في أول لقاء ودي يجمعنا، خاطبه زميلنا (العجوز نسبياً)، الدكتور/ عبد الجبار علي إبراهيم ب( يا ابني).. لم يستنكف الشاب ولم تختف ابتسامته ولم ينزعج.. وعندما احتفلت جماعة "خريجو جامعة الأسكندرية" وأمينها العام الدكتور المستشار/ محمد علي عبد الحليم، بمقدمه ووداع سلفه- الشاب أيضاً الأستاذ/ أيمن بديع- تساءل أحد شيوخ الخرطوم (الكبار): جيراننا بيجيبوا (الولاد) المميزين ديل من وين؟؟.. شبابية (الرجل) لفتت الأنظار، ونبهت الحضور المكثف لميلاد نجم (كبير) بسماء السودان.. حينما حان دوره، خاطب الناس بدربة عالية وبأدب جَمّ.. يتخير الألفاظ ويوجز باحترافية.. طمأن الجميع بمعرفته بدروب التواصل.. ذاكرته (الصبية) ساعدته على ترتيب الحروف والكلمات والجُمَل.. من أول وهلة تبين أنه آت من بيت كبير، نشأ فيه وترعرع على الانضباط الكامل المسنود بالثقافة والرعاية الدينية السليمة.. حبيبنا هو القنصل المصري (الجدع) الأستاذ/ معتز مصطفى كامل.. تميزت فترة عمله بالسودان بعلاقات (طالع نازل) بين الجارتين الشقيقتين، كان لمعتز فيها دور كبير في المحافظة على مستوى (الهدوء) حين تشتد الأهواء.. مكوكية حركته وتصدقه الدائم في وجه إخوانه بال(ابتسامة)، منحه حب وتقدير الجميع.. وعلى قلة ما حضرنا من فاعليات (خرطومية) وجدناه (فراشة) تحوم بين أزهار مجتمع العاصمة.. معتز قلق ولا يلتزم كرسياً قط في حفل (كما نعتقد- ولا نجزم).. مطلوب هنا وهناك، يحيي ويسلم ويحضن ويومىء.. وهووووبا يغادر منسحباً بلا ضجيج.. أقطع بأن الحبيب معتز، كان على صلة (شبه شخصية) بالألوف.. ويلبي الحاجات (القنصلية) للجميع وبأسرع ما تيسر.. دبلوماسي لا يغلق موبايله للحظة ويجيبك دوماً برسالة (في وقتها).. نرفع الكلفة معه ونتواصل.. معتز فهم السودانيين تماماً وخَبِر التعامل معهم على إختلاف مشاربهم.. حين خاطب معتز صاحبة "العاشرة مساءً" بدريم 2 إبان أزمة مباراة الجزائر، السيدة الإعلامية والشهيرة/ منى الشاذلي.. يا منى هانم.. أسرتني (الندهة)، وتيقنت حينها أن مصر أرسلت للسودان (كما دأبت منذ أيام جامعة القاهرة والبعثة التعليمية المصرية)، أرسلت لنا (خير أجناد الأرض).. فمصر (العميقة) لا تتاجر بالسودان ولا عليه.. الصديق العزيز معتز مصطفى كامل.. سلمك الله في الحل والترحل.. كنت خير حبيب مَثَّل (خير معشوقة) مصر، خير تمثيل.. كنت سفارة بحالها، أرهقت (رهقاً لذيذاً) معاونيك الكرام.. وغمرت (مواطنيك) السُمرُ بالحب و(الغرام)..