(عقدة اللون)..هاجس يطارد الفتيات الخرطوم: سمية بشير امتلأت أرفف الصيدليات وأدراج السيدات بمبيضات البشرة، ومساحيق تجميل يهدف أغلبها إلى إزالة سمرة الجلد وتعويضها ببشرة بيضاء أو أقل سمرة ، والبعض منهن يعتقد أن استخدام تلك المساحيق تكون لها ضروريتها على وجه الخصوص للنساء العاملات، وبعض من صاحبات البشرة السمراء يعتقدن أن ما تظهره اعلانات مساحيق التجميل هي أكبر دليل على اظهار عنصرية اللون' فتحاول ذوات البشرة السمراء بشتي الطرق والأساليب تبييض بشرتها مستخدمة بذلك عدة طرق' كما أصبح ايجاد اللون الأبيض بمثابة عقدة تطارد كل بشرة سمراء' حول هذا الموضوع جاءت (السوداني) وخرجت بالتقرير التالي: عقدة اللون: في ذات الموضوع يشارك الموظف اسماعيل مهدي قائلاً ل(كوكتيل) "تعتبر وسائل الإعلام هي المتهم الأول على اختلاف الطرق التي تروج بها لمواصفات نموذجية غربية' تكون فيها الفتاة ذات البشرة البيضاء والفاتحة هي الغاية التي تسعى اليها ذوات البشرة السمراء غالباً' كما أصبحت خلطات تبييض البشرة (معروفة في كل البيوت السودانية) مما ادى إلى رسوخ عقدة اللون' وكما كرست الإعلانات صورة محددة للجمال. وتقول عفاف إسحق إن اختزال الجمال في اللون الأبيض نوع من العقد النفسية. وتقول عفاف إسحق إن اختزال الجمال في اللون الأبيض نوع من العقد النفسية، مشيرة إلى أن السمرة لا نعني القبح بل أن الفتاة السمراء تغنى لها فنانو السودان وحتى فنانين من دول أخرى وكمثال (أسمر جميل جذاب) و(يا سمرة ). واخيرا اعتقد أن اللون أيا كان هو من ملامح جمال المظهر وعندما تحاول إحداهن تغيير لونها فإنها تفقد جمال المظهر المضمون لأنها بالتأكيد ستكون مصابة بعقدة النقص وهذا يؤثر على شخصيتها واعتقد أن المشكلة التي نواجهها تعود إلى مشكلة الهوية التي نعاني منها فنحن شعب أفريقي عربي ومن الطبيعي أن تتباين ألواننا ويجب أن نتصالح مع أنفسنا وواقعنا. انهزام شخصية: حول هذا الموضوع تقول ربة المنزل فاطمة التجاني ل(كوكتيل) "أصبحت معظم الفتيات يلجأن لاستخدام المساحيق والكريمات الحارقة لتغيير لون البشرة من السمار إلى اللون الأبيض كما انشغلت بتغيير اللون في الفترة الأخيرة فئات محددة منهن خصوصاً طالبات المرحلة الجامعية' وهي تعتبر ظاهرة دالة على عظم المشكلة المتعلقة باللون والعرق في السودان' وأيضاً تدل على انهزام شخصية الفتاة السودانية' لأنها تسعي لإبراز جمالها بأساليب دخيلة على العادات السودانية. ثقافة ورقي: من جانبه يضيف العامل علاء الدين السماني قائلاً ل(كوكتيل) "إن تجاهل المشورة من قبل الأهل في مثل هذه الأمور يجعل الفتاة تستخدم ما يحلو لها من الكريمات، ومن المؤسف أن الفتاة تستخدم المساحيق والكريمات باعتبارها نوعا من الثقافة والرقي' مضيفاً:(حتى الشباب بيعيبوا لونهم) ليتظاهروا أمام الفتيات بشكل يرضيهم' موضحاً أن هذه الظاهرة عبارة عن غزو ثقافي ينتشر من خلال القنوات الفضائية ومتابعة الثقافات الخارجية التي لا تتشابه مع عاداتنا وتقاليدنا. رأي علماء الاجتماع: تناول المختصون والباحثون في الشأن الاجتماعي السوداني وتعقيداته من بحوث ودراسات' الا أن الواقع ما زال مليئا بظواهر سالبة كثيرة ظلت مستحكمة لزمان ليس بالقصير, وعن استخدام الفتيات للمساحيق والكريمات لإخفاء البشرة السمراء يرجع لمحاكاة ما يرد من مشاهدة القنوات الفضائية والاحتكاك المتواصل مع المجتمعات الخارجية بات يمثل العائق الأكبر للمجتمع السوداني البسيط' لكن يمكن أن يعالج الأهل مثل هذه الظواهر لأنهم يملكون خبرة ومخزونا معرفيا بحكم ما فرضته عليهم ظروف الحياة للحد من انتشار تلك الظواهر لكونها لا تتناسب مع تفاصيل مجتمعنا' وأيضاً كما أنها واحدة من العوائق التي تتسبب في تشوية البشرة ويصعب معالجتها بعد تشويهها بالمساحيق الضارة' في هذا الشأن يجب اتخاذ المحاذير اللازمة والمتابعة الدقيقة من قبل الأهل.