تعتبر المراهقة من المراحل ذات الخصوصية التى يمر بها الإنسان وتحتاج إلى عناية وتوجيه خاص من قبل الاسرة ، ذلك لان مسيرة الإنسان (قد) تتحدد من خلال هذه المرحلة فإن كانت هذه المرحلة موجهة بصورة صحيحة فإن أثر هذا التوجيه سينعكس على بقية مراحل العمر سلباً أو ايجابا في الفترات اللاحقة. وهناك من ينظر للمراهق بسلبية من خلال الممارسات التي تتسم بها الشخصية فليس كل مراهق منحرف في سلوكياته. لكن عموماً يمكن القول إن ثمة آباء يتركون أبناءهم يعيشون هذه السنوات دون أي توجيه رغم حاجتهم الماسة لهم في هذه الفترة الحساسة من حياتهم توجيها وإرشادا وذلك لضبط عواطفهم وتعديل سلوكهم ، وتهذيبهم حتى لا ينساقوا وراء رغباتهم ونزواتهم، السطور القادمة نتناول من خلالها كيفية التعامل مع المراهقين خلال تلكم الفترة الخطرة: نصيحة غالية في البداية تحدثت الينا الاستاذة خديجة آدم قائلة لا بد من ضرورة زرع بذور الايمان لدى المراهق فهو بحاجة إلى عملية تثقيف وإقناع بضرورة التدين لانه صمام الأمان من الانزلاق في متاهات الرذيلة والانحراف ولهذا يتحتم على الآباء القيام بزرع بذور الإيمان في نفوس أبنائهم عبر التثقيف الديني والإجابة عن كل ما يدور بخاطرهم من استفسارات ، ودعوتهم لحضور المساجد ، وقراءة القرآن وغيرها من الممارسات التى من شأنها أن تخلق الشخصية المتدينة. بين الإفراط والتفريط..!! فيما شدَّد صلاح سعد - موظف – على ضرورة أن تقوم تربية الآباء لأبنائهم على قاعدة ( الحزم ) ويجب أن يكون كل موقف له طريقته في التعامل، وقال انه ليس مطلوباً الحزم بصورة مطلقة وليس اللين بصورة كبيرة، مشيراً الى أن الإفراط في كليهما له آثاره الوخيمة على شخصية المراهق. واضاف بقوله إن التربية الناجحة هي التي تبدأ منذ الصغر ، وليس حين يبلغ الطفل سن المراهقة ً كما يقول لقمان لابنه : « يا بني إن تأدبت صغيراً انتفعت به كبيرا) القدوة الحسنة وفي ذات السياق قالت الدكتورة مريم محمد إنه يجب على الاسرة الاهتمام الشامل بالمراهق فهو يحتاج إلى اهتمام من نوع خاص ، وله متطلبات خاصة ، و اضافت من الخطأ أن نهتم بجانب دون آخر فلابد من الاهتمام بكل ما يتعلق بشخصية المراهق فليس مطلوباً التركيز على توفير الجانب المادي فقط ؛ بل توفير بقية الاحتياجات النفسية ، العقلية ، العاطفية ، والاجتماعية وغيرها. فيما يرى عمر عبدالكريم أن الاسرة هي القدوة فحين يكون الأب والأم ملتزمين بالتعاليم الدينية وسيرتهما سيرة صالحة فإن الابن سيجدهما خير قدوة كما أن الأجوا ء الأسرية حينما تكون مبنية على الوفاق والوئام والمحبة فإنها ستؤثر إيجابياً على المراهق احترام المراهق (ينبغي على الاسرة احترام المراهق والتعامل معه بطريقة تسودها الحكمة).. بهذه العبارة بدأ حامد علي - موظف –، حديثه معنا مضيفاً بقوله: حينما يجد المراهق أن شخصيته محترمة من خلال إشعاره بأنه قد بلغ سناً يجعل الاسرة تعتمد عليه بشكل كبير، وبالتالي يجب إشراكه في بعض القضايا الأسرية وغيرها فهذا الشعور ينمِّي فيه روح المسئولية ويجعله يشعر بأهميته كإنسان. واشارت في خاتمة حديثها الى نقطة مهمة وهى ضرورة تثقيف المراهق تثقيفاً جنسياً حتى نحافظ عليه من المسائل المتعلقة بالجنس كالمحرمات وخطورتها وما يتعلق بها من أمراض. .