كامل إدريس يقود وفد السودان للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة    وزارة الطاقة تدعم تأهيل المنشآت الشبابية والرياضية بمحلية الخرطوم    "رسوم التأشيرة" تربك السوق الأميركي.. والبيت الأبيض يوضح    د. معاوية البخاري يكتب: ماذا فعل مرتزقة الدعم السريع في السودان؟    مياه الخرطوم تطلق حملة"الفاتورة"    إدانة إفريقية لحادثة الفاشر    دعوات لإنهاء أزمة التأشيرات للطلاب السودانيين في مصر    الاجتماع التقليدي الفني: الهلال باللون باللون الأزرق، و جاموس باللون الأحمر الكامل    يا ريجي جر الخمسين وأسعد هلال الملايين    الشعبية كسلا تكسب الثنائي مسامح وابو قيد    مراقد الشهداء    ليفربول يعبر إيفرتون ويتصدر الدوري الإنجليزي بالعلامة الكاملة    كامل إدريس يدشن أعمال اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر    كامل إدريس يدين بشدة المجزرة البشعة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر    شاهد بالفيديو.. استعرضت في الرقص بطريقة مثيرة.. حسناء الفن السوداني تغني باللهجة المصرية وتشعل حفل غنائي داخل "كافيه" بالقاهرة والجمهور المصري يتفاعل معها بالرقص    شاهد بالصور.. المودل السودانية الحسناء هديل إسماعيل تعود لإثارة الجدل وتستعرض جمالها بإطلالة مثيرة وملفتة وساخرون: (عاوزة تورينا الشعر ولا حاجة تانية)    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توقف آبار النفط بولاية الوحدة جوبا تخوض معارك كسر العظم
نشر في السوداني يوم 23 - 12 - 2013


توقف آبار النفط بولاية الوحدة
جوبا تخوض معارك كسر العظم
تقرير: خالد أحمد
الوقت بدأ يتسرب لإيجاد تسوية سياسية لما يدور في جنوب السودان، حيث تحوّل الأمر من محاولة انقلابية إلى حرب تدور في ولايتيْ الوحدة وجونقلي، وسط تزايد التدخلات الدولية في مساعٍ لحل الأزمة، ونشرت أربع دول قواتها بالجنوب، وتفاقم الوضع الإنساني كثيراً، بسبب المعارك في جونقلي التي تدور فيها معارك عسكرية صعبة، تستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة.
السفير ميان دوت: الانقلاب تحول إلى حرب
بلغة دبلوماسية عالية وضبط للأحرف، عقد سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت مؤتمراً صحفياً أمس، تحدث فيه عن مجمل الأوضاع ببلاده، وحاول بقدر الإمكان أن لا ينجر لما يحدث على الأرض لدرجة أنه جاء وقد حضر نقاط المؤتمر، وقرأها من الورقة التي أعدها. وتهرب كثيراً من الإجابة على الأسئلة الحرجة، ويبدو أن جوبا قد أرسلت إليه رسالة بأن يقوم بتنوير الإعلام السوداني بما يحدث خاصة أن هنالك تأثيراً للخرطوم على المواطنين الجنوبيين الموجودين هنا.
ميان أكد أن الصراع الذي يدور الآن في بلاده هو صراع سياسي ولا علاقة له بالقبيلة أو العرق، وأعرب عن أسفه إزاء من يحاولون إضفاء طابع القبلية على الأحداث.
وقال إن الذين شاركوا في الانقلاب من مجموعات عرقية مختلفة من الدينكا والنوير، وبالمثل فإن قيادة حكومة سلفاكير تضم كل القبائل، مضيفاً: "إن غالبية الذين خرجوا مع رياك مشار ليسوا كلهم نوير بل من الدينكا".
وأرجع ميان أسباب اندلاع الصراع إلى نشوب خلاف سياسي في مجلس التحرير، أثناء انعقاده الأحد الماضي، مما أدى إلى خروج هذه المجموعة وقيامها بهذه الأعمال، وأكد أن الصراع ملامحه واضحة ولا علاقة له بالقبلية، وهو صراع داخل منظومة محددة وهي منظومة الحركة الشعبية الحاكمة، وأن حكومة بلاده ستعمل على أن لا يتعدى الصراع ذلك.
وأضاف: "إن السفارة بالخرطوم اتصلت بكل الجالية من سلاطين وطلاب وغيرهم، وقدمت لهم شرحاً لملابسات الصراع وأنه سياسي وليس قبلياً".
وناشد كل الشعب الجنوبي في السودان بالعمل على تشجيع روح الوحدة والمحبة والاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة بفرح وسلام.
وجدد السفير ميان استعداد حكومة بلاده للحوار مع الخارجين دون شروط، حفاظاً على دماء الشعب الجنوبي، وقال: "حسب معلوماتي فإن الجانب الآخر قدم شروطاً معينة للتفاوض من بينها إطلاق سراح المعتقلين من منسوبيهم" - على حد تعبيره.
وحول دور الخرطوم في السلم أو اتهام جوبا لها بدعم المتمردين، قال ميان إنه إلى الآن ليس هنالك اتهام للخرطوم بالضلوع في الأحداث، وإنها تلعب دوراً إيجابياً في المساهمة في حل الإشكال بالجنوب.
سوزان رايس.. تهدد بإيقاف المساعدات الأمريكية لجوبا
وفي التطور الدولي لقضية جنوب السودان قالت مستشارة الأمن القومي سوزن رايس، إن الولايات المتحدة مستعدة لإنهاء دعمها في حال استمرت أعمال العنف، وقالت: "في حال حاول أفراد أو مجموعات السيطرة أو ممارسة السلطة بالقوة أو ممارسة العنف بحق الناس، فإن الولايات المتحدة لن يكون أمامها خيار آخر سوى سحب دعمها التقليدي والمهم".
كما أطلع فريق الأمن القومي الأمريكي الرئيس باراك أوباما على تطورات الوضع في جنوب السودان، بعد إصابة أربعة عسكريين أمريكيين، إثر إطلاق النار على طائرتهم أثناء إجلائها رعايا أمريكيين من جنوب السودان الذي تعمه الفوضى.
وقال البيت الأبيض في بيان بعد اتصال أوباما بسوزان رايس، مستشارة الأمن القومي الأمريكي، ومساعدين كبار آخرين: "أي محاولة للاستيلاء على السلطة من خلال استخدام القوة العسكرية ستسفر عن إنهاء الدعم المقدم منذ فترة طويلة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".
جوبا: مشار هرب بزورق إلى بانتيو
فيما أعلن وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين، أن نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهروب خوفاً من اعتقاله، وأنه استخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك، وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية وقال بنجامين في تصريح: "نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهرب تجنباً للاعتقال، واستخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية في الليلة السابقة"، وأضاف: "كان على الحكومة أن تؤكد سيادتها، وترسل قوات لمحاولة دحر هؤلاء المتمردين في مدينة بور الرئيسية، وهو ما حدث ويجري تطهير المدينة التي يحتلونها، وتم إرسال قوات لإخراجهم وتأكيد السيادة على البلاد".
الجنرال جيمس يعين حكاماً للمحافظات بولاية الوحدة
ما يزال يسيطر قائد الفرقة الرابعة بالجيش الشعبي على ولاية الوحدة، وأصدر بالأمس منشوراً عسكرياً تمت إذاعته بواسطة إذاعة بانتيو بتعيين حكام عسكريين على عدد من المحافظات، كما عين مستشاراً سياسياً موفداً من قبل رياك مشار.
ومن المتوقع أن تكون العمليات العسكرية إذا اختارت جوبا حسمها عسكرياً صعبة، نسبة لأن كل القوة من الجيش الشعبي والفرقة الرابعة اختارت الانحياز إلى رياك مشار، ولذلك يرجح أن يتم التفاوض مع الجنرال جيمس بدلاً عن إزاحته بالقوة.
والمعلومات التي خرجت من ولاية الوحدة تقول إن عمليات إنتاج النفط توقفت بسبب عمليات القتال التي تدور حولها بحسب العمال الأجانب الذين يتولون تشغيل تلك المحطات.
في وقت تشتد فيه العمليات العسكرية بولاية جونقلي، في محاولة لقوات الجيش الشعبي دخولها، حيث قال الناطق باسم الجيش فليب أقوير إنه يتوقع دخول قواته لمدينة بور في ساعات خلال يوم أمس أو صباح اليوم.
الاتحاد الإفريقي يدعو للتهدئة بمناسبة السنة الميلادية
فيما دعا الاتحاد الإفريقي إلى إيقاف فوري لإطلاق النار بجنوب السودان، لاعتبارات إنسانية بمناسبة أعياد الميلاد.
فيما تواصلت جهود وزراء الإيقاد في إيجاد تسوية سياسية، وبدء حوار بين سلفاكير ورياك مشار الذي قدم شروطاً صعبة للحوار مع سلفاكير.
في وقت تفاقمت فيه الأزمة الإنسانية، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه تلقى تقارير بأن ما يصل إلى 62،000 شخص قد نزحوا بسبب العنف في جنوب السودان، بما في ذلك 42،000 يلتمسون اللجوء في قواعد الأمم المتحدة حالياً، مضيفاً أن هنالك خمس ولايات من أصل عشر تأثرت بالعنف المسلح، كما تم نهب للمركبات التي تعمل في المجال الإنساني بولاية جونقلي والوحدة.
قصص الحرب.. مآسٍ وقتل على الهوية
فيما كشف مراسل صحيفة الغارديان البريطانية من جوبا عن حجم المأساة الإنسانية التي حدثت وعمليات القتل على الهوية، وأن مواطنين رووا قصص بشعة عن قتل الأخ لأخيه يرويها من فروا من المعارك الدائرة في جنوب السودان، هرباً من الموت وطلباً للنجاة، تاركين كل ما يملكون وما أملوا أن يحققوه، في هذه الدولة الوليدة التي تجد نفسها على شفا حرب أهلية.
وقال حسن علي وهو يعمل مهندساً وباكستاني الجنسية، فرّ لتوه من ولاية الوحدة حاملاً معه فقط مشاهدات مرعبة عن حوادث قتل، تتم في حقول النفط الشاسعة التي تغذي كلاً من دولتي السودان وجنوب السودان، وقال زميل له: "إنهم يقتلون بعضهم البعض بالسكاكين وبالحجارة"، ثم أشار بيده بحركة تعني أنهم يقطعون الرقاب.
عامل آخر اسمه دابير يروي كيف شاهد أحد المهاجمين وهو يقطع أيدي ضحاياه. عمال ثلاثة أكدوا أن 16 شخصاً على الأقل قد قتلوا، ومنهم عدد كبير من المدنيين من جنوب السودان، كما رأوا وهم في طريقهم إلى مهبط الطائرة في مدينة الوحدة، أكثر من 20 منزلاً جرى إحراقها بالكامل.
وقال أحد أبناء الدينكا الموجودين بولاية الوحدة ويدعى ماريال أشاك إنه نجا من الموت عندما بدأت الأعداد الموجودة حول القاعدة الصغيرة التابعة للأمم المتحدة في إطلاق النيران، واضطر جنود قوة حفظ السلام لترك هذه المجموعات تدخل القاعدة.
ثم انخدع أعضاء قوات حفظ السلام ولبوا مطلب المسلحين بجمع نحو 20 شخصاً من قبائل الدينكا، وعدد من موظفي الحكومة المحليين في مكان واحد، مع التعهد بحمايتهم من الحشود، لكن عندما اجتمعوا في المكان المحدد، أطلق عدد من المسلحين النار على قوات حفظ السلام وقتلوا اثنين منها، ثم قتلوا بقية الأشخاص من الدينكا. ونجا ماريال أشاك من الموت عندما قام بالاختباء تحت الجثث، واستطاع أن يتماسك حتى لا تبدر منه أية ردة فعل بعدما دهسه أحدهم.
:::
مصحح/حاتم
توقف آبار النفط بولاية الوحدة
جوبا تخوض معارك كسر العظم
تقرير: خالد أحمد
الوقت بدأ يتسرب لإيجاد تسوية سياسية لما يدور في جنوب السودان، حيث تحوّل الأمر من محاولة انقلابية إلى حرب تدور في ولايتيْ الوحدة وجونقلي، وسط تزايد التدخلات الدولية في مساعٍ لحل الأزمة، ونشرت أربع دول قواتها بالجنوب، وتفاقم الوضع الإنساني كثيراً، بسبب المعارك في جونقلي التي تدور فيها معارك عسكرية صعبة، تستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة.
السفير ميان دوت: الانقلاب تحول إلى حرب
بلغة دبلوماسية عالية وضبط للأحرف، عقد سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت مؤتمراً صحفياً أمس، تحدث فيه عن مجمل الأوضاع ببلاده، وحاول بقدر الإمكان أن لا ينجر لما يحدث على الأرض لدرجة أنه جاء وقد حضر نقاط المؤتمر، وقرأها من الورقة التي أعدها. وتهرب كثيراً من الإجابة على الأسئلة الحرجة، ويبدو أن جوبا قد أرسلت إليه رسالة بأن يقوم بتنوير الإعلام السوداني بما يحدث خاصة أن هنالك تأثيراً للخرطوم على المواطنين الجنوبيين الموجودين هنا.
ميان أكد أن الصراع الذي يدور الآن في بلاده هو صراع سياسي ولا علاقة له بالقبيلة أو العرق، وأعرب عن أسفه إزاء من يحاولون إضفاء طابع القبلية على الأحداث.
وقال إن الذين شاركوا في الانقلاب من مجموعات عرقية مختلفة من الدينكا والنوير، وبالمثل فإن قيادة حكومة سلفاكير تضم كل القبائل، مضيفاً: "إن غالبية الذين خرجوا مع رياك مشار ليسوا كلهم نوير بل من الدينكا".
وأرجع ميان أسباب اندلاع الصراع إلى نشوب خلاف سياسي في مجلس التحرير، أثناء انعقاده الأحد الماضي، مما أدى إلى خروج هذه المجموعة وقيامها بهذه الأعمال، وأكد أن الصراع ملامحه واضحة ولا علاقة له بالقبلية، وهو صراع داخل منظومة محددة وهي منظومة الحركة الشعبية الحاكمة، وأن حكومة بلاده ستعمل على أن لا يتعدى الصراع ذلك.
وأضاف: "إن السفارة بالخرطوم اتصلت بكل الجالية من سلاطين وطلاب وغيرهم، وقدمت لهم شرحاً لملابسات الصراع وأنه سياسي وليس قبلياً".
وناشد كل الشعب الجنوبي في السودان بالعمل على تشجيع روح الوحدة والمحبة والاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة بفرح وسلام.
وجدد السفير ميان استعداد حكومة بلاده للحوار مع الخارجين دون شروط، حفاظاً على دماء الشعب الجنوبي، وقال: "حسب معلوماتي فإن الجانب الآخر قدم شروطاً معينة للتفاوض من بينها إطلاق سراح المعتقلين من منسوبيهم" - على حد تعبيره.
وحول دور الخرطوم في السلم أو اتهام جوبا لها بدعم المتمردين، قال ميان إنه إلى الآن ليس هنالك اتهام للخرطوم بالضلوع في الأحداث، وإنها تلعب دوراً إيجابياً في المساهمة في حل الإشكال بالجنوب.
سوزان رايس.. تهدد بإيقاف المساعدات الأمريكية لجوبا
وفي التطور الدولي لقضية جنوب السودان قالت مستشارة الأمن القومي سوزن رايس، إن الولايات المتحدة مستعدة لإنهاء دعمها في حال استمرت أعمال العنف، وقالت: "في حال حاول أفراد أو مجموعات السيطرة أو ممارسة السلطة بالقوة أو ممارسة العنف بحق الناس، فإن الولايات المتحدة لن يكون أمامها خيار آخر سوى سحب دعمها التقليدي والمهم".
كما أطلع فريق الأمن القومي الأمريكي الرئيس باراك أوباما على تطورات الوضع في جنوب السودان، بعد إصابة أربعة عسكريين أمريكيين، إثر إطلاق النار على طائرتهم أثناء إجلائها رعايا أمريكيين من جنوب السودان الذي تعمه الفوضى.
وقال البيت الأبيض في بيان بعد اتصال أوباما بسوزان رايس، مستشارة الأمن القومي الأمريكي، ومساعدين كبار آخرين: "أي محاولة للاستيلاء على السلطة من خلال استخدام القوة العسكرية ستسفر عن إنهاء الدعم المقدم منذ فترة طويلة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".
جوبا: مشار هرب بزورق إلى بانتيو
فيما أعلن وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين، أن نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهروب خوفاً من اعتقاله، وأنه استخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك، وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية وقال بنجامين في تصريح: "نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهرب تجنباً للاعتقال، واستخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية في الليلة السابقة"، وأضاف: "كان على الحكومة أن تؤكد سيادتها، وترسل قوات لمحاولة دحر هؤلاء المتمردين في مدينة بور الرئيسية، وهو ما حدث ويجري تطهير المدينة التي يحتلونها، وتم إرسال قوات لإخراجهم وتأكيد السيادة على البلاد".
الجنرال جيمس يعين حكاماً للمحافظات بولاية الوحدة
ما يزال يسيطر قائد الفرقة الرابعة بالجيش الشعبي على ولاية الوحدة، وأصدر بالأمس منشوراً عسكرياً تمت إذاعته بواسطة إذاعة بانتيو بتعيين حكام عسكريين على عدد من المحافظات، كما عين مستشاراً سياسياً موفداً من قبل رياك مشار.
ومن المتوقع أن تكون العمليات العسكرية إذا اختارت جوبا حسمها عسكرياً صعبة، نسبة لأن كل القوة من الجيش الشعبي والفرقة الرابعة اختارت الانحياز إلى رياك مشار، ولذلك يرجح أن يتم التفاوض مع الجنرال جيمس بدلاً عن إزاحته بالقوة.
والمعلومات التي خرجت من ولاية الوحدة تقول إن عمليات إنتاج النفط توقفت بسبب عمليات القتال التي تدور حولها بحسب العمال الأجانب الذين يتولون تشغيل تلك المحطات.
في وقت تشتد فيه العمليات العسكرية بولاية جونقلي، في محاولة لقوات الجيش الشعبي دخولها، حيث قال الناطق باسم الجيش فليب أقوير إنه يتوقع دخول قواته لمدينة بور في ساعات خلال يوم أمس أو صباح اليوم.
الاتحاد الإفريقي يدعو للتهدئة بمناسبة السنة الميلادية
فيما دعا الاتحاد الإفريقي إلى إيقاف فوري لإطلاق النار بجنوب السودان، لاعتبارات إنسانية بمناسبة أعياد الميلاد.
فيما تواصلت جهود وزراء الإيقاد في إيجاد تسوية سياسية، وبدء حوار بين سلفاكير ورياك مشار الذي قدم شروطاً صعبة للحوار مع سلفاكير.
في وقت تفاقمت فيه الأزمة الإنسانية، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه تلقى تقارير بأن ما يصل إلى 62،000 شخص قد نزحوا بسبب العنف في جنوب السودان، بما في ذلك 42،000 يلتمسون اللجوء في قواعد الأمم المتحدة حالياً، مضيفاً أن هنالك خمس ولايات من أصل عشر تأثرت بالعنف المسلح، كما تم نهب للمركبات التي تعمل في المجال الإنساني بولاية جونقلي والوحدة.
قصص الحرب.. مآسٍ وقتل على الهوية
فيما كشف مراسل صحيفة الغارديان البريطانية من جوبا عن حجم المأساة الإنسانية التي حدثت وعمليات القتل على الهوية، وأن مواطنين رووا قصص بشعة عن قتل الأخ لأخيه يرويها من فروا من المعارك الدائرة في جنوب السودان، هرباً من الموت وطلباً للنجاة، تاركين كل ما يملكون وما أملوا أن يحققوه، في هذه الدولة الوليدة التي تجد نفسها على شفا حرب أهلية.
وقال حسن علي وهو يعمل مهندساً وباكستاني الجنسية، فرّ لتوه من ولاية الوحدة حاملاً معه فقط مشاهدات مرعبة عن حوادث قتل، تتم في حقول النفط الشاسعة التي تغذي كلاً من دولتي السودان وجنوب السودان، وقال زميل له: "إنهم يقتلون بعضهم البعض بالسكاكين وبالحجارة"، ثم أشار بيده بحركة تعني أنهم يقطعون الرقاب.
عامل آخر اسمه دابير يروي كيف شاهد أحد المهاجمين وهو يقطع أيدي ضحاياه. عمال ثلاثة أكدوا أن 16 شخصاً على الأقل قد قتلوا، ومنهم عدد كبير من المدنيين من جنوب السودان، كما رأوا وهم في طريقهم إلى مهبط الطائرة في مدينة الوحدة، أكثر من 20 منزلاً جرى إحراقها بالكامل.
وقال أحد أبناء الدينكا الموجودين بولاية الوحدة ويدعى ماريال أشاك إنه نجا من الموت عندما بدأت الأعداد الموجودة حول القاعدة الصغيرة التابعة للأمم المتحدة في إطلاق النيران، واضطر جنود قوة حفظ السلام لترك هذه المجموعات تدخل القاعدة.
ثم انخدع أعضاء قوات حفظ السلام ولبوا مطلب المسلحين بجمع نحو 20 شخصاً من قبائل الدينكا، وعدد من موظفي الحكومة المحليين في مكان واحد، مع التعهد بحمايتهم من الحشود، لكن عندما اجتمعوا في المكان المحدد، أطلق عدد من المسلحين النار على قوات حفظ السلام وقتلوا اثنين منها، ثم قتلوا بقية الأشخاص من الدينكا. ونجا ماريال أشاك من الموت عندما قام بالاختباء تحت الجثث، واستطاع أن يتماسك حتى لا تبدر منه أية ردة فعل بعدما دهسه أحدهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.