شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    الدعم السريع يضع يده على مناجم الذهب بالمثلث الحدودي ويطرد المعدّنين الأهليين    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي: المدن التي تبنى على الإيمان لا تموت    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    تقارير تتحدّث عن قصف مواقع عسكرية في السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالفيديو.. عودة تجار ملابس "القوقو" لمباشرة البيع بمنطقة شرق النيل بالخرطوم وشعارهم (البيع أبو الرخاء والجرد)    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    مانشستر يونايتد يتعادل مع توتنهام    شاهد بالفيديو.. مودل مصرية حسناء ترقص بأزياء "الجرتق" على طريقة العروس السودانية وتثير تفاعلا واسعا على مواقع التواصل    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بالصور.. أشهرهم سميرة دنيا ومطربة مثيرة للجدل.. 3 فنانات سودانيات يحملن نفس الإسم "فاطمة إبراهيم"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توقف آبار النفط بولاية الوحدة جوبا تخوض معارك كسر العظم
نشر في السوداني يوم 23 - 12 - 2013


توقف آبار النفط بولاية الوحدة
جوبا تخوض معارك كسر العظم
تقرير: خالد أحمد
الوقت بدأ يتسرب لإيجاد تسوية سياسية لما يدور في جنوب السودان، حيث تحوّل الأمر من محاولة انقلابية إلى حرب تدور في ولايتيْ الوحدة وجونقلي، وسط تزايد التدخلات الدولية في مساعٍ لحل الأزمة، ونشرت أربع دول قواتها بالجنوب، وتفاقم الوضع الإنساني كثيراً، بسبب المعارك في جونقلي التي تدور فيها معارك عسكرية صعبة، تستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة.
السفير ميان دوت: الانقلاب تحول إلى حرب
بلغة دبلوماسية عالية وضبط للأحرف، عقد سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت مؤتمراً صحفياً أمس، تحدث فيه عن مجمل الأوضاع ببلاده، وحاول بقدر الإمكان أن لا ينجر لما يحدث على الأرض لدرجة أنه جاء وقد حضر نقاط المؤتمر، وقرأها من الورقة التي أعدها. وتهرب كثيراً من الإجابة على الأسئلة الحرجة، ويبدو أن جوبا قد أرسلت إليه رسالة بأن يقوم بتنوير الإعلام السوداني بما يحدث خاصة أن هنالك تأثيراً للخرطوم على المواطنين الجنوبيين الموجودين هنا.
ميان أكد أن الصراع الذي يدور الآن في بلاده هو صراع سياسي ولا علاقة له بالقبيلة أو العرق، وأعرب عن أسفه إزاء من يحاولون إضفاء طابع القبلية على الأحداث.
وقال إن الذين شاركوا في الانقلاب من مجموعات عرقية مختلفة من الدينكا والنوير، وبالمثل فإن قيادة حكومة سلفاكير تضم كل القبائل، مضيفاً: "إن غالبية الذين خرجوا مع رياك مشار ليسوا كلهم نوير بل من الدينكا".
وأرجع ميان أسباب اندلاع الصراع إلى نشوب خلاف سياسي في مجلس التحرير، أثناء انعقاده الأحد الماضي، مما أدى إلى خروج هذه المجموعة وقيامها بهذه الأعمال، وأكد أن الصراع ملامحه واضحة ولا علاقة له بالقبلية، وهو صراع داخل منظومة محددة وهي منظومة الحركة الشعبية الحاكمة، وأن حكومة بلاده ستعمل على أن لا يتعدى الصراع ذلك.
وأضاف: "إن السفارة بالخرطوم اتصلت بكل الجالية من سلاطين وطلاب وغيرهم، وقدمت لهم شرحاً لملابسات الصراع وأنه سياسي وليس قبلياً".
وناشد كل الشعب الجنوبي في السودان بالعمل على تشجيع روح الوحدة والمحبة والاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة بفرح وسلام.
وجدد السفير ميان استعداد حكومة بلاده للحوار مع الخارجين دون شروط، حفاظاً على دماء الشعب الجنوبي، وقال: "حسب معلوماتي فإن الجانب الآخر قدم شروطاً معينة للتفاوض من بينها إطلاق سراح المعتقلين من منسوبيهم" - على حد تعبيره.
وحول دور الخرطوم في السلم أو اتهام جوبا لها بدعم المتمردين، قال ميان إنه إلى الآن ليس هنالك اتهام للخرطوم بالضلوع في الأحداث، وإنها تلعب دوراً إيجابياً في المساهمة في حل الإشكال بالجنوب.
سوزان رايس.. تهدد بإيقاف المساعدات الأمريكية لجوبا
وفي التطور الدولي لقضية جنوب السودان قالت مستشارة الأمن القومي سوزن رايس، إن الولايات المتحدة مستعدة لإنهاء دعمها في حال استمرت أعمال العنف، وقالت: "في حال حاول أفراد أو مجموعات السيطرة أو ممارسة السلطة بالقوة أو ممارسة العنف بحق الناس، فإن الولايات المتحدة لن يكون أمامها خيار آخر سوى سحب دعمها التقليدي والمهم".
كما أطلع فريق الأمن القومي الأمريكي الرئيس باراك أوباما على تطورات الوضع في جنوب السودان، بعد إصابة أربعة عسكريين أمريكيين، إثر إطلاق النار على طائرتهم أثناء إجلائها رعايا أمريكيين من جنوب السودان الذي تعمه الفوضى.
وقال البيت الأبيض في بيان بعد اتصال أوباما بسوزان رايس، مستشارة الأمن القومي الأمريكي، ومساعدين كبار آخرين: "أي محاولة للاستيلاء على السلطة من خلال استخدام القوة العسكرية ستسفر عن إنهاء الدعم المقدم منذ فترة طويلة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".
جوبا: مشار هرب بزورق إلى بانتيو
فيما أعلن وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين، أن نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهروب خوفاً من اعتقاله، وأنه استخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك، وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية وقال بنجامين في تصريح: "نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهرب تجنباً للاعتقال، واستخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية في الليلة السابقة"، وأضاف: "كان على الحكومة أن تؤكد سيادتها، وترسل قوات لمحاولة دحر هؤلاء المتمردين في مدينة بور الرئيسية، وهو ما حدث ويجري تطهير المدينة التي يحتلونها، وتم إرسال قوات لإخراجهم وتأكيد السيادة على البلاد".
الجنرال جيمس يعين حكاماً للمحافظات بولاية الوحدة
ما يزال يسيطر قائد الفرقة الرابعة بالجيش الشعبي على ولاية الوحدة، وأصدر بالأمس منشوراً عسكرياً تمت إذاعته بواسطة إذاعة بانتيو بتعيين حكام عسكريين على عدد من المحافظات، كما عين مستشاراً سياسياً موفداً من قبل رياك مشار.
ومن المتوقع أن تكون العمليات العسكرية إذا اختارت جوبا حسمها عسكرياً صعبة، نسبة لأن كل القوة من الجيش الشعبي والفرقة الرابعة اختارت الانحياز إلى رياك مشار، ولذلك يرجح أن يتم التفاوض مع الجنرال جيمس بدلاً عن إزاحته بالقوة.
والمعلومات التي خرجت من ولاية الوحدة تقول إن عمليات إنتاج النفط توقفت بسبب عمليات القتال التي تدور حولها بحسب العمال الأجانب الذين يتولون تشغيل تلك المحطات.
في وقت تشتد فيه العمليات العسكرية بولاية جونقلي، في محاولة لقوات الجيش الشعبي دخولها، حيث قال الناطق باسم الجيش فليب أقوير إنه يتوقع دخول قواته لمدينة بور في ساعات خلال يوم أمس أو صباح اليوم.
الاتحاد الإفريقي يدعو للتهدئة بمناسبة السنة الميلادية
فيما دعا الاتحاد الإفريقي إلى إيقاف فوري لإطلاق النار بجنوب السودان، لاعتبارات إنسانية بمناسبة أعياد الميلاد.
فيما تواصلت جهود وزراء الإيقاد في إيجاد تسوية سياسية، وبدء حوار بين سلفاكير ورياك مشار الذي قدم شروطاً صعبة للحوار مع سلفاكير.
في وقت تفاقمت فيه الأزمة الإنسانية، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه تلقى تقارير بأن ما يصل إلى 62،000 شخص قد نزحوا بسبب العنف في جنوب السودان، بما في ذلك 42،000 يلتمسون اللجوء في قواعد الأمم المتحدة حالياً، مضيفاً أن هنالك خمس ولايات من أصل عشر تأثرت بالعنف المسلح، كما تم نهب للمركبات التي تعمل في المجال الإنساني بولاية جونقلي والوحدة.
قصص الحرب.. مآسٍ وقتل على الهوية
فيما كشف مراسل صحيفة الغارديان البريطانية من جوبا عن حجم المأساة الإنسانية التي حدثت وعمليات القتل على الهوية، وأن مواطنين رووا قصص بشعة عن قتل الأخ لأخيه يرويها من فروا من المعارك الدائرة في جنوب السودان، هرباً من الموت وطلباً للنجاة، تاركين كل ما يملكون وما أملوا أن يحققوه، في هذه الدولة الوليدة التي تجد نفسها على شفا حرب أهلية.
وقال حسن علي وهو يعمل مهندساً وباكستاني الجنسية، فرّ لتوه من ولاية الوحدة حاملاً معه فقط مشاهدات مرعبة عن حوادث قتل، تتم في حقول النفط الشاسعة التي تغذي كلاً من دولتي السودان وجنوب السودان، وقال زميل له: "إنهم يقتلون بعضهم البعض بالسكاكين وبالحجارة"، ثم أشار بيده بحركة تعني أنهم يقطعون الرقاب.
عامل آخر اسمه دابير يروي كيف شاهد أحد المهاجمين وهو يقطع أيدي ضحاياه. عمال ثلاثة أكدوا أن 16 شخصاً على الأقل قد قتلوا، ومنهم عدد كبير من المدنيين من جنوب السودان، كما رأوا وهم في طريقهم إلى مهبط الطائرة في مدينة الوحدة، أكثر من 20 منزلاً جرى إحراقها بالكامل.
وقال أحد أبناء الدينكا الموجودين بولاية الوحدة ويدعى ماريال أشاك إنه نجا من الموت عندما بدأت الأعداد الموجودة حول القاعدة الصغيرة التابعة للأمم المتحدة في إطلاق النيران، واضطر جنود قوة حفظ السلام لترك هذه المجموعات تدخل القاعدة.
ثم انخدع أعضاء قوات حفظ السلام ولبوا مطلب المسلحين بجمع نحو 20 شخصاً من قبائل الدينكا، وعدد من موظفي الحكومة المحليين في مكان واحد، مع التعهد بحمايتهم من الحشود، لكن عندما اجتمعوا في المكان المحدد، أطلق عدد من المسلحين النار على قوات حفظ السلام وقتلوا اثنين منها، ثم قتلوا بقية الأشخاص من الدينكا. ونجا ماريال أشاك من الموت عندما قام بالاختباء تحت الجثث، واستطاع أن يتماسك حتى لا تبدر منه أية ردة فعل بعدما دهسه أحدهم.
:::
مصحح/حاتم
توقف آبار النفط بولاية الوحدة
جوبا تخوض معارك كسر العظم
تقرير: خالد أحمد
الوقت بدأ يتسرب لإيجاد تسوية سياسية لما يدور في جنوب السودان، حيث تحوّل الأمر من محاولة انقلابية إلى حرب تدور في ولايتيْ الوحدة وجونقلي، وسط تزايد التدخلات الدولية في مساعٍ لحل الأزمة، ونشرت أربع دول قواتها بالجنوب، وتفاقم الوضع الإنساني كثيراً، بسبب المعارك في جونقلي التي تدور فيها معارك عسكرية صعبة، تستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة.
السفير ميان دوت: الانقلاب تحول إلى حرب
بلغة دبلوماسية عالية وضبط للأحرف، عقد سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت مؤتمراً صحفياً أمس، تحدث فيه عن مجمل الأوضاع ببلاده، وحاول بقدر الإمكان أن لا ينجر لما يحدث على الأرض لدرجة أنه جاء وقد حضر نقاط المؤتمر، وقرأها من الورقة التي أعدها. وتهرب كثيراً من الإجابة على الأسئلة الحرجة، ويبدو أن جوبا قد أرسلت إليه رسالة بأن يقوم بتنوير الإعلام السوداني بما يحدث خاصة أن هنالك تأثيراً للخرطوم على المواطنين الجنوبيين الموجودين هنا.
ميان أكد أن الصراع الذي يدور الآن في بلاده هو صراع سياسي ولا علاقة له بالقبيلة أو العرق، وأعرب عن أسفه إزاء من يحاولون إضفاء طابع القبلية على الأحداث.
وقال إن الذين شاركوا في الانقلاب من مجموعات عرقية مختلفة من الدينكا والنوير، وبالمثل فإن قيادة حكومة سلفاكير تضم كل القبائل، مضيفاً: "إن غالبية الذين خرجوا مع رياك مشار ليسوا كلهم نوير بل من الدينكا".
وأرجع ميان أسباب اندلاع الصراع إلى نشوب خلاف سياسي في مجلس التحرير، أثناء انعقاده الأحد الماضي، مما أدى إلى خروج هذه المجموعة وقيامها بهذه الأعمال، وأكد أن الصراع ملامحه واضحة ولا علاقة له بالقبلية، وهو صراع داخل منظومة محددة وهي منظومة الحركة الشعبية الحاكمة، وأن حكومة بلاده ستعمل على أن لا يتعدى الصراع ذلك.
وأضاف: "إن السفارة بالخرطوم اتصلت بكل الجالية من سلاطين وطلاب وغيرهم، وقدمت لهم شرحاً لملابسات الصراع وأنه سياسي وليس قبلياً".
وناشد كل الشعب الجنوبي في السودان بالعمل على تشجيع روح الوحدة والمحبة والاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة بفرح وسلام.
وجدد السفير ميان استعداد حكومة بلاده للحوار مع الخارجين دون شروط، حفاظاً على دماء الشعب الجنوبي، وقال: "حسب معلوماتي فإن الجانب الآخر قدم شروطاً معينة للتفاوض من بينها إطلاق سراح المعتقلين من منسوبيهم" - على حد تعبيره.
وحول دور الخرطوم في السلم أو اتهام جوبا لها بدعم المتمردين، قال ميان إنه إلى الآن ليس هنالك اتهام للخرطوم بالضلوع في الأحداث، وإنها تلعب دوراً إيجابياً في المساهمة في حل الإشكال بالجنوب.
سوزان رايس.. تهدد بإيقاف المساعدات الأمريكية لجوبا
وفي التطور الدولي لقضية جنوب السودان قالت مستشارة الأمن القومي سوزن رايس، إن الولايات المتحدة مستعدة لإنهاء دعمها في حال استمرت أعمال العنف، وقالت: "في حال حاول أفراد أو مجموعات السيطرة أو ممارسة السلطة بالقوة أو ممارسة العنف بحق الناس، فإن الولايات المتحدة لن يكون أمامها خيار آخر سوى سحب دعمها التقليدي والمهم".
كما أطلع فريق الأمن القومي الأمريكي الرئيس باراك أوباما على تطورات الوضع في جنوب السودان، بعد إصابة أربعة عسكريين أمريكيين، إثر إطلاق النار على طائرتهم أثناء إجلائها رعايا أمريكيين من جنوب السودان الذي تعمه الفوضى.
وقال البيت الأبيض في بيان بعد اتصال أوباما بسوزان رايس، مستشارة الأمن القومي الأمريكي، ومساعدين كبار آخرين: "أي محاولة للاستيلاء على السلطة من خلال استخدام القوة العسكرية ستسفر عن إنهاء الدعم المقدم منذ فترة طويلة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".
جوبا: مشار هرب بزورق إلى بانتيو
فيما أعلن وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين، أن نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهروب خوفاً من اعتقاله، وأنه استخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك، وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية وقال بنجامين في تصريح: "نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهرب تجنباً للاعتقال، واستخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية في الليلة السابقة"، وأضاف: "كان على الحكومة أن تؤكد سيادتها، وترسل قوات لمحاولة دحر هؤلاء المتمردين في مدينة بور الرئيسية، وهو ما حدث ويجري تطهير المدينة التي يحتلونها، وتم إرسال قوات لإخراجهم وتأكيد السيادة على البلاد".
الجنرال جيمس يعين حكاماً للمحافظات بولاية الوحدة
ما يزال يسيطر قائد الفرقة الرابعة بالجيش الشعبي على ولاية الوحدة، وأصدر بالأمس منشوراً عسكرياً تمت إذاعته بواسطة إذاعة بانتيو بتعيين حكام عسكريين على عدد من المحافظات، كما عين مستشاراً سياسياً موفداً من قبل رياك مشار.
ومن المتوقع أن تكون العمليات العسكرية إذا اختارت جوبا حسمها عسكرياً صعبة، نسبة لأن كل القوة من الجيش الشعبي والفرقة الرابعة اختارت الانحياز إلى رياك مشار، ولذلك يرجح أن يتم التفاوض مع الجنرال جيمس بدلاً عن إزاحته بالقوة.
والمعلومات التي خرجت من ولاية الوحدة تقول إن عمليات إنتاج النفط توقفت بسبب عمليات القتال التي تدور حولها بحسب العمال الأجانب الذين يتولون تشغيل تلك المحطات.
في وقت تشتد فيه العمليات العسكرية بولاية جونقلي، في محاولة لقوات الجيش الشعبي دخولها، حيث قال الناطق باسم الجيش فليب أقوير إنه يتوقع دخول قواته لمدينة بور في ساعات خلال يوم أمس أو صباح اليوم.
الاتحاد الإفريقي يدعو للتهدئة بمناسبة السنة الميلادية
فيما دعا الاتحاد الإفريقي إلى إيقاف فوري لإطلاق النار بجنوب السودان، لاعتبارات إنسانية بمناسبة أعياد الميلاد.
فيما تواصلت جهود وزراء الإيقاد في إيجاد تسوية سياسية، وبدء حوار بين سلفاكير ورياك مشار الذي قدم شروطاً صعبة للحوار مع سلفاكير.
في وقت تفاقمت فيه الأزمة الإنسانية، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه تلقى تقارير بأن ما يصل إلى 62،000 شخص قد نزحوا بسبب العنف في جنوب السودان، بما في ذلك 42،000 يلتمسون اللجوء في قواعد الأمم المتحدة حالياً، مضيفاً أن هنالك خمس ولايات من أصل عشر تأثرت بالعنف المسلح، كما تم نهب للمركبات التي تعمل في المجال الإنساني بولاية جونقلي والوحدة.
قصص الحرب.. مآسٍ وقتل على الهوية
فيما كشف مراسل صحيفة الغارديان البريطانية من جوبا عن حجم المأساة الإنسانية التي حدثت وعمليات القتل على الهوية، وأن مواطنين رووا قصص بشعة عن قتل الأخ لأخيه يرويها من فروا من المعارك الدائرة في جنوب السودان، هرباً من الموت وطلباً للنجاة، تاركين كل ما يملكون وما أملوا أن يحققوه، في هذه الدولة الوليدة التي تجد نفسها على شفا حرب أهلية.
وقال حسن علي وهو يعمل مهندساً وباكستاني الجنسية، فرّ لتوه من ولاية الوحدة حاملاً معه فقط مشاهدات مرعبة عن حوادث قتل، تتم في حقول النفط الشاسعة التي تغذي كلاً من دولتي السودان وجنوب السودان، وقال زميل له: "إنهم يقتلون بعضهم البعض بالسكاكين وبالحجارة"، ثم أشار بيده بحركة تعني أنهم يقطعون الرقاب.
عامل آخر اسمه دابير يروي كيف شاهد أحد المهاجمين وهو يقطع أيدي ضحاياه. عمال ثلاثة أكدوا أن 16 شخصاً على الأقل قد قتلوا، ومنهم عدد كبير من المدنيين من جنوب السودان، كما رأوا وهم في طريقهم إلى مهبط الطائرة في مدينة الوحدة، أكثر من 20 منزلاً جرى إحراقها بالكامل.
وقال أحد أبناء الدينكا الموجودين بولاية الوحدة ويدعى ماريال أشاك إنه نجا من الموت عندما بدأت الأعداد الموجودة حول القاعدة الصغيرة التابعة للأمم المتحدة في إطلاق النيران، واضطر جنود قوة حفظ السلام لترك هذه المجموعات تدخل القاعدة.
ثم انخدع أعضاء قوات حفظ السلام ولبوا مطلب المسلحين بجمع نحو 20 شخصاً من قبائل الدينكا، وعدد من موظفي الحكومة المحليين في مكان واحد، مع التعهد بحمايتهم من الحشود، لكن عندما اجتمعوا في المكان المحدد، أطلق عدد من المسلحين النار على قوات حفظ السلام وقتلوا اثنين منها، ثم قتلوا بقية الأشخاص من الدينكا. ونجا ماريال أشاك من الموت عندما قام بالاختباء تحت الجثث، واستطاع أن يتماسك حتى لا تبدر منه أية ردة فعل بعدما دهسه أحدهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.