بسبب العاطفة وحلول العقد...طلبن الذهاب الى هناك.. طالبات داخل (بيوت الدجالات).. الخرطوم: سمية بشير للدجل والشعوذة الكثير من القصص المثيرة من ضمنها قصة للطالبة الجامعية (م) التى حرصت على عدم ذكر اسمها، وتحكى (م) قصتها مع الدجالة وتقول ل(كوكتيل): كانت البداية عندما وصفت لي إحدى صديقاتي إحدى الدجالات التي يتردد عليها عدد من الناس لأنها (تكشف الدفين وتحل المعقود) حينها ضحكت فرحاً وبدأت كثيرة السؤال عنها فطلبت منها أن توصلني الى منزلها في أسرع وقت، وحين وصولي لمنزلها الذي يكتظ بالنساء من مختلف الأعمار استقبلتني امرأة كبيرة السن واصطحبتني الى غرفة الانتظار ريثما يأتي دوري لمقابلة (المشعوذة). هنا حاولت التحقق من سبب مجيء النسوة وبعض الرجال؛ فسألت امرأة تجلس بالقرب مني عن سبب حضورها، فأجابت متأسية (جئت لكي أحلل العمل من ابني) الذي أمسكته زوجته مني، وسألتها مرة أخرى، وماذا سيكون بعد علاج الشيخة؟ أجابت بنبرة مؤكدة سيشفى من عمله مباشرة. فيما قالت أخرى إنها جاءت لكي تحل (السحر الدفين) الذي وضعته لها أم زوجها لتثير المشاكل بينها وبين زوجها حتى يطلقها، وبعد حديثي مع النسوة وجدت أن الكل لديهن قناعة تامة بقدرة عمل هذه (الشيخة) كما يذكرون لتخلصهم مما هن عليه. نقبت السوداني حول هذا الموضوع وخرجت بالتقرير التالي: حب استطلاع: حول هذا الموضوع تقول ربة المنزل سعدية ابراهيم ل(كوكتيل) إن الطالبة الجامعية تذهب الى بيوت الدجالات لأنها تدخل في نفسها الارتياح التام بالتوقعات التي تصدرها الدجالة لكسب ثقة الزبونة، وهي كلمات معروفة هي (زواجك قريب، وسوف تأتيك نقود من عشيقك) وما شابه ذلك من عبارات تحبها الطالبات، وأيضاً حب الاستطلاع رغم معرفتهن بالحرام والحلال. عدم وعي وإدراك: من جانبه يضيف الموظف عبدالقادر حسين قائلاً ل(كوكتيل): إن هذه الظاهرة تمثل خطراً يهدد المجتمع السوداني ويدل على عدم الوعي والإدراك لأنها تدخل أحياناً في علم الغيب، أما عن نفسه فيقول:(لا أؤمن بهذا ولا أصدقه)، موضحاً أن أغلب الدجالات يتقاضين على ذلك مبالغ طائلة كوسيلة للكسب وأحياناً على حسب الزبونات. غياب الدين: في ذات السياق يقول العامل يوسف الشريف ل(كوكتيل) إن هذه الظاهرة تدل على غياب الثقافة الدينية الحقيقية وانتشار الجهل بين فئات الطالبات، موضحاً أن الأمور العاطفية والبحث عن فرص الزواج قد تكون في الغالب هي من أسباب الدخول الى هذه العوالم دون إدراك العواقب التي يمكن أن تنجم عنها، ومن جانب آخر يعتبر يوسف أن المرأة التي تراود الذهاب الى منازل الدجالات (تحتاج الى مراجعة الطبيب النفسي). رأي علم الاجتماع: تؤكد دراسات علم الاجتماع أن المجتمعات التي تلجأ الى السحر لمعالجة المشاكل المستعصية لديها تدل على قلة الوعي بالدين ومقاصد الشريعة الإسلامية، وتؤكد الدراسة أن نصف نساء المجتمعات العربية يلجأن الى العرافات والمشعوذين للتأثير المباشر بمجريات الحياة الجهلية، باعتبارها متابعة للخرافات، ورغم أن الكثير من الدجالين والدجالات في هذه المهنة جهلة لكن الكثيرات من ذوي أصحاب المهن المرموقة والطالبات يذهبن لأنهن في حاجة الى زيادة من الوعي والإرشاد من قبل الأسر على وجه الخصوص، وأيضاً السبب يعود لسايكلوجية المرأة لكونها أكثر عاطفية من الرجل وأيضاً لضعف إيمانهن، وتعتبر مشكلة يتخوف منها المجتمع وبحاجة الى نظرة مجتمعية كاملة ويجب توخي الحذر في مثل هذه الظواهر.