رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان يصل الرياض    النوم أقل من 7 ساعات ثاني أكبر قاتل بعد التدخين    رئيس القطاع الرياضي بنادي القوز ابوحمد يجدد الثقة في اللاعبين والجهاز الفني    «غوتيريش»يدين قصف مقر «يونيسفا» بكادقلي ويطالب بالمحاسبة    التاج ابوجلفا ودلوت في نهائي دورة شهداء معركة الكرامة بمدينة رفاعة    ريال مدريد ينجو من فخ ألافيس ويلاحق برشلونة    مَاذا يَنقُص الهِلال؟    مسؤول سوداني ينجو من موت محقق    "260" حالة زواج بين مصريين وسودانيين خلال عام والعدد في ازدياد    شاهد بالصور.. "جرجس روحي" يهاجم "زول سغيل" بسبب دارمته الجديدة: (كنت بتتريق علي الاحداث الانت حاليا بتحاول تمثلها ومجالك انت معروف شوف البنات الساقطات اخلاقيا والماعندهم اهل)    رئيس مجلس السيادة يتسلم رسالة خطية من شقيقه رئيس جمهورية جنوب السودان    الصحفي محمد حامد جمعة نوار يفاجئ الجميع ويغلق حسابه على فيسبوك وأصدقائه: (نتمنى أن تكون استراحة محارب وشلت نص الفيس معاك و قفلته)    شاهد.. مواقع التواصل السودانية تشتعل بفيديو جديد تم تصويره من زاوية مختلفة لخلاف المطربتين هدى عربي وأفراح عصام في حفل زفاف "ريماز"    بالصورة.. الممثل الإنجليزي الشهير إدريس إلبا: أجريت اختبار الحمض النووي (DNA) وأكتشفت أنني أحمل أصول سودانية    1150 مواطن سوداني ضمن الرحلة 39 لقطار العودة الطوعية للسودانيين من مصر    بعد غياب طويل.. أول ظهور للفنانة المصرية عبلة كامل بعد قرار السيسي    محمد صلاح يستعد لرحلة غامضة إلى السعودية    حكام مجموعة ابوحمد في الدوري التأهيلي يقومون بنظافة استاد ابوحمد    ياسر محجوب الحسيني يكتب: البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع    منع نقل البضائع يرفع أسعار السلع في دارفور    المريخ السوداني يصدر قرارًا تّجاه اثنين من لاعبيه    بسبب ليونيل ميسي.. أعمال شغب وغضب من المشجعين في الهند    فريق عسكري سعودي إماراتي يصل عدن    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    كارثة إنسانية قبالة اليونان وغالبية الضحايا من مصر والسودان    ترامب يلغي وضع الحماية المؤقتة للإثيوبيين    الإعلامية والشاعرة داليا الياس ترد على إتهام الجمهور لها بالتسبب في فصل المذيع الراحل محمد محمود حسكا من قناة النيل الأزرق    رئيس الوزراء يشهد تدشين الربط الشبكي بين الجمارك والمواصفات والمقاييس    لجنة التحصيل غير القانوني تعقد أول اجتماعاتها    أطعمة ومشروبات غير متوقعة تسبب تسوس الأسنان    إليك 7 أطعمة تساعدك في تقليل دهون الكرش طبيعياً    الإعلامية سماح الصادق زوجة المذيع الراحل محمد حسكا: (حسبي الله ونعم الوكيل في كل زول بتاجر بي موت زوجي.. دا حبيبي حتة من قلبي وروحي انا الفقدته وفقدت حسه وصوته وحبه)    حَسْكَا.. نجمٌ عَلى طَريقته    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    وفاة إعلامي سوداني    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    هيئة مياه الخرطوم تعلن عودة محطة كبيرة للعمل    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    تنويه عاجل لهيئة مياه الخرطوم    تصريحات ترامب المسيئة للصومال تثير غضبا واسعا في مقديشو    قرار عاجل لرئيس الوزراء السوداني    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    إدارة التعدين بولاية كسلا تضبط (588) جرام و (8) حبات ذهب معدة للبيع خارج القنوات الرسمية    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والمواد الخطرة بنهر النيل    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    إحباط تهريب أكثر من (18) كيلوجرامًا من الذهب في عملية نوعية    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    إحباط تهريب أكثر من (18) كيلوجرامًا من الذهب في عملية نوعية    وصول 260 ألف جوال من الأسمدة لزراعة محاصيل العروة الشتوية بالجزيرة    شاهد.. بعبارة "كم شدة كشفت معادن أهلها" صورة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تزين شوارع العاصمة السودانية الخرطوم    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توقف آبار النفط بولاية الوحدة جوبا تخوض معارك كسر العظم
نشر في السوداني يوم 23 - 12 - 2013


توقف آبار النفط بولاية الوحدة
جوبا تخوض معارك كسر العظم
تقرير: خالد أحمد
الوقت بدأ يتسرب لإيجاد تسوية سياسية لما يدور في جنوب السودان، حيث تحوّل الأمر من محاولة انقلابية إلى حرب تدور في ولايتيْ الوحدة وجونقلي، وسط تزايد التدخلات الدولية في مساعٍ لحل الأزمة، ونشرت أربع دول قواتها بالجنوب، وتفاقم الوضع الإنساني كثيراً، بسبب المعارك في جونقلي التي تدور فيها معارك عسكرية صعبة، تستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة.
السفير ميان دوت: الانقلاب تحول إلى حرب
بلغة دبلوماسية عالية وضبط للأحرف، عقد سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت مؤتمراً صحفياً أمس، تحدث فيه عن مجمل الأوضاع ببلاده، وحاول بقدر الإمكان أن لا ينجر لما يحدث على الأرض لدرجة أنه جاء وقد حضر نقاط المؤتمر، وقرأها من الورقة التي أعدها. وتهرب كثيراً من الإجابة على الأسئلة الحرجة، ويبدو أن جوبا قد أرسلت إليه رسالة بأن يقوم بتنوير الإعلام السوداني بما يحدث خاصة أن هنالك تأثيراً للخرطوم على المواطنين الجنوبيين الموجودين هنا.
ميان أكد أن الصراع الذي يدور الآن في بلاده هو صراع سياسي ولا علاقة له بالقبيلة أو العرق، وأعرب عن أسفه إزاء من يحاولون إضفاء طابع القبلية على الأحداث.
وقال إن الذين شاركوا في الانقلاب من مجموعات عرقية مختلفة من الدينكا والنوير، وبالمثل فإن قيادة حكومة سلفاكير تضم كل القبائل، مضيفاً: "إن غالبية الذين خرجوا مع رياك مشار ليسوا كلهم نوير بل من الدينكا".
وأرجع ميان أسباب اندلاع الصراع إلى نشوب خلاف سياسي في مجلس التحرير، أثناء انعقاده الأحد الماضي، مما أدى إلى خروج هذه المجموعة وقيامها بهذه الأعمال، وأكد أن الصراع ملامحه واضحة ولا علاقة له بالقبلية، وهو صراع داخل منظومة محددة وهي منظومة الحركة الشعبية الحاكمة، وأن حكومة بلاده ستعمل على أن لا يتعدى الصراع ذلك.
وأضاف: "إن السفارة بالخرطوم اتصلت بكل الجالية من سلاطين وطلاب وغيرهم، وقدمت لهم شرحاً لملابسات الصراع وأنه سياسي وليس قبلياً".
وناشد كل الشعب الجنوبي في السودان بالعمل على تشجيع روح الوحدة والمحبة والاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة بفرح وسلام.
وجدد السفير ميان استعداد حكومة بلاده للحوار مع الخارجين دون شروط، حفاظاً على دماء الشعب الجنوبي، وقال: "حسب معلوماتي فإن الجانب الآخر قدم شروطاً معينة للتفاوض من بينها إطلاق سراح المعتقلين من منسوبيهم" - على حد تعبيره.
وحول دور الخرطوم في السلم أو اتهام جوبا لها بدعم المتمردين، قال ميان إنه إلى الآن ليس هنالك اتهام للخرطوم بالضلوع في الأحداث، وإنها تلعب دوراً إيجابياً في المساهمة في حل الإشكال بالجنوب.
سوزان رايس.. تهدد بإيقاف المساعدات الأمريكية لجوبا
وفي التطور الدولي لقضية جنوب السودان قالت مستشارة الأمن القومي سوزن رايس، إن الولايات المتحدة مستعدة لإنهاء دعمها في حال استمرت أعمال العنف، وقالت: "في حال حاول أفراد أو مجموعات السيطرة أو ممارسة السلطة بالقوة أو ممارسة العنف بحق الناس، فإن الولايات المتحدة لن يكون أمامها خيار آخر سوى سحب دعمها التقليدي والمهم".
كما أطلع فريق الأمن القومي الأمريكي الرئيس باراك أوباما على تطورات الوضع في جنوب السودان، بعد إصابة أربعة عسكريين أمريكيين، إثر إطلاق النار على طائرتهم أثناء إجلائها رعايا أمريكيين من جنوب السودان الذي تعمه الفوضى.
وقال البيت الأبيض في بيان بعد اتصال أوباما بسوزان رايس، مستشارة الأمن القومي الأمريكي، ومساعدين كبار آخرين: "أي محاولة للاستيلاء على السلطة من خلال استخدام القوة العسكرية ستسفر عن إنهاء الدعم المقدم منذ فترة طويلة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".
جوبا: مشار هرب بزورق إلى بانتيو
فيما أعلن وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين، أن نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهروب خوفاً من اعتقاله، وأنه استخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك، وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية وقال بنجامين في تصريح: "نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهرب تجنباً للاعتقال، واستخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية في الليلة السابقة"، وأضاف: "كان على الحكومة أن تؤكد سيادتها، وترسل قوات لمحاولة دحر هؤلاء المتمردين في مدينة بور الرئيسية، وهو ما حدث ويجري تطهير المدينة التي يحتلونها، وتم إرسال قوات لإخراجهم وتأكيد السيادة على البلاد".
الجنرال جيمس يعين حكاماً للمحافظات بولاية الوحدة
ما يزال يسيطر قائد الفرقة الرابعة بالجيش الشعبي على ولاية الوحدة، وأصدر بالأمس منشوراً عسكرياً تمت إذاعته بواسطة إذاعة بانتيو بتعيين حكام عسكريين على عدد من المحافظات، كما عين مستشاراً سياسياً موفداً من قبل رياك مشار.
ومن المتوقع أن تكون العمليات العسكرية إذا اختارت جوبا حسمها عسكرياً صعبة، نسبة لأن كل القوة من الجيش الشعبي والفرقة الرابعة اختارت الانحياز إلى رياك مشار، ولذلك يرجح أن يتم التفاوض مع الجنرال جيمس بدلاً عن إزاحته بالقوة.
والمعلومات التي خرجت من ولاية الوحدة تقول إن عمليات إنتاج النفط توقفت بسبب عمليات القتال التي تدور حولها بحسب العمال الأجانب الذين يتولون تشغيل تلك المحطات.
في وقت تشتد فيه العمليات العسكرية بولاية جونقلي، في محاولة لقوات الجيش الشعبي دخولها، حيث قال الناطق باسم الجيش فليب أقوير إنه يتوقع دخول قواته لمدينة بور في ساعات خلال يوم أمس أو صباح اليوم.
الاتحاد الإفريقي يدعو للتهدئة بمناسبة السنة الميلادية
فيما دعا الاتحاد الإفريقي إلى إيقاف فوري لإطلاق النار بجنوب السودان، لاعتبارات إنسانية بمناسبة أعياد الميلاد.
فيما تواصلت جهود وزراء الإيقاد في إيجاد تسوية سياسية، وبدء حوار بين سلفاكير ورياك مشار الذي قدم شروطاً صعبة للحوار مع سلفاكير.
في وقت تفاقمت فيه الأزمة الإنسانية، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه تلقى تقارير بأن ما يصل إلى 62،000 شخص قد نزحوا بسبب العنف في جنوب السودان، بما في ذلك 42،000 يلتمسون اللجوء في قواعد الأمم المتحدة حالياً، مضيفاً أن هنالك خمس ولايات من أصل عشر تأثرت بالعنف المسلح، كما تم نهب للمركبات التي تعمل في المجال الإنساني بولاية جونقلي والوحدة.
قصص الحرب.. مآسٍ وقتل على الهوية
فيما كشف مراسل صحيفة الغارديان البريطانية من جوبا عن حجم المأساة الإنسانية التي حدثت وعمليات القتل على الهوية، وأن مواطنين رووا قصص بشعة عن قتل الأخ لأخيه يرويها من فروا من المعارك الدائرة في جنوب السودان، هرباً من الموت وطلباً للنجاة، تاركين كل ما يملكون وما أملوا أن يحققوه، في هذه الدولة الوليدة التي تجد نفسها على شفا حرب أهلية.
وقال حسن علي وهو يعمل مهندساً وباكستاني الجنسية، فرّ لتوه من ولاية الوحدة حاملاً معه فقط مشاهدات مرعبة عن حوادث قتل، تتم في حقول النفط الشاسعة التي تغذي كلاً من دولتي السودان وجنوب السودان، وقال زميل له: "إنهم يقتلون بعضهم البعض بالسكاكين وبالحجارة"، ثم أشار بيده بحركة تعني أنهم يقطعون الرقاب.
عامل آخر اسمه دابير يروي كيف شاهد أحد المهاجمين وهو يقطع أيدي ضحاياه. عمال ثلاثة أكدوا أن 16 شخصاً على الأقل قد قتلوا، ومنهم عدد كبير من المدنيين من جنوب السودان، كما رأوا وهم في طريقهم إلى مهبط الطائرة في مدينة الوحدة، أكثر من 20 منزلاً جرى إحراقها بالكامل.
وقال أحد أبناء الدينكا الموجودين بولاية الوحدة ويدعى ماريال أشاك إنه نجا من الموت عندما بدأت الأعداد الموجودة حول القاعدة الصغيرة التابعة للأمم المتحدة في إطلاق النيران، واضطر جنود قوة حفظ السلام لترك هذه المجموعات تدخل القاعدة.
ثم انخدع أعضاء قوات حفظ السلام ولبوا مطلب المسلحين بجمع نحو 20 شخصاً من قبائل الدينكا، وعدد من موظفي الحكومة المحليين في مكان واحد، مع التعهد بحمايتهم من الحشود، لكن عندما اجتمعوا في المكان المحدد، أطلق عدد من المسلحين النار على قوات حفظ السلام وقتلوا اثنين منها، ثم قتلوا بقية الأشخاص من الدينكا. ونجا ماريال أشاك من الموت عندما قام بالاختباء تحت الجثث، واستطاع أن يتماسك حتى لا تبدر منه أية ردة فعل بعدما دهسه أحدهم.
:::
مصحح/حاتم
توقف آبار النفط بولاية الوحدة
جوبا تخوض معارك كسر العظم
تقرير: خالد أحمد
الوقت بدأ يتسرب لإيجاد تسوية سياسية لما يدور في جنوب السودان، حيث تحوّل الأمر من محاولة انقلابية إلى حرب تدور في ولايتيْ الوحدة وجونقلي، وسط تزايد التدخلات الدولية في مساعٍ لحل الأزمة، ونشرت أربع دول قواتها بالجنوب، وتفاقم الوضع الإنساني كثيراً، بسبب المعارك في جونقلي التي تدور فيها معارك عسكرية صعبة، تستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة.
السفير ميان دوت: الانقلاب تحول إلى حرب
بلغة دبلوماسية عالية وضبط للأحرف، عقد سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت مؤتمراً صحفياً أمس، تحدث فيه عن مجمل الأوضاع ببلاده، وحاول بقدر الإمكان أن لا ينجر لما يحدث على الأرض لدرجة أنه جاء وقد حضر نقاط المؤتمر، وقرأها من الورقة التي أعدها. وتهرب كثيراً من الإجابة على الأسئلة الحرجة، ويبدو أن جوبا قد أرسلت إليه رسالة بأن يقوم بتنوير الإعلام السوداني بما يحدث خاصة أن هنالك تأثيراً للخرطوم على المواطنين الجنوبيين الموجودين هنا.
ميان أكد أن الصراع الذي يدور الآن في بلاده هو صراع سياسي ولا علاقة له بالقبيلة أو العرق، وأعرب عن أسفه إزاء من يحاولون إضفاء طابع القبلية على الأحداث.
وقال إن الذين شاركوا في الانقلاب من مجموعات عرقية مختلفة من الدينكا والنوير، وبالمثل فإن قيادة حكومة سلفاكير تضم كل القبائل، مضيفاً: "إن غالبية الذين خرجوا مع رياك مشار ليسوا كلهم نوير بل من الدينكا".
وأرجع ميان أسباب اندلاع الصراع إلى نشوب خلاف سياسي في مجلس التحرير، أثناء انعقاده الأحد الماضي، مما أدى إلى خروج هذه المجموعة وقيامها بهذه الأعمال، وأكد أن الصراع ملامحه واضحة ولا علاقة له بالقبلية، وهو صراع داخل منظومة محددة وهي منظومة الحركة الشعبية الحاكمة، وأن حكومة بلاده ستعمل على أن لا يتعدى الصراع ذلك.
وأضاف: "إن السفارة بالخرطوم اتصلت بكل الجالية من سلاطين وطلاب وغيرهم، وقدمت لهم شرحاً لملابسات الصراع وأنه سياسي وليس قبلياً".
وناشد كل الشعب الجنوبي في السودان بالعمل على تشجيع روح الوحدة والمحبة والاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة بفرح وسلام.
وجدد السفير ميان استعداد حكومة بلاده للحوار مع الخارجين دون شروط، حفاظاً على دماء الشعب الجنوبي، وقال: "حسب معلوماتي فإن الجانب الآخر قدم شروطاً معينة للتفاوض من بينها إطلاق سراح المعتقلين من منسوبيهم" - على حد تعبيره.
وحول دور الخرطوم في السلم أو اتهام جوبا لها بدعم المتمردين، قال ميان إنه إلى الآن ليس هنالك اتهام للخرطوم بالضلوع في الأحداث، وإنها تلعب دوراً إيجابياً في المساهمة في حل الإشكال بالجنوب.
سوزان رايس.. تهدد بإيقاف المساعدات الأمريكية لجوبا
وفي التطور الدولي لقضية جنوب السودان قالت مستشارة الأمن القومي سوزن رايس، إن الولايات المتحدة مستعدة لإنهاء دعمها في حال استمرت أعمال العنف، وقالت: "في حال حاول أفراد أو مجموعات السيطرة أو ممارسة السلطة بالقوة أو ممارسة العنف بحق الناس، فإن الولايات المتحدة لن يكون أمامها خيار آخر سوى سحب دعمها التقليدي والمهم".
كما أطلع فريق الأمن القومي الأمريكي الرئيس باراك أوباما على تطورات الوضع في جنوب السودان، بعد إصابة أربعة عسكريين أمريكيين، إثر إطلاق النار على طائرتهم أثناء إجلائها رعايا أمريكيين من جنوب السودان الذي تعمه الفوضى.
وقال البيت الأبيض في بيان بعد اتصال أوباما بسوزان رايس، مستشارة الأمن القومي الأمريكي، ومساعدين كبار آخرين: "أي محاولة للاستيلاء على السلطة من خلال استخدام القوة العسكرية ستسفر عن إنهاء الدعم المقدم منذ فترة طويلة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".
جوبا: مشار هرب بزورق إلى بانتيو
فيما أعلن وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين، أن نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهروب خوفاً من اعتقاله، وأنه استخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك، وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية وقال بنجامين في تصريح: "نائب الرئيس السابق رياك مشار تمكن من الهرب تجنباً للاعتقال، واستخدم زورقه في النيل ووصل إلى قريته أدوك وذهب إلى بانتيو حيث هاجم مؤسسات حكومية في الليلة السابقة"، وأضاف: "كان على الحكومة أن تؤكد سيادتها، وترسل قوات لمحاولة دحر هؤلاء المتمردين في مدينة بور الرئيسية، وهو ما حدث ويجري تطهير المدينة التي يحتلونها، وتم إرسال قوات لإخراجهم وتأكيد السيادة على البلاد".
الجنرال جيمس يعين حكاماً للمحافظات بولاية الوحدة
ما يزال يسيطر قائد الفرقة الرابعة بالجيش الشعبي على ولاية الوحدة، وأصدر بالأمس منشوراً عسكرياً تمت إذاعته بواسطة إذاعة بانتيو بتعيين حكام عسكريين على عدد من المحافظات، كما عين مستشاراً سياسياً موفداً من قبل رياك مشار.
ومن المتوقع أن تكون العمليات العسكرية إذا اختارت جوبا حسمها عسكرياً صعبة، نسبة لأن كل القوة من الجيش الشعبي والفرقة الرابعة اختارت الانحياز إلى رياك مشار، ولذلك يرجح أن يتم التفاوض مع الجنرال جيمس بدلاً عن إزاحته بالقوة.
والمعلومات التي خرجت من ولاية الوحدة تقول إن عمليات إنتاج النفط توقفت بسبب عمليات القتال التي تدور حولها بحسب العمال الأجانب الذين يتولون تشغيل تلك المحطات.
في وقت تشتد فيه العمليات العسكرية بولاية جونقلي، في محاولة لقوات الجيش الشعبي دخولها، حيث قال الناطق باسم الجيش فليب أقوير إنه يتوقع دخول قواته لمدينة بور في ساعات خلال يوم أمس أو صباح اليوم.
الاتحاد الإفريقي يدعو للتهدئة بمناسبة السنة الميلادية
فيما دعا الاتحاد الإفريقي إلى إيقاف فوري لإطلاق النار بجنوب السودان، لاعتبارات إنسانية بمناسبة أعياد الميلاد.
فيما تواصلت جهود وزراء الإيقاد في إيجاد تسوية سياسية، وبدء حوار بين سلفاكير ورياك مشار الذي قدم شروطاً صعبة للحوار مع سلفاكير.
في وقت تفاقمت فيه الأزمة الإنسانية، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه تلقى تقارير بأن ما يصل إلى 62،000 شخص قد نزحوا بسبب العنف في جنوب السودان، بما في ذلك 42،000 يلتمسون اللجوء في قواعد الأمم المتحدة حالياً، مضيفاً أن هنالك خمس ولايات من أصل عشر تأثرت بالعنف المسلح، كما تم نهب للمركبات التي تعمل في المجال الإنساني بولاية جونقلي والوحدة.
قصص الحرب.. مآسٍ وقتل على الهوية
فيما كشف مراسل صحيفة الغارديان البريطانية من جوبا عن حجم المأساة الإنسانية التي حدثت وعمليات القتل على الهوية، وأن مواطنين رووا قصص بشعة عن قتل الأخ لأخيه يرويها من فروا من المعارك الدائرة في جنوب السودان، هرباً من الموت وطلباً للنجاة، تاركين كل ما يملكون وما أملوا أن يحققوه، في هذه الدولة الوليدة التي تجد نفسها على شفا حرب أهلية.
وقال حسن علي وهو يعمل مهندساً وباكستاني الجنسية، فرّ لتوه من ولاية الوحدة حاملاً معه فقط مشاهدات مرعبة عن حوادث قتل، تتم في حقول النفط الشاسعة التي تغذي كلاً من دولتي السودان وجنوب السودان، وقال زميل له: "إنهم يقتلون بعضهم البعض بالسكاكين وبالحجارة"، ثم أشار بيده بحركة تعني أنهم يقطعون الرقاب.
عامل آخر اسمه دابير يروي كيف شاهد أحد المهاجمين وهو يقطع أيدي ضحاياه. عمال ثلاثة أكدوا أن 16 شخصاً على الأقل قد قتلوا، ومنهم عدد كبير من المدنيين من جنوب السودان، كما رأوا وهم في طريقهم إلى مهبط الطائرة في مدينة الوحدة، أكثر من 20 منزلاً جرى إحراقها بالكامل.
وقال أحد أبناء الدينكا الموجودين بولاية الوحدة ويدعى ماريال أشاك إنه نجا من الموت عندما بدأت الأعداد الموجودة حول القاعدة الصغيرة التابعة للأمم المتحدة في إطلاق النيران، واضطر جنود قوة حفظ السلام لترك هذه المجموعات تدخل القاعدة.
ثم انخدع أعضاء قوات حفظ السلام ولبوا مطلب المسلحين بجمع نحو 20 شخصاً من قبائل الدينكا، وعدد من موظفي الحكومة المحليين في مكان واحد، مع التعهد بحمايتهم من الحشود، لكن عندما اجتمعوا في المكان المحدد، أطلق عدد من المسلحين النار على قوات حفظ السلام وقتلوا اثنين منها، ثم قتلوا بقية الأشخاص من الدينكا. ونجا ماريال أشاك من الموت عندما قام بالاختباء تحت الجثث، واستطاع أن يتماسك حتى لا تبدر منه أية ردة فعل بعدما دهسه أحدهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.