عن الدنيا لا زالوا محل احترام وتقدير. *آثاره سالبة اتفق معه في ذات الرأي الموسيقار المخضرم عبد الله عربي بأن الجيل الحالي يختلف كثيرا عمن سبقوهم إلا ما ندر لأن هناك فنانين شباب صنع منهم الإعلام (هيلمانة) حسب تعبيره لا أول لها ولا آخر فأصبحوا يتعاملون باستعلاء وغرور زائد وكأنهم بلغوا الجبال طولا في الوقت الذي لم يصلوا فيه الى ربع ما قدمه الفنانون العمالقة الذين قدموا عصارة فنهم وعطائهم الفني اللامحدود والذي ينهل منه هؤلاء الآن, مضيفا: "الإعلام المكثف على الفنان دون عطاء أمر ليس في صالحه والإطراء الزائد دون وجه حق يكون انعكاسه سلبيا عليه لذا لا بد من موازنة الأمور ووضعها في نصابها الحقيقي. *بعيدا عن الغرور فيما نفى الفنان عاطف السماني عن نفسه صفة الغرور بأنه لا يتعامل بغرور وأنه يتحسس طريقه الفني بالاستفادة من التجارب التي سبقته في هذا المجال حتى يستطيع أن يقدم تجربته الفنية, مبينا أن هناك من يخلقون فجوة فيما بينهم وبين الجمهور بغرورهم لاعتقادهم بأنهم وصلوا الى مبتغاهم وهم في الأصل في بداياتهم التي تحتاج للكثير من الدعم والتوجيه، خاتما: "لذا أسعى جاهدا أن يكون ما بيني وبين جمهوري حبل ممتد بالاحترام والتواصل بعيدا عن الغرور". *مقبرة المبدعين الممثل د.الهادي الصديق يرى أن المبدع الحقيقي يمتلك مفاتيح النجاح التي تعمق العلاقة التي بينه وبين جمهوره ويحاول بقدر الإمكان أن يكون على قدر المسؤولية التي تقع على عاتقه بحب الناس له, في الوقت الذي يفسر فيه البعض الشهرة والنجومية تفسيرا آخر وخاطئا بأنهم وصلوا للقمة دون منازع ليكون التعامل مع الكبار بعنجهية وافتراء وجحود ونكران للذين وقفوا معهم ومدوا لهم يد العون في بداياتهم الأولى, لذا يجب على المبدع أن ينتبه لنفسه بألا يقع في فخ (الغرور) فهو بمثابة مقبرة فيرفضه المجتمع الذي أحبه وطوقه بالاحترام والتقدير ووقتها لا يجدي الندم.