اشتهرت مدينة الأبيض بعدة مزايا لموقعها في الوسط ومساهمتها الفاعلة في تغيير خارطة الوطن من خلال فترة الإنجليز، حيث احتضنت واحدة من أشهر معارك المهدية. ومنذ ذلك الوقت ظلت تحمل سمات البقاع الأثرية لوجود متحف كردفان أو«شيكان» العملاق الذي يُعد ثالث متحف في السودان. أُنشئ متحف شيكان في عام 1960م وتم افتتاحه رسمياً عام 1965م وهو الثالث في السودان بعد المتحف القومي ومتحف البركل. وكان أول مدير له أمين محمد أمين والآن يديره عبود عبدالهادي مالك ويتبع للإدارة العامة للمتاحف والمحميات واتحادياً لوزارة السياحة والحياة البرية والآثار. ومن أشهر زواره، السفير الفرنسي ومستشار رئاسة الجمهورية مصطفى عثمان إسماعيل ووزير المالية السابق الزبير محمد الحسن ومستشار وزارة الثقافة ولاية الخرطوم غلام الدين عثمان وعدد من ممثلي منظمة «اليونميس» لارتباطه بالضابط هكس باشا، وكان آخر زواره الأمين العام لجامعة الدول العربية المنتهية أمانته عمرو موسى مع وفد مقدّر من الجامعة العربية، وكان ذلك في فبراير الماضي وفي عام 2009م زاره كل وزراء الثقافة في السودان لاحتضانه مؤتمر وزراء الثقافة. يضم المتحف مقتنيات نادرة مثل منازل العرب الرُّحل والمستوطين، وهناك صالة تضم كل أعمال التراث في كردفان والتوثيق المصوّر لكل الذين آثروا الحياة في كردفان في مجالات السياسة، الرياضة، الفن، الأدب وغيرها من المجالات. ولكل العاملين بالمتحف علاقة وطيدة بالآثار والتاريخ ومنهم مرشدين ملمين بعدد من اللغات وهناك وسائل توضيحية بمثابة خُرط تعريفية للتسلسل الزمني للفترات التاريخية. وتعمل إدارة المتحف على تشكيل تاريخ جديد لهذه الولاية وتبصير الجيل الجديد بكل العظماء الذين قدموا لكردفان، ووضع الثقة في النشء من خلال هذا التاريخ. واشتهرت كردفان بالسياحة الدينية في الأضرحة والطرق الصوفية. ويعمل المتحف على تقديم أطروحات وبحوث من خلال مجال الآثار.