أقامه ب (الشيرينق) وأهداه لروح بهنس.. معرض تصوير فوتوغرافي للفنان خالد بحر الخرطوم: محاسن احمد عبدالله النص في جوهره إمساكٌ بتلابيب الصورة، هو فحص للذائقة في امتحان التصاوير.. وهو تحويل الحروف المتراصة إلى وميض يخطف البصر.. وما الوميض إلا رسول للصورة منذ ازلها.. ناسكها الابدي.. إبنها المدلل.. بل هو سرها المفضوح. الوميض منزلة البرق الخاطف والصورة منزلة المطر المنهمر على اليابسة.. الصورة نصوص مكتوبة بحبر سري معطونة في سديم المجازات .. الصورة جنة التأويل . نصوص بصرية فوتوغرافيا :لان النص سؤال والصورة اجابة ملؤها الصمت,لان الصورة سؤال والنص اجابة ملؤها الثرثرة. صور على الجدران الكلمات الواردة عاليه، سطرها مداد الفنان خالد بحر، على دفتر يحوي عددا من الصور الفوتوغرافية التي قام بتصويرها و احتلت مكانها بكل تميز على جدران معرضه الفوتوغرافي ..الذي اقامه بعد معاناة وجهد الاصدقاء الذين لم يبخلوا عليه ماديا حتي يقدم تلك اللوحة الابداعية باذخة الجمال. أُقيم المعرض بمركز مهدي للثقافة والفنون بالخرطوم, و شهد اقبالا كبيرا من الفنانين التشكيليين والمصورين والشعراء والملحنين واهل الثقافة والاعلاميين وهم يتجولون بين ردهات المكان واعينهم تعبر عن مدى اعجابهم والبعض الآخر تقفز من عينيه بعض التساؤلات المشروعة . كسر القاعدة من داخل صالة العرض بالمركز التقيتُ به للتحدث عن فكرة المعرض التي اجتهد فيها في ظل شح الموارد المالية والظروف التي يمر بها و في وقت يتخوف فيه البعض من التشكيليين والمصورين من خوض التجربة لارتباطها بالاسماء الكبيرة فقط. يقول الفنان خالد بحر ل(كوكتيل) : جاءت فكرة هذا المعرض الفوتوغرافي بمبادرة مني ومساندة ودعم مادي (شيرينق) من الاصدقاء في ظل الظروف الصعبة وشح الموارد المالية، استطعت من خلاله شراء الكاميرا التي التقطت بها الصور واقمت من خلالها المعرض في وقت لا تهتم فيه الدولة بهذا الفن, وكما هو معلوم فالنصوص البصرية الفوتوغرافية وسيلة مباشرة للتعبير لكسر القاعدة وجاءت الفكرة لتقديم هذا المعرض الذي ابرزت من خلاله اعمالي بغض النظر عن الشخصية ,لان الحكم الوحيد في الفن الفتوغرافي، هو الابداع. ولا يفوتني أن اهدي هذا المعرض لروح التشكيلي الراحل محمد حسين بهنس الذي جاء خبر وفاته صادما ومؤلما لي، وايضا للبروفسير فيصل محمد طاهر الذي تحتل صورته مكانها بين الصور في المعرض فهو يستحق ذلك عن جدارة واحترام لما قدمه من عطاء.