زارته الملكة اليزا بيث والشيخ زايد وعمرو موسى متحف شيكان.. تخليد للمعركة وحفظ للتاريخ الأبيض : بكري خليفة وأنت تتجوَّل بمتحف شيكان لا تملك إلا أن تسترجع التاريخ بكل أبعاده بدءاً باستدراج أنصار المهدي الإمام لقوات هكس باشا في تخوم مدينة الأبيض عام 1883م ومن ثمَّ حدث ما حدث فى معركة شيكان التى حملت اسم متحف خلَّد هذه الملحمة السودانية الفريدة. يتفرد متحف شيكان بضمِّه للراية المصبوغة بالدماء التى حملها الأنصار فى المعركة وما تزال تحتفظ بالدماء التى سالت فيها. (السوداني) سعت سعياً حثيثاً لاستنطاق مديرة متحف شيكان أماني يوسف بشير، والتي قالت : إنَّ بالمتحف ثلاث صالات أهمها صالة (المهدية) وهى التى تضم مخلفات معركة شيكان وما غنمه المهدي من حملة (هكس باشا) من مدافع وأسلحة خفيفة وخوذات حرب كان يلبسها أفراد الحملة وساعات إضافة الى مقتنيات الأنصار من حراب مشرشرة ودروع و(الجِّبَّة) التى يرتديها الأنصار. كما يضم المتحف صالة ثانية تختزن تاريخ الفترة المسيحية بالسودان من آثار وجدت فى الممالك المسيحية التى حكمت السودان ردحا من الزمن. أما الصالة الثالثة فتضم ثقافات المنطقة خصوصا كردفان ودارفور والشمالية وغيرها من ثقافات السودان الغنية وتميَّز هذا الجناح باحتفاظه بثقافات جنوب السودان الذى أصبح دولة منفصلة فما يزال الزائر لمتحف شيكان يُمتِّع ناظريه بثقافة أهل جنوب السودان التى تحكي ببراعة منقطعة النظير عن مجسمات إفريقية مختلفة. وكأنَّ المتحف يرفض بشدِّة الانفصال السياسي الذى فرض عليه، مؤكداً أن الانفصال الشعبي لا ولن يُمحى من الوجدان السوداني. بقي أن نشير الى أن أشهر الشخصيات العالمية التى زارت المتحف تتصدرتها ملكة بريطانيا اليزابيث التى عبَّرت عن إعجابها بالدُّرر النفيسة التي تحويها المتحف على الرُّغم من أنها اغتالت أحد قادة بلدها (هكس باشا). وأيضا زار متحف شيكان الشيخ زايد (حكيم العرب)، وكذلك الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وبنت الشاطىء، والشاعر الكبير المحب للسودان وشعبه نزار قباني والذى قال: (فى السودان إما أن تكون شاعرا او تكون عاطلا عن العمل ).