مأكولات تقود إلى الموت!! ودمدني : عمران الجميعابي رسم تقرير صادر عن المواصفات والمقاييس بولاية الجزيرة؛ صورة قاتمة لمأكل ومشرب إنسان الولاية، وكأنه يحذر المواطنين بتلكم الولاية المنكوبة؛ أن عليكم بالصيام؛ وإلا فالسرطان أمامكم والفشل الكلوي من خلفكم!!. القضية تكتسب خطورتها من الجهة التي وضعت المحاذير أمام (مأكولات) الناس هناك؛ على قلتها، ولذا كان حريا بنا أن نقف عندها بشيء من التفاصيل لنوردها لكم على النحو الآتي: الأعلى في الموت في البداية يكفي أن نقول إن الامر الذي نحن بصدده يتعلق بصحة الانسان وحقوق المستهلك، وهذا وحده يكفي حيث كشف تقرير المواصفات والمقاييس بولاية الجزيرة حول (حماية المستهلك آفاق الحاضر والمستقبل) عن تفشي سرطان الكبد بالجزيرة نتيجة لتلوث الفول السوداني والمدمس، الدكوة بالسموم الفطرية، مؤكداً أن الجزيرة الأعلى في حالات الموت بأول أكسيد الكربون والسبب (قدرة الفول) ومستحضرات التجميل ومبيضات (قدرك ظروفك). وكذلك أشار التقرير الى ارتفاع نسبة الإصابة بالفشل الكلوي وسط النساء إلى 60%، بسبب طريقة عرض المشروبات الغازية والزيوت تحت أشعة الشمس ما يؤدي للإصابة بالسرطان والفشل الكلوي. واشتمل التقرير على جملة من القضايا المهمة للمستهلك من بينها الاهتمام بتنفيذ وتطبيق المواصفات القياسية في مجال اللحوم وتنظيم الأسواق ومكافحة السلع غير المطابقة للمواصفات، ومطابقة المواصفات للألبان ومنتجاتها، ومعرفة متبقي المبيدات والأسمدة في الخضر والفاكهة، والاهتمام بعرض المشروبات الغازية، والزيوت وتداولها وتخزينها، ومعايرة الطلمبات ومستودعات البترول وأهمية مطابقة أوزان الغاز ومعايرة الأجهزة الطبية، ومكافحة السموم الفطرية بالولاية، ومخاطر مستحضرات التجميل، و مخاطر أول أكسيد الكربون. صورة مقلوبة التقرير الذي اعده المهندس أبا يزيد الشيخ الطيب، مدير الفرع الولائي للهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس بولاية الجزيرة والذي تحصلت (السوداني) على نسخة منه، أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المسالخ بولاية الجزيرة تلتزم بتطبيق «3» بنود من جملة «18» بنداً تتضمنها المواصفات المحددة لهذه المسالخ. حيث تجدها مكشوفة أمام الهواء والأتربة، ومرتعاً خصباً للكلاب والقطط، وأن العاملين بالمسالخ يأتون إلى العمل بملابس نظيفة غير أنهم يبدلونها بأخرى متسخة تلتصق بها اللحوم المحمولة على أكتافهم والمستندة على أجسامهم، ولا يراعى غسل اليدين عند السلخ، وتدخل الأرجل في عمليات السلخ بعد خروجها من الحذاء مباشرة، كما تُستخدم في عمليات السلخ أدوات غير معقمة ومياه محفوظة في براميل مجهولة المصدر، ويجري التخلص من مخلفات الذبيح بنسق عشوائي يؤدي إلى إحداث وسط مثالي لتوالد الذباب والناموس والحشرات التي تشكل خطراً كبيراً على صحة الإنسان كما أن عربات الكارو والدرداقات تدخل كوسيط في عمليات ترحيل اللحوم إلى أماكن العرض في عمل ينافي المواصفات العملية المطلوبة في هذا الجانب. نتائج عينات من المفارقات التي ذكرها التقرير أن اللحوم تعرض في أماكن مكشوفة، بينما تعرض الأحذية في البترينات ما جعلها في مأمن من كل شيء، وبالتالي تُركت الكلاب والقطط تلعق في أماكن عرض اللحوم في الجزارات المفتوحة بنهم وتلذذ كبير في الأمسيات، كما أن المشرف على بيع اللحوم الممدة على مساطب المحال التجارية (المعرضة للتلوث بالميكروبات)، جزار متسخ الملابس في حين أن نظيره في الدول الراقية يتميز بزي على درجة عالية من النظافة أشبه ما يكون بالطبيب. وكشفت نتائج تحليل عينة دراسة علمية لمتابعة اللحوم من المسلخ وحتى وصولها للمستهلك تم أخذها بعد ساعة من عملية الذبيح، وجود «15» مليون ميكروب ممرض في مساحة 1سم مربع من اللحوم، وقفز العدد إلى «25» مليون ميكروب بعد ساعتين، وتضاعف العدد إلى «65» مليون ميكروب ممرض بوصولها إلى أماكن العرض، والجدير بالذكر أن أنواع البكتريا الموجودة في اللحوم تصيب الإنسان بالخمول والصداع وفتور الجسم، والفشل الكلوي،كما أن الامر البالغ في الخطورة أن بعض ضعاف النفوس يستخدمون مادة «النترات» لتحويل اللحوم المخزنة لأكثر من يوم إلى شكل مطابق لتلك المذبوحة حديثاً، اما البعض الاخر فيلجأ إلى إضافة المضادات الحيوية للأعلاف مما يقلل نسبة استفادة الحيوان من الغذاء؛ من واقع أن هذه المضادات تقضي على الميكروبات الضارة والمفيدة على حد سواء، وتؤثر في عملية التمثيل الغذائي، كما يتأثر الإنسان بتناوله للحوم المشتملة على متبقيات المضادات الحيوية. وتزيد مسافات المشي الطويلة التي تقطعها حيوانات الصادر، من نسبة العضلات في جسمها وبالتالي زيادة الزمن المخصص للطهي بالقياس لدرجات الجوع. وتقلل خاصية العضلات المفتولة لحيوانات الصادر السودانية من نسب الإقبال عليها أوربياً. ولا تطابق العربات المخصصة لنقل حيوانات الصادر المواصفات المطلوبة، وتتكدس بها أعداد كبيرة من الحيوانات تصل في بعض الأحيان إلى مائتي بهيمة. وتحدث عمليات تداخل قاتلة في حالات الضغط على الفرامل والتوقف المفاجئ تؤدي إلى حدوث فاقد كبير. وظهرت العديد من الممارسات الخاطئة فيما يتعلق بتصنيع وعرض وتعبئة الخبز شملت سوء التعامل مع العجانات حيث تعلق فيها الملابس المتسخة، وتضاف إليها المياه غير النظيفة، ولا تراعى فيها معايير النظافة المطلوبة كما يتم وضع الخبر المعد للبيع على الأرض. مركز مُتقدِّم وكانت وزارة الصحة قد أجرت دراسة عام 1985م عن الامراض التي تؤدي للوفيات بالسودان، حيث استهدفت الدراسة تحديداً مرض السرطان فكانت النتيجة انه أتى في الرقم «13» ضمن الامراض التي تتسبب في الوفيات. لكن بعد مرور عشرين عاماً أي في عام 2005م قفز مرض السرطان إلى المركز الثالث ضمن الامراض المتسببة في الوفيات بالسودان وقفزت الحالات إلى «1000» حالة جديدة في العام بحسب التقرير. ويعزى ذلك للسلوك الغذائي للإنسان حيث المضافات الغذائية والزيوت والمشروبات الغازية، اللحوم، والألبان، والمبيدات، والأسمدة، والسموم الفطرية. وبالعودة للتقرير – مثار حديثنا- نجد أنه تطرق الى العديد من المشاكل الصحية الناتجة عن قلي وتخزين الزيوت وعرضها إذ لا تحتمل كل الزيوت في السودان الغلي في درجة الحرارة العالي، وتوجد هذه الخاصية في زيوت «الصويا- الخروع- الزيتون» غير المتوفرة بكثرة في السودان، كما يجب قلي الزيوت مرة واحدة ومن ثم تحويلها إلى الطهي لأنها تكون في البداية عبارة عن وسط لنقل الحرارة، وتكون إحدى المكونات في الطهي، وان الغلي المتكرر للزيوت يؤدي إلى تكوين مركبات معقدة كيميائياً تسمى «البوليمر» لا يستطيع الجسم تفتيتها وتسبب الفشل الكلوي، كما يؤدي الغلي المتكرر للزيت لحدوث الاختزال الذي يؤثر على الأعصاب ويتميز الزيت المتأكسد باللون الأحمر، والزبد، والدخان، كما أن الشمس تُعرض عبوات التعبئة الشفافة للزيت للتأكسد، وهذا الشئ يبرره أن العبوات التي تميز الزيوت المستجلبة من الخارج تكون معتمة. سموم فطرية وكشفت دراسة أجراها مركز السموم الفطرية التابع للهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس بولايات القضارف- الجزيرة- النيل الأبيض- سنار- شمال كردفان- الخرطوم، انتشار السموم الفطرية في هذه الولايات بنسبة 100%. وتسبب السموم الفطرية سرطان الكبد بفضل تراكم الدهون داخل هذا العضو الحيوي، وتأتي ولاية الجزيرة في المركز الثاني خلف ولاية شمال كردفان من حيث نسبة التلوث بالسموم الفطرية التي ليس لها علاج، ولا تتكسر مركباتها وإن بلغت درجة الغليان «3» آلاف درجة مئوية. ويكمن الحل في الوقاية من الإصابة بالسموم الفطرية الناتجة عن ممارسات المزارعين الذين يقومون بوضع الفول- بعد اقتلاعه- إلى أسفل وأوراقه إلى أعلى فيتعرض للصوفان بفعل الرطوبة بفعل الرطوبة، هذا بجانب سوء التخزين، والتعبئة في جوالات البلاستيك، وأخرجت السموم الفطرية السودان من صادرات الفول السوداني بسبب آثاره الصحية السالبة.. ووجدت الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس مائة عينة تم سحبها من كميات فول سوداني متجهة للمعاصر، ملوثة بمائة وحدة على المليون فما فوق متجاوزة الحد المسموح به عالمياً وهو «16» وحدة على المليون كما ثبت تلوث العينات المأخذوة من الحقل، وعينات الفول المدمس العادي، والمسحون «الدكوة». ويرى المهندس أبا يزيد أن الحل يكمن في إنشاء معاصر كبيرة مزودة بفلاتر لحجب السموم الفطرية أو إنتاج أصناف مقاومة. كما يجري استخدام المبيدات والأسمدة الضارة بصحة الإنسان في المزارع والحقول، وتعلق كميات كبيرة من هذه المبيدات بالخضر والفاكهة المعروضة بالأسواق على الأرض وأماكن تجمع الأوساخ، ومجاري المياه، هذا بالاضافة للعديد من الممارسات الخاطئة وغير الصحية فيما يتعلق بالتعامل مع عمليات الحلب والتوزيع التي تتم في أوان غير صحية، بجانب إضافة بعض المواد الطبية والمياه للألبان المعدة للبيع. ( قدرك ظروفك)!! وتقع مستحضرات التجميل المعروضة في الأسواق خارج نطاق عمل مسئولي الصيدلة الذين يسمح لهم القانون بدخول الصيدليات، وتشكل الاستخدامات الغريبة لبعض الأدوية ومستحضرات التجميل وعلى رأسها المبيضات عبر ما تعارف عليه ب«قدر ظروفك» على مخاطر جسيمة تتمثل في تعطيل مركز اللون الموجود في الكلى؛ فيظهر التباين في شكل الأعضاء واختلاف ألوانها، وقد رفعت هذه الممارسات نسبة الفشل الكلوي وسط النساء إلى 60% مقابل 40% للرجال. وتحتوي مستحضرات التجميل على عناصر صغيرة تخترق جدار المخ وتؤدي للعديد من المشكلات الصحية الخطيرة، كما يتم استخدام حنة الصبغة للتجميل وهي إحدى المركبات الكيميائية المستخدمة في إطارات السيارات. آخر ما تمت الإشارة إليه أن ولاية الجزيرة تعتبر الأعلى من حيث حالات الوفاة بأول أكسيد الكربون غير المحسوس بفضل خلوه من اللون والرائحة والذي يؤدي استنشاقه إلى الشلل التام وفقد القدرة على الكلام والحركة، ويوجد أول أكسيد الكربون بصورة كبيرة في محلات الفول خاصة في الشتاء حين توجد داخل المحل لأغراض التدفئة أو حفاظاً عليها من السرقة كما ينبعث من الشموع ولمبات الإنارة البلدية التي يكثر استخدامها والنوم تحتها في القرى.