د. إبراهيم الصديق علي يكتب: من خلال تسريبات (الجزيرة) : حكومة إدريس وعقدة الاسلاميين    شاهد بالصورة والفيديو.. تيكتوكر سودانية تثير ضجة غير مسبوقة: (بحب الأولاد الطاعمين "الحلوات" وخوتهم أفضل من خوة النسوان)    شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تظهر بدون "مكياج" وتغمز بعينها في مقطع طريف مع عازفها "كريستوفر" داخل أستوديو بالقاهرة    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد بالفيديو.. (يووووه ايه ده) فنان سوداني ينفعل غضباً بسبب تصرف إدارة صالة أفراح بقطر ويوقف الحفل    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناوات سودانيات يشعلن حفل "جرتق" بلوغر معروف بعد ظهورهن بأزياء مثيرة للجدل    "الجيش السوداني يصد هجومًا لمتمردي الحركة الشعبية في الدشول ويستولي على أسلحة ودبابات"    يبدو كالوحش.. أرنولد يبهر الجميع في ريال مدريد    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    ايران تطاطىء الرأس بصورة مهينة وتتلقى الضربات من اسرائيل بلا رد    غوغل تطلب من ملياري مستخدم تغيير كلمة مرور جيميل الآن    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    خطأ شائع أثناء الاستحمام قد يهدد حياتك    خدعة بسيطة للنوم السريع… والسر في القدم    وجوه جديدة..تسريبات عن التشكيل الوزاري الجديد في الحكومة السودانية    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    (برقو ومن غيرك يابرقو)    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    كامل إدريس يدعو أساتذة الجامعات للاسهام في نهضة البلاد وتنميتها    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    فيكم من يحفظ (السر)؟    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توقف آبار النفط بولاية الوحدة جوبا تخوض معارك كسر العظم
نشر في السوداني يوم 23 - 12 - 2013


توقف آبار النفط بولاية الوحدة
جوبا تخوض معارك كسر العظم
تقرير: خالد أحمد
الوقت بدأ يتسرب لإيجاد تسوية سياسية لما يدور في جنوب السودان، حيث تحوّل الأمر من محاولة انقلابية إلى حرب تدور في ولايتيْ الوحدة وجونقلي، وسط تزايد التدخلات الدولية في مساعٍ لحل الأزمة، ونشرت أربع دول قواتها بالجنوب، وتفاقم الوضع الإنساني كثيراً، بسبب المعارك في جونقلي التي تدور فيها معارك عسكرية صعبة، تستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة.
السفير ميان دوت: الانقلاب تحول إلى حرب
بلغة دبلوماسية عالية وضبط للأحرف، عقد سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت مؤتمراً صحفياً أمس، تحدث فيه عن مجمل الأوضاع ببلاده، وحاول بقدر الإمكان أن لا ينجر لما يحدث على الأرض لدرجة أنه جاء وقد حضر نقاط المؤتمر، وقرأها من الورقة التي أعدها. وتهرب كثيراً من الإجابة على الأسئلة الحرجة، ويبدو أن جوبا قد أرسلت إليه رسالة بأن يقوم بتنوير الإعلام السوداني بما يحدث خاصة أن هنالك تأثيراً للخرطوم على المواطنين الجنوبيين الموجودين هنا.
ميان أكد أن الصراع الذي يدور الآن في بلاده هو صراع سياسي ولا علاقة له بالقبيلة أو العرق، وأعرب عن أسفه إزاء من يحاولون إضفاء طابع القبلية على الأحداث.
وقال إن الذين شاركوا في الانقلاب من مجموعات عرقية مختلفة من الدينكا والنوير، وبالمثل فإن قيادة حكومة سلفاكير تضم كل القبائل، مضيفاً: "إن غالبية الذين خرجوا مع رياك مشار ليسوا كلهم نوير بل من الدينكا".
وأرجع ميان أسباب اندلاع الصراع إلى نشوب خلاف سياسي في مجلس التحرير، أثناء انعقاده الأحد الماضي، مما أدى إلى خروج هذه المجموعة وقيامها بهذه الأعمال، وأكد أن الصراع ملامحه واضحة ولا علاقة له بالقبلية، وهو صراع داخل منظومة محددة وهي منظومة الحركة الشعبية الحاكمة، وأن حكومة بلاده ستعمل على أن لا يتعدى الصراع ذلك.
وأضاف: "إن السفارة بالخرطوم اتصلت بكل الجالية من سلاطين وطلاب وغيرهم، وقدمت لهم شرحاً لملابسات الصراع وأنه سياسي وليس قبلياً".
وناشد كل الشعب الجنوبي في السودان بالعمل على تشجيع روح الوحدة والمحبة والاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة بفرح وسلام.
وجدد السفير ميان استعداد حكومة بلاده للحوار مع الخارجين دون شروط، حفاظاً على دماء الشعب الجنوبي، وقال: "حسب معلوماتي فإن الجانب الآخر قدم شروطاً معينة للتفاوض من بينها إطلاق سراح المعتقلين من منسوبيهم" - على حد تعبيره.
وحول دور الخرطوم في السلم أو اتهام جوبا لها بدعم المتمردين، قال ميان إنه إلى الآن ليس هنالك اتهام للخرطوم بالضلوع في الأحداث، وإنها تلعب دوراً إيجابياً في المساهمة في حل الإشكال بالجنوب.
سوزان رايس.. تهدد بإيقاف المساعدات الأمريكية لجوبا
وفي التطور الدولي لقضية جنوب السودان قالت مستشارة الأمن القومي سوزن رايس، إن الولايات المتحدة مستعدة لإنهاء دعمها في حال استمرت أعمال العنف، وقالت: "في حال حاول أفراد أو مجموعات السيطرة أو ممارسة السلطة بالقوة أو ممارسة العنف بحق الناس، فإن الولايات المتحدة لن يكون أمامها خيار آخر سوى سحب دعمها التقليدي والمهم".
كما أطلع فريق الأمن القومي الأمريكي الرئيس باراك أوباما على تطورات الوضع في جنوب السودان، بعد إصابة أربعة عسكريين أمريكيين، إثر إطلاق النار على طائرتهم أثناء إجلائها رعايا أمريكيين من جنوب السودان الذي تعمه الفوضى.
وقال البيت الأبيض في بيان بعد اتصال أوباما بسوزان رايس، مستشارة الأمن القومي الأمريكي، ومساعدين كبار آخرين: "أي محاولة للاستيلاء على السلطة من خلال استخدام القوة العسكرية ستسفر عن إنهاء الدعم المقدم منذ فترة طويلة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".
جوبا: مشار هرب بزورق إلى بانتيو
فيما أعلن وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين، أن نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهروب خوفاً من اعتقاله، وأنه استخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك، وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية وقال بنجامين في تصريح: "نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهرب تجنباً للاعتقال، واستخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية في الليلة السابقة"، وأضاف: "كان على الحكومة أن تؤكد سيادتها، وترسل قوات لمحاولة دحر هؤلاء المتمردين في مدينة بور الرئيسية، وهو ما حدث ويجري تطهير المدينة التي يحتلونها، وتم إرسال قوات لإخراجهم وتأكيد السيادة على البلاد".
الجنرال جيمس يعين حكاماً للمحافظات بولاية الوحدة
ما يزال يسيطر قائد الفرقة الرابعة بالجيش الشعبي على ولاية الوحدة، وأصدر بالأمس منشوراً عسكرياً تمت إذاعته بواسطة إذاعة بانتيو بتعيين حكام عسكريين على عدد من المحافظات، كما عين مستشاراً سياسياً موفداً من قبل رياك مشار.
ومن المتوقع أن تكون العمليات العسكرية إذا اختارت جوبا حسمها عسكرياً صعبة، نسبة لأن كل القوة من الجيش الشعبي والفرقة الرابعة اختارت الانحياز إلى رياك مشار، ولذلك يرجح أن يتم التفاوض مع الجنرال جيمس بدلاً عن إزاحته بالقوة.
والمعلومات التي خرجت من ولاية الوحدة تقول إن عمليات إنتاج النفط توقفت بسبب عمليات القتال التي تدور حولها بحسب العمال الأجانب الذين يتولون تشغيل تلك المحطات.
في وقت تشتد فيه العمليات العسكرية بولاية جونقلي، في محاولة لقوات الجيش الشعبي دخولها، حيث قال الناطق باسم الجيش فليب أقوير إنه يتوقع دخول قواته لمدينة بور في ساعات خلال يوم أمس أو صباح اليوم.
الاتحاد الإفريقي يدعو للتهدئة بمناسبة السنة الميلادية
فيما دعا الاتحاد الإفريقي إلى إيقاف فوري لإطلاق النار بجنوب السودان، لاعتبارات إنسانية بمناسبة أعياد الميلاد.
فيما تواصلت جهود وزراء الإيقاد في إيجاد تسوية سياسية، وبدء حوار بين سلفاكير ورياك مشار الذي قدم شروطاً صعبة للحوار مع سلفاكير.
في وقت تفاقمت فيه الأزمة الإنسانية، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه تلقى تقارير بأن ما يصل إلى 62،000 شخص قد نزحوا بسبب العنف في جنوب السودان، بما في ذلك 42،000 يلتمسون اللجوء في قواعد الأمم المتحدة حالياً، مضيفاً أن هنالك خمس ولايات من أصل عشر تأثرت بالعنف المسلح، كما تم نهب للمركبات التي تعمل في المجال الإنساني بولاية جونقلي والوحدة.
قصص الحرب.. مآسٍ وقتل على الهوية
فيما كشف مراسل صحيفة الغارديان البريطانية من جوبا عن حجم المأساة الإنسانية التي حدثت وعمليات القتل على الهوية، وأن مواطنين رووا قصص بشعة عن قتل الأخ لأخيه يرويها من فروا من المعارك الدائرة في جنوب السودان، هرباً من الموت وطلباً للنجاة، تاركين كل ما يملكون وما أملوا أن يحققوه، في هذه الدولة الوليدة التي تجد نفسها على شفا حرب أهلية.
وقال حسن علي وهو يعمل مهندساً وباكستاني الجنسية، فرّ لتوه من ولاية الوحدة حاملاً معه فقط مشاهدات مرعبة عن حوادث قتل، تتم في حقول النفط الشاسعة التي تغذي كلاً من دولتي السودان وجنوب السودان، وقال زميل له: "إنهم يقتلون بعضهم البعض بالسكاكين وبالحجارة"، ثم أشار بيده بحركة تعني أنهم يقطعون الرقاب.
عامل آخر اسمه دابير يروي كيف شاهد أحد المهاجمين وهو يقطع أيدي ضحاياه. عمال ثلاثة أكدوا أن 16 شخصاً على الأقل قد قتلوا، ومنهم عدد كبير من المدنيين من جنوب السودان، كما رأوا وهم في طريقهم إلى مهبط الطائرة في مدينة الوحدة، أكثر من 20 منزلاً جرى إحراقها بالكامل.
وقال أحد أبناء الدينكا الموجودين بولاية الوحدة ويدعى ماريال أشاك إنه نجا من الموت عندما بدأت الأعداد الموجودة حول القاعدة الصغيرة التابعة للأمم المتحدة في إطلاق النيران، واضطر جنود قوة حفظ السلام لترك هذه المجموعات تدخل القاعدة.
ثم انخدع أعضاء قوات حفظ السلام ولبوا مطلب المسلحين بجمع نحو 20 شخصاً من قبائل الدينكا، وعدد من موظفي الحكومة المحليين في مكان واحد، مع التعهد بحمايتهم من الحشود، لكن عندما اجتمعوا في المكان المحدد، أطلق عدد من المسلحين النار على قوات حفظ السلام وقتلوا اثنين منها، ثم قتلوا بقية الأشخاص من الدينكا. ونجا ماريال أشاك من الموت عندما قام بالاختباء تحت الجثث، واستطاع أن يتماسك حتى لا تبدر منه أية ردة فعل بعدما دهسه أحدهم.
:::
مصحح/حاتم
توقف آبار النفط بولاية الوحدة
جوبا تخوض معارك كسر العظم
تقرير: خالد أحمد
الوقت بدأ يتسرب لإيجاد تسوية سياسية لما يدور في جنوب السودان، حيث تحوّل الأمر من محاولة انقلابية إلى حرب تدور في ولايتيْ الوحدة وجونقلي، وسط تزايد التدخلات الدولية في مساعٍ لحل الأزمة، ونشرت أربع دول قواتها بالجنوب، وتفاقم الوضع الإنساني كثيراً، بسبب المعارك في جونقلي التي تدور فيها معارك عسكرية صعبة، تستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة.
السفير ميان دوت: الانقلاب تحول إلى حرب
بلغة دبلوماسية عالية وضبط للأحرف، عقد سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت مؤتمراً صحفياً أمس، تحدث فيه عن مجمل الأوضاع ببلاده، وحاول بقدر الإمكان أن لا ينجر لما يحدث على الأرض لدرجة أنه جاء وقد حضر نقاط المؤتمر، وقرأها من الورقة التي أعدها. وتهرب كثيراً من الإجابة على الأسئلة الحرجة، ويبدو أن جوبا قد أرسلت إليه رسالة بأن يقوم بتنوير الإعلام السوداني بما يحدث خاصة أن هنالك تأثيراً للخرطوم على المواطنين الجنوبيين الموجودين هنا.
ميان أكد أن الصراع الذي يدور الآن في بلاده هو صراع سياسي ولا علاقة له بالقبيلة أو العرق، وأعرب عن أسفه إزاء من يحاولون إضفاء طابع القبلية على الأحداث.
وقال إن الذين شاركوا في الانقلاب من مجموعات عرقية مختلفة من الدينكا والنوير، وبالمثل فإن قيادة حكومة سلفاكير تضم كل القبائل، مضيفاً: "إن غالبية الذين خرجوا مع رياك مشار ليسوا كلهم نوير بل من الدينكا".
وأرجع ميان أسباب اندلاع الصراع إلى نشوب خلاف سياسي في مجلس التحرير، أثناء انعقاده الأحد الماضي، مما أدى إلى خروج هذه المجموعة وقيامها بهذه الأعمال، وأكد أن الصراع ملامحه واضحة ولا علاقة له بالقبلية، وهو صراع داخل منظومة محددة وهي منظومة الحركة الشعبية الحاكمة، وأن حكومة بلاده ستعمل على أن لا يتعدى الصراع ذلك.
وأضاف: "إن السفارة بالخرطوم اتصلت بكل الجالية من سلاطين وطلاب وغيرهم، وقدمت لهم شرحاً لملابسات الصراع وأنه سياسي وليس قبلياً".
وناشد كل الشعب الجنوبي في السودان بالعمل على تشجيع روح الوحدة والمحبة والاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة بفرح وسلام.
وجدد السفير ميان استعداد حكومة بلاده للحوار مع الخارجين دون شروط، حفاظاً على دماء الشعب الجنوبي، وقال: "حسب معلوماتي فإن الجانب الآخر قدم شروطاً معينة للتفاوض من بينها إطلاق سراح المعتقلين من منسوبيهم" - على حد تعبيره.
وحول دور الخرطوم في السلم أو اتهام جوبا لها بدعم المتمردين، قال ميان إنه إلى الآن ليس هنالك اتهام للخرطوم بالضلوع في الأحداث، وإنها تلعب دوراً إيجابياً في المساهمة في حل الإشكال بالجنوب.
سوزان رايس.. تهدد بإيقاف المساعدات الأمريكية لجوبا
وفي التطور الدولي لقضية جنوب السودان قالت مستشارة الأمن القومي سوزن رايس، إن الولايات المتحدة مستعدة لإنهاء دعمها في حال استمرت أعمال العنف، وقالت: "في حال حاول أفراد أو مجموعات السيطرة أو ممارسة السلطة بالقوة أو ممارسة العنف بحق الناس، فإن الولايات المتحدة لن يكون أمامها خيار آخر سوى سحب دعمها التقليدي والمهم".
كما أطلع فريق الأمن القومي الأمريكي الرئيس باراك أوباما على تطورات الوضع في جنوب السودان، بعد إصابة أربعة عسكريين أمريكيين، إثر إطلاق النار على طائرتهم أثناء إجلائها رعايا أمريكيين من جنوب السودان الذي تعمه الفوضى.
وقال البيت الأبيض في بيان بعد اتصال أوباما بسوزان رايس، مستشارة الأمن القومي الأمريكي، ومساعدين كبار آخرين: "أي محاولة للاستيلاء على السلطة من خلال استخدام القوة العسكرية ستسفر عن إنهاء الدعم المقدم منذ فترة طويلة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".
جوبا: مشار هرب بزورق إلى بانتيو
فيما أعلن وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين، أن نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهروب خوفاً من اعتقاله، وأنه استخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك، وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية وقال بنجامين في تصريح: "نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهرب تجنباً للاعتقال، واستخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية في الليلة السابقة"، وأضاف: "كان على الحكومة أن تؤكد سيادتها، وترسل قوات لمحاولة دحر هؤلاء المتمردين في مدينة بور الرئيسية، وهو ما حدث ويجري تطهير المدينة التي يحتلونها، وتم إرسال قوات لإخراجهم وتأكيد السيادة على البلاد".
الجنرال جيمس يعين حكاماً للمحافظات بولاية الوحدة
ما يزال يسيطر قائد الفرقة الرابعة بالجيش الشعبي على ولاية الوحدة، وأصدر بالأمس منشوراً عسكرياً تمت إذاعته بواسطة إذاعة بانتيو بتعيين حكام عسكريين على عدد من المحافظات، كما عين مستشاراً سياسياً موفداً من قبل رياك مشار.
ومن المتوقع أن تكون العمليات العسكرية إذا اختارت جوبا حسمها عسكرياً صعبة، نسبة لأن كل القوة من الجيش الشعبي والفرقة الرابعة اختارت الانحياز إلى رياك مشار، ولذلك يرجح أن يتم التفاوض مع الجنرال جيمس بدلاً عن إزاحته بالقوة.
والمعلومات التي خرجت من ولاية الوحدة تقول إن عمليات إنتاج النفط توقفت بسبب عمليات القتال التي تدور حولها بحسب العمال الأجانب الذين يتولون تشغيل تلك المحطات.
في وقت تشتد فيه العمليات العسكرية بولاية جونقلي، في محاولة لقوات الجيش الشعبي دخولها، حيث قال الناطق باسم الجيش فليب أقوير إنه يتوقع دخول قواته لمدينة بور في ساعات خلال يوم أمس أو صباح اليوم.
الاتحاد الإفريقي يدعو للتهدئة بمناسبة السنة الميلادية
فيما دعا الاتحاد الإفريقي إلى إيقاف فوري لإطلاق النار بجنوب السودان، لاعتبارات إنسانية بمناسبة أعياد الميلاد.
فيما تواصلت جهود وزراء الإيقاد في إيجاد تسوية سياسية، وبدء حوار بين سلفاكير ورياك مشار الذي قدم شروطاً صعبة للحوار مع سلفاكير.
في وقت تفاقمت فيه الأزمة الإنسانية، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه تلقى تقارير بأن ما يصل إلى 62،000 شخص قد نزحوا بسبب العنف في جنوب السودان، بما في ذلك 42،000 يلتمسون اللجوء في قواعد الأمم المتحدة حالياً، مضيفاً أن هنالك خمس ولايات من أصل عشر تأثرت بالعنف المسلح، كما تم نهب للمركبات التي تعمل في المجال الإنساني بولاية جونقلي والوحدة.
قصص الحرب.. مآسٍ وقتل على الهوية
فيما كشف مراسل صحيفة الغارديان البريطانية من جوبا عن حجم المأساة الإنسانية التي حدثت وعمليات القتل على الهوية، وأن مواطنين رووا قصص بشعة عن قتل الأخ لأخيه يرويها من فروا من المعارك الدائرة في جنوب السودان، هرباً من الموت وطلباً للنجاة، تاركين كل ما يملكون وما أملوا أن يحققوه، في هذه الدولة الوليدة التي تجد نفسها على شفا حرب أهلية.
وقال حسن علي وهو يعمل مهندساً وباكستاني الجنسية، فرّ لتوه من ولاية الوحدة حاملاً معه فقط مشاهدات مرعبة عن حوادث قتل، تتم في حقول النفط الشاسعة التي تغذي كلاً من دولتي السودان وجنوب السودان، وقال زميل له: "إنهم يقتلون بعضهم البعض بالسكاكين وبالحجارة"، ثم أشار بيده بحركة تعني أنهم يقطعون الرقاب.
عامل آخر اسمه دابير يروي كيف شاهد أحد المهاجمين وهو يقطع أيدي ضحاياه. عمال ثلاثة أكدوا أن 16 شخصاً على الأقل قد قتلوا، ومنهم عدد كبير من المدنيين من جنوب السودان، كما رأوا وهم في طريقهم إلى مهبط الطائرة في مدينة الوحدة، أكثر من 20 منزلاً جرى إحراقها بالكامل.
وقال أحد أبناء الدينكا الموجودين بولاية الوحدة ويدعى ماريال أشاك إنه نجا من الموت عندما بدأت الأعداد الموجودة حول القاعدة الصغيرة التابعة للأمم المتحدة في إطلاق النيران، واضطر جنود قوة حفظ السلام لترك هذه المجموعات تدخل القاعدة.
ثم انخدع أعضاء قوات حفظ السلام ولبوا مطلب المسلحين بجمع نحو 20 شخصاً من قبائل الدينكا، وعدد من موظفي الحكومة المحليين في مكان واحد، مع التعهد بحمايتهم من الحشود، لكن عندما اجتمعوا في المكان المحدد، أطلق عدد من المسلحين النار على قوات حفظ السلام وقتلوا اثنين منها، ثم قتلوا بقية الأشخاص من الدينكا. ونجا ماريال أشاك من الموت عندما قام بالاختباء تحت الجثث، واستطاع أن يتماسك حتى لا تبدر منه أية ردة فعل بعدما دهسه أحدهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.