بسم الله الرحمن الرحيم عقل الرجل وعقل المرأة!! ذكرت الدكتورة: (آن موير) أخصائية الأعصاب مؤلفة كتاب "Brain Sex" .. ذكرت أن الرجل لا يستطيع أن يستخدم جانبي دماغه في نفس الوقت.. بل يستخدم جانباً واحداً فقط.. ولذلك يستحيل أن يفكر الرجل في شيئين في وقت واحد، فإذا كان الرجل مشغولاً بإحدى المشكلات فحينئذٍ لن يقدر على استيعاب مافي الجريدة، وإذا كان مستغرقاً في متابعة نشرة الأخبار على التلفاز فسيفوته الاستماع إلى حديث زوجته الجالسة بالقرب منه... أما المرأة فتختلف عن الرجل في استخدامها لدماغها.. فهي تستخدم جانبي دماغها كليهما في آنٍ واحد.. وذلك ما يفسر قدرة المرأة على الكلام والتفكير والاستماع في وقت واحد.. ويمكن للمرأة أن تفكر في عدة أشياء في نفس اللحظة.. فدماغ المرأة لا يتوقف عن التفكير أبداً! وفي "دراسة حديثة أجريت بالاشتراك بين جامعتي (غلاسكو) و(ليدز) في المملكة المتحدة ثبت أن المرأة أفضل من الرجل بكثير في أداء المهام المتعددة في وقت واحد.. ومن أمثلة ذلك: (البحث عن الأشياء الضائعة وإطعام الأطفال والحديث على الهاتف في الوقت نفسه مع نجاح كل مهمة بلا خلل أو تقصير في أحدها" (اليوم التالي 10/ ديسمبر/ 2013). دراسات كثيرة بحثت مسألة الاختلاف بين دماغ الرجل ودماغ المرأة.. بعض تلك الدراسات أثبتت وجود اختلافات في حجم الدماغ وشكله وآلية عمله.. ومن بين تلك الدراسات دراسة حديثة أجراها فريق علمي من جامعة بنسلفانيا الأمريكية على أدمغة 949 من الذكور والإناث الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 إلى 22 سنة.. وتوصلوا إلى أن هنالك تباينا في الوصلات الدماغية بين الذكور والإناث.. وقد ذكرت أستاذة علم النفس بجامعة بنسلفانيا بفلادلفيا: راجيني فيرما: "أنه عندما يجري تطبيق مهام معينة فإن الرجال والنساء يشغلون أجزاء مختلفة من الدماغ" (السوداني 7/ ديسمبر/ 2013م).. وفي دراسة أخرى لجامعة بنسلفانيا قاموا بقياس نشاط دماغ الرجل ودماغ المرأة واكتشفوا أن دماغ المرأة لا يتوقف عن التفكير إلا في حالة الموت... أمَّا الرجل فلديه المقدرة على التوقف عن التفكير وهو على قيد الحياة! الخطيب الأمريكي الساخر مارك جونجور يشرح الفرق بين عقل الرجل وعقل المرأة شرحاً كوميدياً في محاضرته الرائعة (قصة عقلين) "A Tale of Two Brains" ... فهو يُشَبِّهُ عقل الرجل بمستودع يحتوي عدداً من الصناديق مُحْكَمَةِ الإغلاق.. ففي ذلك المستودع صندوق مخصص للعمل.. وصندوق للزوجة.. وصندوق للأصدقاء.. وصندوق للسيارة.. وصندوق للتلفاز.. وصندوق للحماة في مكان ما في القاع! والقاعدة العامة أن الرجل لا يستطيع أن يفتح أكثر من صندوق في الوقت نفسه.. فعندما يريد الرجل أن يناقش موضوعاً محدداً فإنه يذهب إلى الصندوق الذي يحتوي ذلك الموضوع المحدد ويفتح الصندوق في حذر شديد ويناقش ما في ذلك الصندوق فقط! ثم يقفل الصندوق قفلاً محكماً ويرجعه إلى مكانه من غير أن يلامس به أي صندوق آخر. أما عقل المرأة فيختلف تماماً عن عقل الرجل.. يتكون عقل المرأة من حزمة متشابكة من الوصلات الدقيقة.. فكل شيء متصل مع بقية الأشياء.. المال متصل مع الزوج.. والزوج متصل مع التلفاز.. والتلفاز متصل مع السيارة.. والسيارة متصلة مع الأطفال.. والأطفال متصلين مع الحماة، والحماة متصلة مع الزوج! فالأشياء كلها متصلة مع بعضها بعضا.. هذه الوصلات شبيهة بوصلات الإنترنت سريع السعات.. والطاقة التي تُشَغِّلُ هذا الإنترنت هي طاقة العاطفة.. ولذلك تستطيع المرأة أن تتذكر تفاصيل كل حدث يمر بها.. فالأحداث موجودة في سطح عقلها.. فما عليها سوى استدعائها عبر تلك الوصلات المتشابكة... تلك الوصلات التي تعمل في نشاط لا يتوقف أبداً.. لذلك لا تكف المرأة عن الكلام والتفكير.. تتكلم حتى عندما لا يكون هنالك سبباً للكلام.. فالكلام هو وسيلتها للتغلب على الضغوط والمشكلات.. فلو توقفتْ عن الكلام ستنفجر تلك الوصلات المتشابكة. لا تعرف المرأة شيئاً عن طبيعة صناديق الرجل.. كما لا يعرف الرجل شيئاً عن طبيعة وصلات المرأة.. تريد المرأة أن تتحدث عن كل شيء.. ولكن لا يستطيع الرجل الاستماع إلى كل ذلك.. يفتح الرجل صندوق الزوجة وينصت للاستماع إلى زوجته.. تبدأ الزوجة في الحديث عن مشكلات الأطفال.. يغلق الزوج صندوق الزوجة ويفتح صندوق الأطفال وحينئذٍ تكون الزوجة قد انتقلت إلى موضوع آخر.. يشعر الزوج بالإرهاق من عملية فتح الصناديق مُحْكَمَةِ الإغلاق! حينئذٍ يلجأ الزوج إلى صندوقه المفضل.. ألا وهو الصندوق الفارغ.. "Nothing Box" .. والصندوق الفارغ هو الصندوق الذي يذهب إليه الرجل عندما يشعر بالضغط والإرهاق.. وذلك ما يفسر أن الرجل كثيراً ما يقوم بعمل أشياء لا معنى لها.. كأن تجد الرجل ممسكاً بالريموت ينتقل بين القنوات التلفزيونية في بلاهة.. أو تجده ممدداً على السرير وهو ينظر إلى السقف من غير أن يرمش له جفن.. وذلك ما يقود نساءنا إلى الغضب.. فالمرأة لا تحتمل أن ترى رجلاً جالساً من غير أن يفعل شيئاً... تظن المرأة أن زوجها يستمع إليها بينما يكون الزوج داخل صندوقه الفارغ.. تتحدث معه في موضوعات مهمة.. ينظر الزوج إلى زوجته وهي تتكلم ولكنه لا يسمع أية كلمة من كلماتها.. وفي اليوم التالي تسأل الزوجة زوجها عن الأشياء التي طلبتها منه بالأمس.. لا يتذكر الزوج شيئاً؛ فتلك الأشياء موجودة في صندوقه الفارغ.. أو في صندوق التلفاز.. يُقْسِمُ الزوج أنه لم يسمع زوجته عندما طالبته بتلك الأشياء.. وتُقْسِمُ الزوجة أنها طالبته بالأشياء وتبدأ المشكلات.. فلو كانت الزوجة تعلم شيئاً عن طبيعة الصناديق كانت ستختار الوقت المناسب للحديث عن الأشياء المهمة.. ولو كان الزوج يعلم شيئاً عن طبيعة الوصلات المتشابكة ما كان ليهرب من زوجته عندما تبدأ في الكلام.. بل كان سيحرص على فتح صندوقها ليستمع إليها في إخلاص حتى ينقذ وصلاتها من الانفجار.. أرجو من كل زوج أن يشاهد محاضرة "قصة عقلين" لمارك جونجور.. فالمحاضرة ممتعة ومفيدة .. ستجدونها في موقع اليوتيوب على الإنترنت مترجمة إلى اللغة العربية. فيصل محمد فضل المولى هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته