قوات الدعم السريع تطلق سراح اثنين من أبناء شقيقة البشير اعتقلتهم من قرية صراصر    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توقف آبار النفط بولاية الوحدة جوبا تخوض معارك كسر العظم
نشر في السوداني يوم 23 - 12 - 2013


توقف آبار النفط بولاية الوحدة
جوبا تخوض معارك كسر العظم
تقرير: خالد أحمد
الوقت بدأ يتسرب لإيجاد تسوية سياسية لما يدور في جنوب السودان، حيث تحوّل الأمر من محاولة انقلابية إلى حرب تدور في ولايتيْ الوحدة وجونقلي، وسط تزايد التدخلات الدولية في مساعٍ لحل الأزمة، ونشرت أربع دول قواتها بالجنوب، وتفاقم الوضع الإنساني كثيراً، بسبب المعارك في جونقلي التي تدور فيها معارك عسكرية صعبة، تستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة.
السفير ميان دوت: الانقلاب تحول إلى حرب
بلغة دبلوماسية عالية وضبط للأحرف، عقد سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت مؤتمراً صحفياً أمس، تحدث فيه عن مجمل الأوضاع ببلاده، وحاول بقدر الإمكان أن لا ينجر لما يحدث على الأرض لدرجة أنه جاء وقد حضر نقاط المؤتمر، وقرأها من الورقة التي أعدها. وتهرب كثيراً من الإجابة على الأسئلة الحرجة، ويبدو أن جوبا قد أرسلت إليه رسالة بأن يقوم بتنوير الإعلام السوداني بما يحدث خاصة أن هنالك تأثيراً للخرطوم على المواطنين الجنوبيين الموجودين هنا.
ميان أكد أن الصراع الذي يدور الآن في بلاده هو صراع سياسي ولا علاقة له بالقبيلة أو العرق، وأعرب عن أسفه إزاء من يحاولون إضفاء طابع القبلية على الأحداث.
وقال إن الذين شاركوا في الانقلاب من مجموعات عرقية مختلفة من الدينكا والنوير، وبالمثل فإن قيادة حكومة سلفاكير تضم كل القبائل، مضيفاً: "إن غالبية الذين خرجوا مع رياك مشار ليسوا كلهم نوير بل من الدينكا".
وأرجع ميان أسباب اندلاع الصراع إلى نشوب خلاف سياسي في مجلس التحرير، أثناء انعقاده الأحد الماضي، مما أدى إلى خروج هذه المجموعة وقيامها بهذه الأعمال، وأكد أن الصراع ملامحه واضحة ولا علاقة له بالقبلية، وهو صراع داخل منظومة محددة وهي منظومة الحركة الشعبية الحاكمة، وأن حكومة بلاده ستعمل على أن لا يتعدى الصراع ذلك.
وأضاف: "إن السفارة بالخرطوم اتصلت بكل الجالية من سلاطين وطلاب وغيرهم، وقدمت لهم شرحاً لملابسات الصراع وأنه سياسي وليس قبلياً".
وناشد كل الشعب الجنوبي في السودان بالعمل على تشجيع روح الوحدة والمحبة والاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة بفرح وسلام.
وجدد السفير ميان استعداد حكومة بلاده للحوار مع الخارجين دون شروط، حفاظاً على دماء الشعب الجنوبي، وقال: "حسب معلوماتي فإن الجانب الآخر قدم شروطاً معينة للتفاوض من بينها إطلاق سراح المعتقلين من منسوبيهم" - على حد تعبيره.
وحول دور الخرطوم في السلم أو اتهام جوبا لها بدعم المتمردين، قال ميان إنه إلى الآن ليس هنالك اتهام للخرطوم بالضلوع في الأحداث، وإنها تلعب دوراً إيجابياً في المساهمة في حل الإشكال بالجنوب.
سوزان رايس.. تهدد بإيقاف المساعدات الأمريكية لجوبا
وفي التطور الدولي لقضية جنوب السودان قالت مستشارة الأمن القومي سوزن رايس، إن الولايات المتحدة مستعدة لإنهاء دعمها في حال استمرت أعمال العنف، وقالت: "في حال حاول أفراد أو مجموعات السيطرة أو ممارسة السلطة بالقوة أو ممارسة العنف بحق الناس، فإن الولايات المتحدة لن يكون أمامها خيار آخر سوى سحب دعمها التقليدي والمهم".
كما أطلع فريق الأمن القومي الأمريكي الرئيس باراك أوباما على تطورات الوضع في جنوب السودان، بعد إصابة أربعة عسكريين أمريكيين، إثر إطلاق النار على طائرتهم أثناء إجلائها رعايا أمريكيين من جنوب السودان الذي تعمه الفوضى.
وقال البيت الأبيض في بيان بعد اتصال أوباما بسوزان رايس، مستشارة الأمن القومي الأمريكي، ومساعدين كبار آخرين: "أي محاولة للاستيلاء على السلطة من خلال استخدام القوة العسكرية ستسفر عن إنهاء الدعم المقدم منذ فترة طويلة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".
جوبا: مشار هرب بزورق إلى بانتيو
فيما أعلن وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين، أن نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهروب خوفاً من اعتقاله، وأنه استخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك، وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية وقال بنجامين في تصريح: "نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهرب تجنباً للاعتقال، واستخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية في الليلة السابقة"، وأضاف: "كان على الحكومة أن تؤكد سيادتها، وترسل قوات لمحاولة دحر هؤلاء المتمردين في مدينة بور الرئيسية، وهو ما حدث ويجري تطهير المدينة التي يحتلونها، وتم إرسال قوات لإخراجهم وتأكيد السيادة على البلاد".
الجنرال جيمس يعين حكاماً للمحافظات بولاية الوحدة
ما يزال يسيطر قائد الفرقة الرابعة بالجيش الشعبي على ولاية الوحدة، وأصدر بالأمس منشوراً عسكرياً تمت إذاعته بواسطة إذاعة بانتيو بتعيين حكام عسكريين على عدد من المحافظات، كما عين مستشاراً سياسياً موفداً من قبل رياك مشار.
ومن المتوقع أن تكون العمليات العسكرية إذا اختارت جوبا حسمها عسكرياً صعبة، نسبة لأن كل القوة من الجيش الشعبي والفرقة الرابعة اختارت الانحياز إلى رياك مشار، ولذلك يرجح أن يتم التفاوض مع الجنرال جيمس بدلاً عن إزاحته بالقوة.
والمعلومات التي خرجت من ولاية الوحدة تقول إن عمليات إنتاج النفط توقفت بسبب عمليات القتال التي تدور حولها بحسب العمال الأجانب الذين يتولون تشغيل تلك المحطات.
في وقت تشتد فيه العمليات العسكرية بولاية جونقلي، في محاولة لقوات الجيش الشعبي دخولها، حيث قال الناطق باسم الجيش فليب أقوير إنه يتوقع دخول قواته لمدينة بور في ساعات خلال يوم أمس أو صباح اليوم.
الاتحاد الإفريقي يدعو للتهدئة بمناسبة السنة الميلادية
فيما دعا الاتحاد الإفريقي إلى إيقاف فوري لإطلاق النار بجنوب السودان، لاعتبارات إنسانية بمناسبة أعياد الميلاد.
فيما تواصلت جهود وزراء الإيقاد في إيجاد تسوية سياسية، وبدء حوار بين سلفاكير ورياك مشار الذي قدم شروطاً صعبة للحوار مع سلفاكير.
في وقت تفاقمت فيه الأزمة الإنسانية، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه تلقى تقارير بأن ما يصل إلى 62،000 شخص قد نزحوا بسبب العنف في جنوب السودان، بما في ذلك 42،000 يلتمسون اللجوء في قواعد الأمم المتحدة حالياً، مضيفاً أن هنالك خمس ولايات من أصل عشر تأثرت بالعنف المسلح، كما تم نهب للمركبات التي تعمل في المجال الإنساني بولاية جونقلي والوحدة.
قصص الحرب.. مآسٍ وقتل على الهوية
فيما كشف مراسل صحيفة الغارديان البريطانية من جوبا عن حجم المأساة الإنسانية التي حدثت وعمليات القتل على الهوية، وأن مواطنين رووا قصص بشعة عن قتل الأخ لأخيه يرويها من فروا من المعارك الدائرة في جنوب السودان، هرباً من الموت وطلباً للنجاة، تاركين كل ما يملكون وما أملوا أن يحققوه، في هذه الدولة الوليدة التي تجد نفسها على شفا حرب أهلية.
وقال حسن علي وهو يعمل مهندساً وباكستاني الجنسية، فرّ لتوه من ولاية الوحدة حاملاً معه فقط مشاهدات مرعبة عن حوادث قتل، تتم في حقول النفط الشاسعة التي تغذي كلاً من دولتي السودان وجنوب السودان، وقال زميل له: "إنهم يقتلون بعضهم البعض بالسكاكين وبالحجارة"، ثم أشار بيده بحركة تعني أنهم يقطعون الرقاب.
عامل آخر اسمه دابير يروي كيف شاهد أحد المهاجمين وهو يقطع أيدي ضحاياه. عمال ثلاثة أكدوا أن 16 شخصاً على الأقل قد قتلوا، ومنهم عدد كبير من المدنيين من جنوب السودان، كما رأوا وهم في طريقهم إلى مهبط الطائرة في مدينة الوحدة، أكثر من 20 منزلاً جرى إحراقها بالكامل.
وقال أحد أبناء الدينكا الموجودين بولاية الوحدة ويدعى ماريال أشاك إنه نجا من الموت عندما بدأت الأعداد الموجودة حول القاعدة الصغيرة التابعة للأمم المتحدة في إطلاق النيران، واضطر جنود قوة حفظ السلام لترك هذه المجموعات تدخل القاعدة.
ثم انخدع أعضاء قوات حفظ السلام ولبوا مطلب المسلحين بجمع نحو 20 شخصاً من قبائل الدينكا، وعدد من موظفي الحكومة المحليين في مكان واحد، مع التعهد بحمايتهم من الحشود، لكن عندما اجتمعوا في المكان المحدد، أطلق عدد من المسلحين النار على قوات حفظ السلام وقتلوا اثنين منها، ثم قتلوا بقية الأشخاص من الدينكا. ونجا ماريال أشاك من الموت عندما قام بالاختباء تحت الجثث، واستطاع أن يتماسك حتى لا تبدر منه أية ردة فعل بعدما دهسه أحدهم.
:::
مصحح/حاتم
توقف آبار النفط بولاية الوحدة
جوبا تخوض معارك كسر العظم
تقرير: خالد أحمد
الوقت بدأ يتسرب لإيجاد تسوية سياسية لما يدور في جنوب السودان، حيث تحوّل الأمر من محاولة انقلابية إلى حرب تدور في ولايتيْ الوحدة وجونقلي، وسط تزايد التدخلات الدولية في مساعٍ لحل الأزمة، ونشرت أربع دول قواتها بالجنوب، وتفاقم الوضع الإنساني كثيراً، بسبب المعارك في جونقلي التي تدور فيها معارك عسكرية صعبة، تستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة.
السفير ميان دوت: الانقلاب تحول إلى حرب
بلغة دبلوماسية عالية وضبط للأحرف، عقد سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت مؤتمراً صحفياً أمس، تحدث فيه عن مجمل الأوضاع ببلاده، وحاول بقدر الإمكان أن لا ينجر لما يحدث على الأرض لدرجة أنه جاء وقد حضر نقاط المؤتمر، وقرأها من الورقة التي أعدها. وتهرب كثيراً من الإجابة على الأسئلة الحرجة، ويبدو أن جوبا قد أرسلت إليه رسالة بأن يقوم بتنوير الإعلام السوداني بما يحدث خاصة أن هنالك تأثيراً للخرطوم على المواطنين الجنوبيين الموجودين هنا.
ميان أكد أن الصراع الذي يدور الآن في بلاده هو صراع سياسي ولا علاقة له بالقبيلة أو العرق، وأعرب عن أسفه إزاء من يحاولون إضفاء طابع القبلية على الأحداث.
وقال إن الذين شاركوا في الانقلاب من مجموعات عرقية مختلفة من الدينكا والنوير، وبالمثل فإن قيادة حكومة سلفاكير تضم كل القبائل، مضيفاً: "إن غالبية الذين خرجوا مع رياك مشار ليسوا كلهم نوير بل من الدينكا".
وأرجع ميان أسباب اندلاع الصراع إلى نشوب خلاف سياسي في مجلس التحرير، أثناء انعقاده الأحد الماضي، مما أدى إلى خروج هذه المجموعة وقيامها بهذه الأعمال، وأكد أن الصراع ملامحه واضحة ولا علاقة له بالقبلية، وهو صراع داخل منظومة محددة وهي منظومة الحركة الشعبية الحاكمة، وأن حكومة بلاده ستعمل على أن لا يتعدى الصراع ذلك.
وأضاف: "إن السفارة بالخرطوم اتصلت بكل الجالية من سلاطين وطلاب وغيرهم، وقدمت لهم شرحاً لملابسات الصراع وأنه سياسي وليس قبلياً".
وناشد كل الشعب الجنوبي في السودان بالعمل على تشجيع روح الوحدة والمحبة والاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة بفرح وسلام.
وجدد السفير ميان استعداد حكومة بلاده للحوار مع الخارجين دون شروط، حفاظاً على دماء الشعب الجنوبي، وقال: "حسب معلوماتي فإن الجانب الآخر قدم شروطاً معينة للتفاوض من بينها إطلاق سراح المعتقلين من منسوبيهم" - على حد تعبيره.
وحول دور الخرطوم في السلم أو اتهام جوبا لها بدعم المتمردين، قال ميان إنه إلى الآن ليس هنالك اتهام للخرطوم بالضلوع في الأحداث، وإنها تلعب دوراً إيجابياً في المساهمة في حل الإشكال بالجنوب.
سوزان رايس.. تهدد بإيقاف المساعدات الأمريكية لجوبا
وفي التطور الدولي لقضية جنوب السودان قالت مستشارة الأمن القومي سوزن رايس، إن الولايات المتحدة مستعدة لإنهاء دعمها في حال استمرت أعمال العنف، وقالت: "في حال حاول أفراد أو مجموعات السيطرة أو ممارسة السلطة بالقوة أو ممارسة العنف بحق الناس، فإن الولايات المتحدة لن يكون أمامها خيار آخر سوى سحب دعمها التقليدي والمهم".
كما أطلع فريق الأمن القومي الأمريكي الرئيس باراك أوباما على تطورات الوضع في جنوب السودان، بعد إصابة أربعة عسكريين أمريكيين، إثر إطلاق النار على طائرتهم أثناء إجلائها رعايا أمريكيين من جنوب السودان الذي تعمه الفوضى.
وقال البيت الأبيض في بيان بعد اتصال أوباما بسوزان رايس، مستشارة الأمن القومي الأمريكي، ومساعدين كبار آخرين: "أي محاولة للاستيلاء على السلطة من خلال استخدام القوة العسكرية ستسفر عن إنهاء الدعم المقدم منذ فترة طويلة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".
جوبا: مشار هرب بزورق إلى بانتيو
فيما أعلن وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين، أن نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهروب خوفاً من اعتقاله، وأنه استخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك، وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية وقال بنجامين في تصريح: "نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهرب تجنباً للاعتقال، واستخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية في الليلة السابقة"، وأضاف: "كان على الحكومة أن تؤكد سيادتها، وترسل قوات لمحاولة دحر هؤلاء المتمردين في مدينة بور الرئيسية، وهو ما حدث ويجري تطهير المدينة التي يحتلونها، وتم إرسال قوات لإخراجهم وتأكيد السيادة على البلاد".
الجنرال جيمس يعين حكاماً للمحافظات بولاية الوحدة
ما يزال يسيطر قائد الفرقة الرابعة بالجيش الشعبي على ولاية الوحدة، وأصدر بالأمس منشوراً عسكرياً تمت إذاعته بواسطة إذاعة بانتيو بتعيين حكام عسكريين على عدد من المحافظات، كما عين مستشاراً سياسياً موفداً من قبل رياك مشار.
ومن المتوقع أن تكون العمليات العسكرية إذا اختارت جوبا حسمها عسكرياً صعبة، نسبة لأن كل القوة من الجيش الشعبي والفرقة الرابعة اختارت الانحياز إلى رياك مشار، ولذلك يرجح أن يتم التفاوض مع الجنرال جيمس بدلاً عن إزاحته بالقوة.
والمعلومات التي خرجت من ولاية الوحدة تقول إن عمليات إنتاج النفط توقفت بسبب عمليات القتال التي تدور حولها بحسب العمال الأجانب الذين يتولون تشغيل تلك المحطات.
في وقت تشتد فيه العمليات العسكرية بولاية جونقلي، في محاولة لقوات الجيش الشعبي دخولها، حيث قال الناطق باسم الجيش فليب أقوير إنه يتوقع دخول قواته لمدينة بور في ساعات خلال يوم أمس أو صباح اليوم.
الاتحاد الإفريقي يدعو للتهدئة بمناسبة السنة الميلادية
فيما دعا الاتحاد الإفريقي إلى إيقاف فوري لإطلاق النار بجنوب السودان، لاعتبارات إنسانية بمناسبة أعياد الميلاد.
فيما تواصلت جهود وزراء الإيقاد في إيجاد تسوية سياسية، وبدء حوار بين سلفاكير ورياك مشار الذي قدم شروطاً صعبة للحوار مع سلفاكير.
في وقت تفاقمت فيه الأزمة الإنسانية، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه تلقى تقارير بأن ما يصل إلى 62،000 شخص قد نزحوا بسبب العنف في جنوب السودان، بما في ذلك 42،000 يلتمسون اللجوء في قواعد الأمم المتحدة حالياً، مضيفاً أن هنالك خمس ولايات من أصل عشر تأثرت بالعنف المسلح، كما تم نهب للمركبات التي تعمل في المجال الإنساني بولاية جونقلي والوحدة.
قصص الحرب.. مآسٍ وقتل على الهوية
فيما كشف مراسل صحيفة الغارديان البريطانية من جوبا عن حجم المأساة الإنسانية التي حدثت وعمليات القتل على الهوية، وأن مواطنين رووا قصص بشعة عن قتل الأخ لأخيه يرويها من فروا من المعارك الدائرة في جنوب السودان، هرباً من الموت وطلباً للنجاة، تاركين كل ما يملكون وما أملوا أن يحققوه، في هذه الدولة الوليدة التي تجد نفسها على شفا حرب أهلية.
وقال حسن علي وهو يعمل مهندساً وباكستاني الجنسية، فرّ لتوه من ولاية الوحدة حاملاً معه فقط مشاهدات مرعبة عن حوادث قتل، تتم في حقول النفط الشاسعة التي تغذي كلاً من دولتي السودان وجنوب السودان، وقال زميل له: "إنهم يقتلون بعضهم البعض بالسكاكين وبالحجارة"، ثم أشار بيده بحركة تعني أنهم يقطعون الرقاب.
عامل آخر اسمه دابير يروي كيف شاهد أحد المهاجمين وهو يقطع أيدي ضحاياه. عمال ثلاثة أكدوا أن 16 شخصاً على الأقل قد قتلوا، ومنهم عدد كبير من المدنيين من جنوب السودان، كما رأوا وهم في طريقهم إلى مهبط الطائرة في مدينة الوحدة، أكثر من 20 منزلاً جرى إحراقها بالكامل.
وقال أحد أبناء الدينكا الموجودين بولاية الوحدة ويدعى ماريال أشاك إنه نجا من الموت عندما بدأت الأعداد الموجودة حول القاعدة الصغيرة التابعة للأمم المتحدة في إطلاق النيران، واضطر جنود قوة حفظ السلام لترك هذه المجموعات تدخل القاعدة.
ثم انخدع أعضاء قوات حفظ السلام ولبوا مطلب المسلحين بجمع نحو 20 شخصاً من قبائل الدينكا، وعدد من موظفي الحكومة المحليين في مكان واحد، مع التعهد بحمايتهم من الحشود، لكن عندما اجتمعوا في المكان المحدد، أطلق عدد من المسلحين النار على قوات حفظ السلام وقتلوا اثنين منها، ثم قتلوا بقية الأشخاص من الدينكا. ونجا ماريال أشاك من الموت عندما قام بالاختباء تحت الجثث، واستطاع أن يتماسك حتى لا تبدر منه أية ردة فعل بعدما دهسه أحدهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.